فيما ردت وزارة التعليم العالي ممثلة بمعاون وزير التعليم العالي للشؤون الصحية، نزار الضاهر أن "تجربة الامتحان الطبي الموحد لطلبة السنة السادسة للجامعات الخاصة والحكومية كانت ناجحة جداً، بسبب التعاون والتنسيق الكامل بين رؤساء الجامعات الطبية في سورية"، مضيفاً أن "الأسئلة كانت شاملة وموزعة على كافة أقسام الطب البشري في الجامعات الحكومية والخاصة، ووصلت نسبة النجاح العامة إلى 83.78 باختباري المقابلة والكتابي".
"لم ولن نقبل أن نكون فئران تجارب"
وقال محمد طالب في كلية الطب البشري جامعة دمشق لسيريانيوز إن "الاختبار الوطني الموحد والذي أجرته الوزارة مؤخراً، كان غير جيد بالتحديد لطلبة دمشق، حيث أن الأسئلة لم تكن موزعة على جميع أقسام الطب البشري"، مضيفاً أن "نسبة كبيرة من الأسئلة كانت غير سريرية ومعقدة، ولا تتوافق مع منهج الكلية".
وحمّل الطالب وزارة التعليم العالي مسؤولية انخفاض معدله، متابعاً أنه "آن للوزارة أن تعليم أن الطلبة لم ولن يقبلوا أن نكون فئران تجارب لخططها".
ووافق خلدون زميله محمد قائلاً لسيريانيوز إن "أسئلة الامتحان الوطني غير عادلة وغير شاملة، حيث أنه لم تأت أبداً أسئلة من أقسام العصبية، والخمجية"، لافتاً إلى أن "عدد من أسئلة الاختبار يحمل أكثر من إجابة، وعند استشارة أساتذة الكلية تجد أن كل أستاذ يجيب إجابة تختلف عن زميله".
"الطلبة المتميزين حصلوا على معدلات عالية في الاختبار"
للرد على أسئلة واعتراضات الطلبة التقت سيريانيوز معاون وزير التعليم العالي للشؤون الصحية، نزار الضاهر، الذي اعتبر ان "تجربة الامتحان الطبي الموحد لطلبة السنة السادسة للجامعات الخاصة والحكومية ناجحة جداً، بسبب التعاون والتنسيق الكامل بين رؤساء الجامعات الطبية في سورية"، مضيفاً أن "الأسئلة كانت شاملة وموزعة على كافة أقسام الطب البشري في الجامعات الحكومية والخاصة".
وأضاف معاون الوزير للشؤون الصحية أن "الامتحان الوطني أخذ من مجلس التعليم العالي وظيفة أخرى، وهي جعل الاختبار الوطني، اختبار تخرج موحد لكافة طلبة السنة السادسة في الجامعات الحكومية والخاصة، إضافة إلى أنه امتحان قبول للدراسات العليا، حيث اكتسب الطلبة ميزتان وهي إجراء اختبار موحد بدلاً من اختباري الدراسات العليا والتخرج".
وكان طلبة السنة السادسة في كليات الطب البشري في الجامعات السورية يجرون اختبارين، وبعد النجاح بهما يتقدمون لمفاضلة الدراسات العليا بطلب مفاضلة واحدة ولجامعة واحدة.
وتابع الضاهر أنه "كثيراً ما كان يصدف أن الطالب الذي يرغب بدراسة اختصاص معين يحبه ويفضله على بقية الاختصاصات لا يستطيع التقدم له إلا في جامعته، وبالتالي إن لم يؤهله معدله لدخول هذا الاختصاص في جامعته فلن يدخله لا في جامعته ولا في جامعة أخرى"، مستدركاً أن "مجلس التعليم العالي عندما وحد الاختبار سمح لجميع الطلبة بالتفاضل في كافة الاختصاصات وفي كافة كليات الطب في الجامعات السورية الحكومية من خلال مفاضلة يجري التحضير لها الآن، والتي لن يقبل فيها الطلبة الذين لم يجروا الاختبار الوطني الموحد".
وأشار معاون وزير التعليم العالي للشؤون الصحية إلى أن "نتائج الاختبار الوطني عكست أن الطلبة المتميزين تابعوا تميزهم وحصلوا على معدلات عالية في الامتحان، إضافة إلى أن النتائج عكست محتوى الأسئلة، وطبيعتها حيث اتضح أن 12 سؤال من أصل 240 سؤال اختبر فيهم الطلبة كانت نسبة الإجابة عليهم أقل من 25 بالمئة".
"45% من أسئلة البنك الأول خاطئة"
ورداً على سؤال سيريانيوز في كيفية التحضير للأسئلة التي وصفها طلبة جامعة دمشق "بالمعقدة والغير شاملة"، قال الضاهر إن "أسئلة الاختبار وضعت بحصص متساوية للكليات حيث أعطيت كل كلية نسبة 25% من الأسئلة، ووضع في بنك الأسئلة الأول 2087 سؤال، وبعد اجتماع اللجان مرة أخرى لتقييم هذه الأسئلة، تبين أن عدد كبير منها غير صالح وحذف 45% من الأسئلة، ليتبقى في بنك الأسئلة 1133 سؤال صحيح، اختارت منهم اللجان الـ 240 سؤال ليمتحن بهم الطلبة"، لافتاً إلى أنه "ولأول مرة في تاريخ الامتحانات في سورية تدرس الأسئلة الامتحانية وتقيمها لجان شكلت خصيصاً لأداء هذه المهمة"، لافتاً إلى أن "هذه العملية تعكس ضرورة وجود لجان لتراجع الأسئلة الامتحانية لكي يتم تجاوز الأسئلة الخاطئة والتي كانت نسبتها في الاختبار الحالي 45%، حيث أننا كأعضاء هيئة تدريسية نحتاج إلى مراجعة الأسئلة الامتحانية التي توضع للطلبة، فعند وجود نسبة لا بأس بها إجابتها خاطئة هذا يدل على وجود مشكلة واضحة، يجب معالجتها".
وعن شكوى طلبة جامعة دمشق في وجود عدد من الأسئلة الخاطئة ضمن الاختبار الموحد، قال معاون وزير التعليم العالي إن "لم تتجاوز الملاحظات التي وجهت على الأسئلة من قبل طلبة جامعة دمشق الـ 10 أسئلة، كمان أن ثلاثة أسئلة من الـ10 أسئلة كانت موضوعة من قبل جامعتهم وكليتهم"، معتبراً أن "الاعتراض على الأسئلة يعكس عدالة التوزيع، إضافة إلى أن الاعتراض على 10 أسئلة من بين 240 سؤال يؤكد نجاح المشروع الوطني البحت".
وتابعت سيريانيوز في عرض مشاكل طلبة جامعة دمشق، وعن شكوى الطلبة في احتمال عدد من الأسئلة لإجابتين قال الضاهر إنه "من الطبيعي أن تكون نسبة 70% من الأسئلة تحاكي مستوى الطبيب العام، حيث لابد من وجود مجموعة من الأسئلة للطلبة المتميزين"، مضيفاً أن "نسبة النجاح مقارنة مع السنوات السابقة مرتفعة جداً، حيث وصلت في جميع من تقدموا فعلياً للاختبار وعددهم 1215طالب وطالبة إلى 83.78 باختباري المقابلة والكتابي، كما وصلت نسبة النجاح في جامعة دمشق إلى 85.34، وفي جامعة حلب وصلت إلى 89.69، وفي جامعة البعث وصلت إلى 72.73، فيما كانت في جامعة تشرين 84,72، وجامعة القلمون الخاصة 62.11%".
نسب النجاح مرتفعة وصادرة عن جهة حكومية
وفيما يتعلق بمتوسط علامات الفحوص السريرية، - فحوص المقابلات - قال الضاهر إن "الفارق بينها كان قليلاً جداً حيث بلغت في جامعة دمشق 23.31، وفي حلب 24.67، فيما وصلت في جامعة البعث إلى 21.52، وفي جامعة تشرين إلى 24.09، فيما وصلت في جامعة القلمون إلى 20.87"، لافتاً إلى أنه "من الواضح أن نسب النجاح في هذه الاختبارات متقاربة، فيما نجد فارق طفيف مع جامعة البعث والقلمون راداً السبب إلى عدم وجود مشفى تعليمي في هاتين الجامعتين وبالتالي لا يوجد تدريب سليم للطلبة في هاتين الكليتين".
وتعليقاً على نسب النجاح قال الضاهر إن "نسبة النجاح التي ارتفعت عن السنوات السابقة كثيراً، وكانت متقاربة في هذا العام، يعكس أن الامتحان الوطني هو امتحان شامل وطبي بامتياز، حيث تم تقيمه في مجلس التعليم العالي تقييماً عالياً جداً، فالمؤسسات التعليمية في سورية أثبتت قدرتها على إنجاز فحص وطني موحد، ودحضت كل الرهانات التي راهنت على الفشل في الاختبار من خلال تسريب أسئلة أو فشل في بعض النقاط".
وفي سؤال سيريانيوز عن الإجراءات التي سيتم اتخاذها بعد الاختبار قال الضاهر إن "التفاضل على الدراسات العليا في كليات الطب البشري للعام الحالي سيتم عن طريق أخذ نسبة 40% للاختبار الوطني و60% لمعدل الطالب خلال سنواته الدراسية، حيث ستعلن الوزارة في نهاية الشهر الجاري على المفاضلة والتي سيكون فيها 15 رغبة على مستوى كافة الكليات، حيث سيكون هناك مفاضلة للتعليم الموازي 20% وسيكون للطالب بطاقة مفاضلة واحدة"، موضحاً أن "الطالب يستطيع على سبيل المثال إن كان يرغب في اختصاص الجلدية أن يسجل هذه الرغبة في الجامعات السورية جميعها، وليس في جامعته فقط".
ولفت الضاهر إلى أنه "وفي السنوات القادمة ستطور الوزارة الاختبار، حيث ستدخل مستقبلاً مؤسسات عالمية تستقدم الوزارة منها عدداً من الأسئلة للاختبار"، مستدركاً أن "كل هذه الأمور إن تمت ستكون بعد إعلام الطلبة، فلا يوجد في وزارة التعليم العالي، ما يسمى بتجارب وإنما هناك مشاريع مدروسة عبر لجان مختصة، تضع هذه المشاريع عمادات الكليات المختصة، وتنقشها فيما بينها جيداً قبل إقرارها من مجلس التعليم العالي".
براء البوشي – سيريانيوز شباب
اقرأ أيضا:
لأول مرة.. التعليم العالي تجري اختبارات لتحديد مستوى خريجي الكليات الطبية وقبولهم بالدراسات العليا
الفحص الوطني.. بين مخاوف طلاب الطب و تطمينات الوزارة