وكشف الطالب شادي (سنة ثالثة لغة عربية)، إنه" قبل المادة بيوم وفي حوالي الساعة 11 ليلاً طُلب مني دفع مبلغ وقدره 10 آلاف ليرة مقابل حصولي على أسئلة الامتحان لمقرر النحو ومسائله، لكنني لم أقبل ذلك على عكس باقي أصدقائي".
مزاد وسماسرة
 |
الأسئلة البديلة |
اكد الطالب (شادي) حصول التسرب ودلل على ذلك من خلال الحديث عن بعض التفاصيل "في يوم الامتحان، فوجئنا بتأخر الأسئلة التي وزعت علينا في الهنغار الخامس، تمام الساعة التاسعة والربع و مكتوبة بخط يد غير واضح، إضافةً إلى وجود سؤال من الأسئلة غير مطلوب من قبل دكاترة المقرر، عدا عن ذلك تم سحب الأوراق في تمام الساعة العاشرة والنصف دون أن نمنح وقت إضافي بدلاً من الوقت الذي ضاع في انتظارنا للأسئلة البديلة عن التي سربت".
وأضاف شادي" في الفصل الأول اشترينا أنا وزملائي أسئلة مقرر "النحو وتاريخه" مقابل 2500ليرة، عن طريق أحد السماسرة، وجاءت الأسئلة في الامتحان ذاتها دون أن يعلم أحد من رئاسة الجامعة".
وبذات الاتجاه أكد الطالب (طارق) وهو احد الطلبة المستفيدين من المرسوم الجمهوري لاستنفاذ سنوات الرسوب " كما هي الحال دائما في كليتنا، تم تسريب أسئلة مقرر النحو ومسائله، قبل يوم من التقدم للامتحان المقرر في الساعة الثامنة والنصف، إلا أن الأسئلة لم توزع علينا في الهنغار السادس حتى الساعة التاسعة والثلث".
وأضاف طارق الذي تقدم لامتحان مادة النحو " تمّ توزيع أوراق الأسئلة بعد تأخر 45 دقيقة من الوقت المقرر، وكان لافتاً أنها لم تأت في ظروف مختومة كعادته وكانت تحوي سؤالاً غير مطلوب منا في الامتحان ومطبوعة بخط يد رديء" مشيرا إلى انه "تم سحب الأوراق من الطلاب في تمام الساعة العاشرة والنصف تماماً، دون أن نعطى أي وقت إضافي بدلاً من وقت التأخير".
وتابع إن "حجة المراقبين في عدم إعطاء أي وقت إضافي كانت أن الأسئلة سهلة ولا تحتاج إلى مزيد من الوقت، وعندما خرجنا من الامتحان فوجئنا بأن أمين الجامعة هو من أمر بتغير الأسئلة، نتيجة اشتباههم ببيعها للطلاب".
تغيير الأسئلة باللحظة الأخيرة
من ناحية عميد كلية الآداب بدمشق د.وهب رومية قال لسيريانيوز "في تمام الساعة السابعة والنصف علمنا بوجود اشتباه بتسريب أسئلة المقرر وعلى هذا الأساس لجأنا إلى حل احترازي وهو وضع أسئلة بديلة عن السابقة".
اما عن شكوى الطلاب من تأخير توزيع الأسئلة البديلة اعتبر روميه ان "كلام الطلاب غير صحيح وكاذب" موضحا انه " لم يكن هناك أي تأخير يذكر في توزيع الأسئلة البديلة".
وتابع رومية" بعد إذن رئيس جامعة دمشق وبحضور أمانة الجامعة قمنا بزيارة غرفة الأسئلة ووضع أسئلة جديدة كتبت بخط اليد الواضح تماماً بين الساعة الثامنة والثلث حتى الساعة الثامنة والنصف وهو موعد الامتحان، حتى لا نضيع الوقت على الطلاب بالطباعة، وبعد ذلك تم توزيع الأسئلة على جميع القاعات في مدة لم تتجاوز 3 دقائق".
وأضاف "تم توزيع حوالي 2000 ورقة امتحانيه بديلة على دفعتين، أول ألف ورقة وزعت للقاعات البعيدة، وثاني ألف للقاعات القريبة، ما أخر التسليم حوالي 3 دقائق فقط".
وعن السؤال الغير مطلوب أوضح رومية أنه " تم إخبار الطلاب خلال الامتحان أن السؤال الأخير سيتم حذفه وتوزع علاماته على الأسئلة البديلة وذلك بعد الاجتماع مع دكاترة المقرر" لافتاً إلى أنه " تم إعطاء جميع الطلاب 5 دقائق إضافية قبل سحب الأوراق منهم وذلك بدلاً من الوقت الذي ضاع منهم قبل بدء الامتحان".
التحقيق مازال جارياً
من جهة مصدر مسؤول في إدارة جامعة دمشق(رفض كشف اسمه)عقب على ما جرى بالقول "وصلت معلومات إلى إدارة جامعة دمشق بوجود اشتباه بتسريب لأسئلة مقرر النحو ومسائله في قسم اللغة العربية السنة الثالثة في كلية الآداب، وعلى هذا الأساس تم التنسيق مع عميد كلية الآداب لوضع أسئلة بديلة كإجراء أولي، حيث طبعت بخط اليد للسرعة، ووزعت على الطلاب خلال مدة أقصاها 5 دقائق بعد الوقت المقرر للامتحان في الثامنة والنصف صباحاً".
وعن الإجراءات الأخرى قال المصدر إنه " تم إرفاق الأسئلة القديمة التي تم الشك بها بأنها سربت مع الأسئلة التي وضعت بدلاً منها، وحولت للتحقيق الذي مازال جارياً حتى الآن دون إيقاف دكاترة المقرر الأربعة لأن الأمر مازال موضع الشك ليس إلا".
وأردف المصدر المسؤول إنه " تم تفقد كافة القاعات للتأكد بأنها حصلت على نصيبها من الأوراق الإمتحانية، وذلك بين الثامنة والنصف حتى الساعة التاسعة إلا ثلث، وعلى هذا تم إعطاء الطلاب وقت إضافي بدلاً من المهدور في التوزيع".
وأضاف" الإجراء الذي قام به عميد كلية الآداب من حق عمادة الكليات في هذه الحالات" لافتاً إلى أنه" لم تخرج الأوراق التي اشتبه بتسريبها من ظروفها أبداً حتى اليوم".
يشار إلى انه يبلغ عدد طلاب السنة الثالثة من قسم اللغة العربية حوالي 1500 طالب، ومادة النحو ومسائله هي مادة مقررة في الفصل الثاني من السنة الثالثة ، قدمها طلاب الأدب العربي في 7 كانون الثاني من العام الحالي.
حازم عوض - سيريانيوز شباب
مصدر بإدراة الجامعة: التسريب مجرد اشتباه والتحقيق ما زال جارياً
