ورغم الاتصالات العديدة اعتذرت وزارة التعليم العالي عن الإجابة على استفسارات سيريانيوز عن أسباب وضع توقيت واحد للامتحانين، وكذلك امتنعت عن توضيح أسباب "الفوضى العارمة"، في توزيع الطلبة على القاعات، والهنغارات المخصصة لاستقبالهم.
فعل منافي للعقل والمنطق
من حرقته يتحدى الطالب خضر حصل على 248 علامة من الفرع العلمي، وزارة التعليم العالي في الكشف عن الحالات التي تشابه حالته، حيث اختار الطالب إجراء اختبار كليتي الهندسة المعمارية والإعلام.
ويشرح خضر لسيريانيوز ما حدث من التسجيل إلى وقت الاختبار بقوله "سجلت لدى وزارة التعليم العالي لإجراء اختبار كلية العمارة والإعلام، حيث اشترطت الوزارة النجاح في الاختبارين للتفاضل على هاتين الكليتين"، لافتاً إلى أنه "تفاجأت عند استلام الرقم الامتحاني أن كلاً من الاختبارين في نفس التوقيت".
ويتابع خضر أنه "عندما اجتمع الاختبارين في التوقيت ذاته اضطرتني الوزارة الموقرة لإجراء اختبار كلية الإعلام، وبالتالي حرمتني من التفاضل على كلية العمارة لعدم قدرتي على إجراء اختباره"، متسائلا عن "أحقية وزارة التعليم العالي في حرمان الطلبة من التفاضل على ما يرغبون به".
وحددت وزارة التعليم العالي اختبار كلية الإعلام، والعمارة في التوقيت ذاته حيث يبدأ امتحان كلية الهندسة المعمارية، في الساعة التاسعة، ويستمر لمدة 4 ساعات فيما يبدأ امتحان كلية الإعلام في تمام الساعة العاشرة صباحاً.
بدورها، حَمَلت والدة الطالبة بيان الراجح من الفرع العلمي، -حصلت على 210 درجة - على "سياسة وزارة التعليم العالي، في توزيع اختبارات الكليات"، وحَمّلت الوزارة "مسؤولية تعارض اختبار كلية العمارة والإعلام".
وتساءلت والدة الطالبة التي قدمت مع ابنتها لتطمئن على مستقبلها "كيف يمكن لوزارة التعليم العالي أن تعطي للطالب وثيقة تحوي على اختبارين في التوقيت ذاته؟"، مضيفة أن "وزارة التعليم أدانت نفسها بنفسها بهذا الفعل المنافي للعقل والمنطق".
وهرعت إحدى الطالبات إلى امتحان كلية الإعلام، بعد تقدمها لامتحان كلية الهندسة المعمارية، حيث أجابت في ساعة واحدة على اختبار كلية العمارة، ومن ثم ذهبت لاختبار كلية الإعلام.
وتحدثت الطالبة –تحفظت على ذكر اسمها- لسيريانيوز عن حالتها بقولها "من المتوقع لا سمح الله أن أرسب في كلا الاختبارين بسبب إلحاح عائلتي علي للتقدم لكلا الاختبارين"، مضيفة بسخرية أن "المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على عاتق الوزارة الفاضلة والتي جمعت بين اختبارين في توقيت واحد".
وعن وجود حالات مشابه لحالتها، قالت الطالبة إن "كثيراً من أصدقائي كنّ راغبات في التفاضل على كليتي الإعلام والعمارة"، وطالبت "الوزارة في كشف المستور والإفصاح عن أسماء طلبة الفرع العملي، الراغبين بالتفاضل على كليتي الإعلام والعمارة".
فوضى الدخول للقاعات الامتحانية
وفي جولة سيريانيوز الميدانية على امتحان، كلية الإعلام، في كليات الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق، وكلية العمارة في الجامعة ذاتها، تأخر عدد كبير من الطلبة في الدخول إلى القاعات الامتحانية لعدم وجود أرقامهم في القاعات التي حددتها وزارة التعليم العالي على ورقة الطالب.
وروى محمد قصته بقوله "عندما سجلت في جامعة البعث بحمص أعطتني الوزارة وثيقة تقول أن أذهب إلى الامتحان في جامعة دمشق بالهنغار رقم 1"، مضيفاً انه "عندما قدمت مع والدي إلى الاختبار لم أجد اسمي في قائمة الطلبة في الهنغار، ما سبب لنا قلق شديد قبل الامتحان".
من جهته أشار الطالب علاء الدين إلى "الفوضى العارمة التي حصلته عند توزع الطلبة على القاعات"، مضيفاً انه "أمام كل هذا الارتباك لم يجد الطلبة أي مسؤول عن العملية الامتحانية ليتوجه إليه بأي سؤال".
فيما يقول زياد وهبة طالب (الفرع الأدبي) "أتيت للامتحان قبل ساعة خوفاً من التأخر عنه، وبدأت أبحث في جميع القاعات عن اسمي دون أن أجده"، مشيراً إلى انه "تم معالجة الأمر بعد أن أخذ المسؤولين عن العملية الامتحانية جميع من تشابه حالتهم حالتي إلى إحدى الهنغارات، لإجراء الاختبار".
جامعة دمشق: الجولة هادئة وممتازة
وللوقوف على إجراء جامعة دمشق أمام "الفوضى"، قال أمين جامعة دمشق عباس صندوق والذي استلم جولة الجامعة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية لسيريانيوز إن "الجولة كانت هادئة وممتازة"، لافتاً إلى أن "معالجة موضوع توزع الطلبة على القاعات تمت معالجته عن طريق إعطاء التوجيه بإدخال كل الطلبة المتأخرين شريطة أن يكونوا مسجلين في المسابقة".
وعن التأخير في استلام الطلبة لأوراق الأسئلة، أضاف صندوق أنه "تم إعطاء الطلبة وقت إضافي لكي لا يظلم أي طالب"، موضحاً أنه "تم تمديد الامتحان ليصبح بدلاً من ساعة وربع، ساعة ونصف".
بالمقابل علمت سيريانيوز في وقت سابق من مصدر فضل عدم ذكر اسمه أن "وزير التعليم العالي غياث بركات قام بإصدار تعميم على كافة وسائل الإعلام الرسمية لتنبيه الطلاب المتقدمين للاختبارات الخاصة للقبول الجامعي بضرورة التأكد من التسجيل في الاختبارات وأماكن إجرائها".
وبحسب المصدر فإن "المشكلة تتمثل في قيام الحاسوب بتحديد قاعة واحدة لتقديم الامتحان، لجميع الطلاب المتقدمين، عوضاً عن توزيعهم على كافة القاعات المخصصة حسب القدرة الاستيعابية لكل منها".
ونبه المصدر في وقت سابق قائلا "المشكلة أن يوم الخميس يعتبر اليوم الأخير للتسجيل في هذه الاختبارات ما يعني أن الطلاب المسجلين في اليوم الأول سيفاجئون يوم الأحد بمعرفة وجود خطأ في رقم القاعات التي خصصت لهم للتقدم للامتحان فيها، ما قد يؤدي إلى فوضى ونتائج سلبية".
اختبار الإعلام منطقي وعملي العمارة سهل
وفيما يخص أسئلة اختبار كلية الإعلام قال الطالب عبد القادر من الفرع الأدبي إن "الأسئلة كانت منطقية، ومتنوعة"، مضيفاً أن "الأسئلة احتوت الكثير من المعلومات العامة، والثقافية، فضلاً عن الكثير من الأسئلة التي طلبت تحديد أشهر الصحفيين".
وحول أسئلة كلية العمارة، قال الطالب مصطفى دياب حاصل على 209 علامات في الفرع العلمي إن "أسئلة الأتمتة كانت طويلة ووقتها قصير جداً"، لافتاً إلى انه "وخلال 20 دقيقة طُلبَ منا الإجابة على 40 سؤال"، متابعاً أنه "وللإنصاف فإن أسئلة العملي كانت سهلة ووقتها طويل جداً".
وزارة التعليم تعتذر عن الإجابة
وللوقوف على تساؤلات الطلبة وتعجبهم من جمع اختبار كليتي العمارة والإعلام في الوقت ذاته، اعتذرت وزارة التعليم العالي عن الإجابة على الاستفسارات.
وكان معاون وزير التعليم العالي لشؤون الطلاب علي أبو زيد قال في وقت سابق إن "تعارض اختبار العمارة مع اختبار كلية الإعلام يأتي أولاً لاختصار مدة إعلان المفاضلة إضافة إلى أنه توضح للوزارة أن الذين تقدموا العام الماضي لامتحان قسم الإعلام، والعمارة كانوا فقط ثلاثة طلاب، حيث لاحظت الوزارة أن المتقدمين والراغبين بالتفاضل على كلية الإعلام لن يكون لديهم رغبة للتفاضل على كلية العمارة"، هذا ما نفاه بعض الطلاب اليوم مؤكدين بان عدد كبير منهم كانوا يرغبون بالتفاضل على الكليتين.
براء البوشي – سيريانيوز شباب