في مشهد غير اعتيادي، ارتمى طلاب طب الأسنان والطب البيطري وغيرهم في جامعة البعث على أدراج المدينة الجامعية وممراتها راغبين بمسكن يحويهم ويمنحهم قسطاً من الراحة "كون الجامعة هي المسؤولة عن رعايتهم كطلاب" إلا أن المدينة الجامعية في حماة "لا تملك غرف كافية ولم تصدر قوائم السكن الجامعي لكافة الطلاب لأسباب خاصة بها".
مشهد أقرب للتشرد
واشتكى بعض الطلاب لسيريانيوز من وضع المدينة الجامعية "المزري" في حماة نتيجة تأخر صدور القوائم السكنية، وقال عبد القادر طالب ناجح إلى السنة الخامسة في الطب البيطري "على الرغم من نجاحي في الدورة الأساسية من السنة الرابعة إلى الخامسة من كلية الطب البيطري إلا أن اسمي لم يكن ضمن قوائم السكن الجامعي فأنا من سكان محافظة دير الزور ومن واجب الجامعة أن تؤمن سكني إلا أنه حتى اليوم لم يتم تحريك أي ساكن".
وتابع عبد "هناك بعض الطلاب الذين اضطروا للنوم في فناء المدينة الجامعية بمنظر أقرب للمتشردين من طلاب الطب لأن أسماءهم لم تصدر بعد ضمن قوائم السكن في المدينة الجامعية رغم ترفعهم بشكل نظامي وتقديمهم لطلب استمرارية بالسكن ".
من جهته قال طالب كلية الطب البيطري محمد إن " المدينة الجامعية في حماة لا تحوي سوى وحدتين سكنيتين على الرغم من افتتاح كليات جديدة فيها" مشيراً إلى ان الطلاب " متخبطين بين الدوام الإجباري في جامعاتهم منذ الصباح ومتابعة أمور السكن الجامعي ما يسبب التعارض فيما بينهما بالتأكيد".
سوق سوداء
وتابع محمد "لدي 3 أصدقاء من محافظات أخرى دون سكن، وأنا من الطلاب الذين لم تصدر أسماءهم ضمن قوائم السكن بعد، وعلى هذا قررنا شراء وصل من أحد الطلاب الذين تقدموا للسكن وحددت غرفهم إلا أنهم لا يريدون الإقامة بها، وطلب الطالب 11 ألف ليرة سورية سعراً لوصله بطريقة مشابهة للسوق السوداء".
وعن اتساع الغرف، اشتكى الطالب خالد طب أسنان من ضم طلاب فوق استطاعة الغرف الجامعية، وقال إنه "في الوحدة الخامسة تتسع الغرفة الواحدة لـ5 خمسة أشخاص إلا انه يسكن بها 6 أو أكثر، في حين تتسع غرف الوحدة الخامسة لـ3 طلاب ويتم وضع 4 طلاب فيها، ففي الجناح الواحد هناك 19 غرفة وبعد الزيادات هذه يصبح عدد الطلاب في الجناح الواحد ما يقارب 76 طالب أو أكثر بنسبة زيادة تقدر بحوالي 20 طالب أي أن دخول الحمام يحتاج إلى الانتظار لساعات كون الجناح يحوي 4 حمامات فقط".
لا تفتح الغرفة إلا لـ4
الشكوى لم تقف عند هذا الحد، فالوضع "مزري للغاية" كما يقول فادي (طالب آخر)، وتابع فادي إن "مدير المدينة يعلم بوجود طلاب ينامون في ممرات الأبنية وغرف المطالعة.." مضيفاً أن " الغرفة الجامعية لا تفتح إلا بـ4 وصول على الأقل أي أن الطالب الذي يستحق السكن يبقى مصيره متعلقاً بباقي القوائم حتى يسكن" مضيفاً أنه "ما سيزيد الطين بلة هو أن المستجدين سيتم توزيعهم فيما بعد على الغرف أي أن الوضع مقارب للإنفجار الطلابي".
اعتراف صريح
مدير مدينة باسل الأسد الجامعية في محافظة حماة، عامر كف الغزال لم ينكر وجود زيادة طلابية لديه تضطر للنوم في الممرات، وقال لسيريانيوز إن "هؤلاء الطلاب مخالفون في دخولهم للمدينة ومن الواجب إخراجهم قبل دخولهم الباب الرئيسي، إلا أن إدارة المدينة سمحت لهم بالدخول تجاوزاً لأن دوامهم الجامعي قد بدأ ولا نريد أن ندفعهم للإستئجار في الخارج نتيجة غلاء الأسعار".
وأردف كف الغزال إن "تأخر صدور قوائم السكن الجامعي ناتج عن عدم وصول أسماء الطلاب رغم نجاحهم إلى إدارة المدينة، وعلى هذا لا يمكننا تسليمهم غرف دون هذه القوائم" مشيراً إلى أن " المدينة الجامعية في حماة أصدرت عدة قوائم سكنية وهي موعودة باستلام أسماء بعض الطلاب من عدة كليات هذا الأسبوع لتدرس على أساسها القوائم الجديدة فلا يمكن منح غرف جامعية دون دراسة الأسماء المقدمة من الكليات".
وعن زيادة عدد الطلاب الواردين إلى المدينة الجامعية قال كف الغزال إن " المدينة الجامعية في حماة مخصصة لاستيعاب حوالي ألف طالب إلا أن المتقدمين حالياً وصل عددهم إلى 1700 طالب سيقبل منهم 1200 فقط ما يعني بقاء 500 طالب دون سكن جامعي وزيادة عدد الطلاب في الغرفة الجامعية الواحدة الذي يصل أحياناً إلى 6 طلاب".
حل الأزمة العام القادم
وفيما يتعلق بالحل المطروح، قال كف الغزال إنه "هناك وحدة توسعية ستضم للمدينة الجامعية قريباً وهي قيد الإنجاز بنسبة تفوق 80%، إلا أنه لن يتم وضعها في الخدمة العام الدراسي الحالي وسيؤجل ذلك للعام القادم ريثما يتم انجازها بشكل كامل لحل الأزمة".
من جهة أخرى قال مصدر في جامعة البعث إن "نتائج الدورة الاستثنائية للكليات التي لم تصدر جميع موادها سيعلن عنها خلال أسبوع تقريباً" مشيراً إلى أنه "تم إصدار نتائج عدة كليات بشكل كامل".
حازم عوض - سيريانيوز شباب
تأخر صدور نتائج الدورة الامتحانية الاستثنائية طال بمفاعيله المدينة الجامعية في حماة (جامعة البعث)، حيث وجد مئات الطلاب أنفسهم بلا سكن، بانتظار صدور قوائم قبولهم بالمدينة الجامعية المرهون بصدور نتائج الامتحان، وكل طالب يأمل بالحصول على سرير في المدينة المكتظة بطلابها. 
