وأضاف العزب أن "عملية التأهيل شملت تنسيق الحديقة من خلال فرش أرضها "بالكازون" وتقليم أشجارها وتكليس جزوعها، كما شملت أعمال التأهيل بناء غرف تحت الأرض لمحولة الكهرباء الخاصة بإنارة أضواء الحديقة، وغرفة أخرى لخزانات المياه، كما تم استغلال الزوايا الميتة من أرض الحديقة ببناء دورات مياه للزوار، وإنشاء بحرات دمشقية وأكشاك للسياحة والخدمة، وألعاب للأطفال وغير ذلك من الخدمات".
ويعود تاريخ إنشاء السور القديم إلى العهد الآرامي ثم اليوناني وبعده الروماني، ويبلغ محيط السور الأثري القديم حوالي 4500 متر ويحتوى على مساحة تقدر بمائة هكتار مقسمة إلى جزر مستطيلة مفصولة بشوارع تتجه من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب ويضم السور الروماني القديم سبعة أبواب هي باب السلام..باب شرقي.. باب توما.. باب الفراديس.. باب الجابية.. الباب الصغير.. وباب كيسان.
ولفت العزب إلى أنه "تم تشكيل ورشة خاصة من الفنيين والأساتذة والطلبة من جامعة دمشق لتأهيل ضريح خولة بنت الأزور بشكل يليق بمكانتها، حيث روعي اختيار الشكل المناسب للأبواب والنوافذ والقبة والمظلة، وكذلك لون الطلاء"، مشيراً إلى أن "الهدف من كل هذه الأعمال محاكاة الأصالة".
وتبين المراحل التاريخية التي تم فيها بناء الأقسام المتبقية من السور أن صفوف أحجاره السفلية الضخمة التي أخذت من السور القديم يعود عهدها إلى ما قبل القرن الثاني عشر وصفوف الأحجار التي تليها إلى زمن نور الدين زنكي في العهد الأيوبي أما مداميك الأحجار غير المنحوتة العلوية فقد وضعت بالعهد العثماني.
ونوه العزب إلى "مشاركة حوالي 1500 طالب وطالبة من معاهد جامعة دمشق وكلياتها، توزعوا على خمسة محاور للقيام بعمليات تنظيف للشوارع، وإزالة الملصقات، وطلاء الأطاريف، وتركيب عدد من الكراسي الخشبية وسلال المهملات وتكليس الأشجار، إضافة إلى التنظيف وإزالة الملصقات وتكليس وتقليم جذوع حوالي 218 شجرة في الحدائق الصغيرة وعلى الأرصفة، وتركيب حوالي 70 سلة مهملات على الأطاريف وأعمدة الكهرباء و طلاء مساحات كبيرة من جدران المنازل في حارات وأزقة باب توما".
وامتدت المحاور الخمس عبر المحور الأول من ساحة التحرير إلى ساحة باب توما، والثاني من ساحة باب توما إلى ساحة باب شرقي مروراً بالنوفرة والقشلة والقيمرية، والثالث من باب السلام إلى الجامع الأموي إلى باب توما، والرابع من ساحة البيطرة إلى ساحة باب توما، والخامس من مشحم الزبلطاني إلى ساحة باب توما.
وكشف رئيس فرع دمشق لاتحاد طلبة سوريا أنه "سيتم إنشاء سارية بارتفاع 12 متراً مصنوعة من المعدن وستوضع في الحديقة المقابلة للموقع، وسينقش عليها مجموعة من الرسوم التي تدل على التسامح والإخاء في سورية ونقوش لأهم معالم أبواب دمشق ومنشآتها الحضارية".
وشهدت الحملة التطوعية مشاركة العشرات من طلبة كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وذلك برسم العديد من اللوحات الفنية تجسد في مضمونها الأوابد الأثرية الموجودة في دمشق، ولا سيما سورها الذي يعتبر أهم العناصر الأثرية التي عاصرت المدينة منذ نشأتها وحتى يومنا الحاضر، وباب توما، وباب شرقي، وبيوت دمشق القديمة.
حسام قدورة – سيريانيوز شباب