هذا ما سبب ضغوطاً كبيرة على موظفي النافذة الواحدة وعلى المرجعين الذين يضطرون للوقوف لساعات على الدور، إلا أن المفارقة كانت في "عدم وجود ما يسمى بالنقل من مدرسة لأخرى أو من اختصاص لاختصاص لعدم وجود شواغر في المدارس المهنية" هذا ما كشفت عنه لسيريانيوز مديرة التعليم المهني في مديرية تربية دمشق، إلا أنه "لم يتم ايعاذ النافذة الواحدة بعدم استلام الطلبات" بحسب احدى موظفات النافذة.
حشود بالمئات
أغلب المحتشدين على الدور اتجهوا بعد ذلك حاملين طلباتهم المختومة إلى مديرة التعليم المهني التي فاجأتهم "بعدم قبول هذه الطلبات لأسباب مختلفة" لم يتم توضيحها في النافذة الواحدة.
سيريانيوز زارت مديرية تربية دمشق واطلعت على شكاوي المراجعين، وقالت ابتسام والدة إحدى الطالبات إنه" وبعد الوقوف لساعات طويلة على النافذة الواحدة أخذنا طلب مختوم برقم منها لنقل ابنتي من اختصاص الخراطة في التعليم الثانوي إلى التكيف والتبريد فهي حاصلة على مجموع 156 وهذا يؤهلها للدخول في اختصاص التكييف إلا أن نتيجة المفاضلة كانت خاطئة حيث حصلت ابنتي على الرغبة الدنيا بدلا من الرغبة العليا".
وتابعت "عندما راجعنا مديرة التعليم المهني في مديرية تربية دمشق لتوقيعها على طلب النقل لم تكن موجودة ووقفنا على بابها لساعات أخرى وحين عادت لمكتبها في نهاية الدوام نهرتنا وطلبت منا الذهاب بحجة عدم وجود أي نقل من اختصاص لاختصاص آخر أو من مدرسة لأخرى".
طلاب يدفعون ثمن الخطأ الوزاري
من جهتها قالت الطالبة حنان التي كانت ضحية خطأ وزارة التربية إن " أوراقي الثبوتية موجودة في مدرسة الزاهرة للصناعة حسب المفاضلة، إلا أن خطأ الوزارة في اسم المدرسة على أوراقي الثبوتية من مدرسة محمود حماد إلى مدرسة محمود جلال، دفع المدرسة الأولى إلى طلبها ورقة تصحيح اسم حتى أستطيع مباشرة عامي الدراسي فيها".
وتابعت " على هذا قمت بمراجعة النافذة الواحدة في مديرية تربية دمشق بعد عناء الوقوف على الدور نظراً لطوابير المئات من الناس، وعندها حصلت على ورقة طلب مختومة ذهبت بها إلى مديرة التعليم المهني في المديرية التي انتظرناها طويلاً حتى أتت لمكتبها إلا أننا لم نستفد شيئاً فلم ترضى الإطلاع على مشكلتي حتى".
وأردفت حنان "أخذت ألاحق مديرة التعليم المهني على درج المديرية عند خروجها بعد دقائق من وصولها فقط ، حينها بدأت بالصراخ "لايوجد نقل، لا توجد شواغر" على العلم بأن موضوعي لا يحتاج لشواغر فأوراقي بمدرستي إلا أن الاسم خاطئ مشيرة إلى أن" المديرة صعدت بسيارتها دون أن تعيرنا أي اهتمام".
ضعف إداري
بدوره قال محمد والد احد الطلاب إن" ابني قام بتسجيل المفاضلة على أساس الدخول في مدرسة الصناعة الثانية في منطقة الميدان وعلاماته تؤهله لذلك، إلا أن نتيجة المفاضلة جاءت عكس توقعاتنا وهي خاطئة، حيث طلب من ابني التسجيل في مدرسة الصناعة الثالثة في المزة وهي بعيدة جداً عن سكني ما يؤدي إلى ضياع راتبي المحدود على وسائل نقل ابني ومصروفه الخاص".
وتابع " لم تتعاون معنا مديرة التعليم المهني ولم يستقبلنا مدير التربية في مكتبه بحجة انه غير موجود، على العلم بأنه في الداخل حسب ما اخبرنا احدهم ، حيث كان يجري مقابلة مع أحد صحفيي الوسائل الرسمية، ما دفعه لإغلاق الباب على نفسه مانعاً احداً من مراجعته حول المشاكل وذلك لقرابة الساعة".
وعن الوقوف على النافذة الواحد للحصول على الطلبات، قال والد الطالب إن " وقوفي للحصول على ورقة طلب النقل استغرق حوالي الثلاث ساعات نتيجة الضغط وكثرة المراجعين وعدم التنظيم وبطيء تسيير المعاملات وفي النهاية تقول المديرة لا وجود للنقل !! هذه يدل على ان النظام في مديرية تربية دمشق (عفشيكا)".
4 موظفات لمئات المراجعين
وحول مشاكل النافذة الواحدة والضغوطات التي تعانيها، التقت زارت سيريانيوز الموظفين داخلها، وقالت ميادة السايس لسيريانيوز إنه " هناك 4 موظفات داخل النافذة الواحدة لتسيير جميع معاملات المديرية، إلا انه جاءنا يوم الأحد حوالي ألف طالب من التعليم المهني وغير المهني يطلبون النقل من مدرسة لأخرى أو من اختصاص لاختصاص آخر وعلى هذا قمنا بإعطائهم الطلبات وتسجيلها لدينا بالأرقام وختمها عدا عن معاملات المدرسين الذين يأتون في هذا الشهر طالبين النقل أيضاً".
وأضافت "نعاني كل عام من هذا الضغط في الفترة الممتدة ما بين شهر 8 حتى شهر 10 حتى تزول نهائياً" مشيرةً إلى أن "الموظفات في النافذة الواحدة يقمن بجمع الطلبات بشكل جماعي وإغلاق النافذة ريثما يتم تسجيلها وختمها ومن ثم نقوم بفتح النافذة وننادي على أصحاب العلاقة وهذه الطريقة الوحيدة المجدية في حالات الضغط، إلا أن المراجعين يظنون بأننا نتسلى في الداخل أو أننا ننجز العمل ببطء غير مبالين بحجم العمل لدينا في الداخل".
المراجعين غير منضبطين
من جهتها قالت الموظفة رفعت إن "المراجعين لا يراعون الانضباط فقد قمنا بتقسيم الدور إلى إناث وذكور ومدرسين عدة مرات إلا أنهم لم يلتزموا بذلك، فالنافذة الواحدة تقوم بتسيير جميع معاملات المديرية كونه من غير الممكن أن تسير أية معاملة دون أن يسجل لها رقم هنا".
وأضافت رفعت "سجلنا حوالي 700 طلب نقل للطلاب يوم الاثنين وحده وحوالي 90 طلب لنقل الأساتذة وهذا يتطلب عناء في العمل في ظل عدم انضباط المراجعين" مشيرةً إلى انه" لم يقم أحد بإعلامنا عن عدم استقبال طلبات النقل وعلى هذا سنظل نستقبلها حتى يصلنا شيء رسمي بهذا الخصوص وعندها نتوقف عن ذلك".
محاولات فاشلة للحصول على تفسير
سيريانيوز حاولت الاستفسار عن الموضوع من قبل مديرة التعليم المهني التي اكتفت بالقول "لا يوجد شواغر ولا يوجد نقل من مدرسة لمدرسة أو من اختصاص لاختصاص فهذه نتيجة مفاضلة تقدموا بها سابقاً" على الرغم من وجود المراجعين على باب مكتبها بهذا الخصوص دون أن تطلع على طلباتهم، وهمت بالخروج من مكتبتها والمراجعين يرافقونها على الأدراج دون فائدة.
في حين كان مدير التربية داخل مكتبه في مقابلة صحفية مع إحدى الصحف الرسمية (بحسب مدير مكتبه) الذي أخبرنا بأن" المقابلة مطولة وهذا يحتاج إلى وقت ولا يمكن لصحيفتنا الاستفسار عن موضوع الطلبات" وأيضا لم نتمكن في اليوم التالي من مقابلة مدير التربية.
حازم عوض - سيريانيوز شباب