حصلت مرح أسد دواره، على العلامة التامة في شهادة التعليم الأساسي، فكانت من أصل 45 طالب وطالبة حصلوا على تلك العلامة، ولكنها كانت الوحيدة التي حصلت على العلامة التامة، ضمن مدينة صحنايا في ريف دمشق، حيث شهدت المدينة في السنوات السابقة العديد من الطلبة المتفوقين، ولكن وللمرة الأولى تحصل طالبة من المدينة على العلامة التامة، حسب والد مرح.
تروي، مرح لسيريانيوز قصتها بقولها "منذ الصغر وأنا أهتم بالعلم وأحب التفوق، لسبب وحيد وهو الدخول إلى كلية الطب البشري في الجامعة، اختصاص جراحة بالتحديد، حيث أنني أهتم جداً بمادة العلوم الطبيعية بشكل خاص، والمواد العملية بشكل عام".
وعن توقعاتها بالحصول على العلامة التامة تقول "بعد عناء السنة الدراسية كنت متوقعة الحصول على العلامة التامة، حيث أن التصميم والإرادة لتحقيق هدف جعلاني ألتفت إلى تنظيم وقتي، فأستيقظ من الصباح الباكر لأحضر دروسي وأذهب إلى المدرسة، ومن ثم أعود وأخلد للقيلولة، لأستيقظ بعدها لمراجعة ما أخذته في نفس اليوم".
تدرس مرح في مدرسة حكومية، وكانت تتنافس مع صديقاتها، منذ الصف السابع حتى وصلت المنافسة شدتها للتفوق في الحصول على شهادة التعليم الأساسي، لتنال العلامة التامة دون التسجيل في أي معهد، أو الحصول على درس خصوصي كما تقول.
وفيما يتعلق بدور أسرتها في ما حصلت عليه، تقول "كان لوالدتي ووالدي الدور الأكبر فيما وصلت إليه، فكانا كثيراً ما يتابعاني في المدرسة إضافة إلى أنهما يسانداني في دراسة موادي".
للأم الدور الأكبر.. وسنة وبتمر
لم تحتج السيدة اعتدال والدة مرح لتقول في يوم من الأيام لابنتها أن تهتم بدرسها او أن تذهب لتذاكر، ولكن على العكس من ذلك فكثيراً ما كانت تقول لها أن تدع الدرس لفترة وتذهب معها للسوق او لحفلة عائلية، ولكن الرفض دائماً كان يوجهها بقول مرح لها "سنة وبتمر".
ومرت السنة وفي مرافقتها لها ساعة بساعة ويوم بيوم تقول والدتها " بعد عناء سنة كاملة، الحمد لله نالت مرح ما أرادت، فجدها ومثابرتها لم يذهبا هباءاً، كما أن تعبي معها كذلك لم يذهب سدى".
وعن مرافقتها لها أيام الامتحان تتحدث عن الامتحان الأصعب بقولها "ليلة مادة اللغة العربية لم تنته مرح من مراجعة بعض الدروس، فسهرت وإياها للساعة الثالثة والنصف ليلاً، ومن ثم اتفقنا على أن تستيقظ في تمام الخامسة والنصف صباحاً، لمتابعة الدرسين، ولكن المنبه خانني ولم استيقظ إلا في الساعة السادسة والنصف لأوقظ مرح دون إخبارها عن التوقيت الحقيقي من خشيتي عليها ان يصيبها القلق فأنهينا الدرسين وذهبت للامتحان لأطمئن أنه لم يأت أي سؤال من الدروس التي لم تراجعها، ولكن ومع ذلك لم يغادرني الخوف في عدم حصولها على العلامة التامة في اللغة العربية إلى أن اطمأنيت يوم صدور النتائج.
استنفار.. ولا دروس خصوصية
لم يضطر السيد أسد، والد مرح لأن يدفع أي تكاليف لأي مدرس خصوصي أو أي معهد خاص، متحدثاً أنه "أشكر الله أن مرح لم تحجني إلى أي تكاليف لمعهد خاص أو درس خصوصي، رغم عرضي المستمر لها"، متابعاً أنه "لم تضطرني طوال سنتها الدراسية لأي مساعدة، ومازلت أذكر عند تدريسي إياها لمادة الرياضيات، فكنت أجلس معها لحل بعض المسائل وكانت تسابقني بحلها".
وعن تهيئة جو دراسي جيد في المنزل يقول والدها "كان جو المنزل مثالي للدراسة، فعدد الأفراد قليل، فلا يوجد إلا أربعة في المنزل، وكان المنزل يستنفر بأفراده من أجل تهيئة جو دراسي جيد لمرح".
ويتابع والدها الحديث عن دور المتابعة في تفوق الطالب بقوله "كانت متابعة المدرسة والأساتذة لمرح متابعة حثيثة، فعندما تذهب والدتها للاطمئنان عليها في المدرسة تقول لها إدارة المدرسة أنه لا داعي للقدوم والسؤال عن مرح، مرة أخرى، فالمتفوق لا يحتاج لذلك".
وفي العودة إلى مرح، تنصح المتفوقة الطلبة الذين يريدون السير على درب التفوق بأن ما عليهم سوى أخذ موضوع الدراسة ببساطة شديدة، فالدراسة حسب وصفها ليست كابوس أو غول، وإنما الأمر هو عبارة عن تحضير ومتابعة، وقبل كل ذلك إرادة.
تعزف مرح على آلتي الكمان والأورغ وسجلت في رقص الباليه وتفوقت بها، وبعد انتهاء اللقاء استمعت العائلة وسيريانيوز لعزف مرح على الأورغ، لنودع العائلة على امل لقاء مرح بعد ثلاث سنوات وهي تحقق هدفها بتفوق اخر يدخلها كلية الطب البشري اختصاص الجراحة كما تتمنى.
براء البوشي – سيريانيوز شباب