فحسب رأي البعض أن "اختصار 400 صفحة بما لا يتجاوز 70 صفحة تريح الطالب كثيراً أثناء الامتحانات وتزيح عن كاهله هماً من الغرق بين صفحات الكتاب دون الحصول على النتائج المرجوة"، وبالمقابل ترفض إدارة الجامعة النوط وتتهمها بأنها "مليئة بالأخطاء وتؤدي لرسوب الطالب" وتعتبر تداولها في المكتبات غير شرعي.
إيجابية النوط وخلل المحاضرات
وحول رأي الطلاب بجدوى النوط والمحاضرات وقيمتها العلمية التقت سيريانيوز بعض الطلاب حيث قال الطالب محمد (علم اجتماع - سنه ثالثة) "النوط تساعد الطالب كثيراً ولكن بالتأكيد ليست كالكتاب، والمشكلة أن بعض المقررات تفتقر إلى الكتب، وتوزع على قسمين نظري وعملي، والدكاترة لا يسلمون النوطة إلا آخر الفصل وهذا يمنعنا من دراسة النظري إلى نهاية الفصل الدراسي".
وأضاف "المحاضرات تحوي دائماً نقصاً واضحاً كون المسؤول عنها موظف عادي لدى المكاتب وليس طالب، فكثيراً ما يهمل أشياء أساسية بالنسبة لنا إضافةً إلى بعض المعلومات التي يطلبها الدكاترة من خارج المقررات ويراها لا فائدة منها، ونبقى تائهين بين الدكاترة والمكاتب".
بدورها قالت الطالبة سارة (أدب عربي - سنه ثالثه) "هناك مواد نرتاح بدراستها من النوط كونها منظمة أكثر من الكتاب ولعل أغلبية النوط توزع من قبل الدكاترة، ولكن المحاضرات نعاني منها دائما كونها تحوي نقصاً في المعلومات الأساسية".
وأضافت سارة "النوط تؤمن لك النجاح ولا يمكن للطالب أن يحصل على معدل مرتفع بالاعتماد عليها دون الحضور".
إرباك دراسي وتأخير بتوزيع المراجع
من ناحيته قال الطالب مناف (إعلام) "نحن مرتبطون بالدكتور في إعطائنا النوطة كوننا دون كتب لبعض المواد، وغالباً ما يتأخر بتوزيعها علينا ليضمن حضور الطلاب، لذلك نبقى دون دراسة نظري إلى آخر الفصل ما يسبب لنا إرباك دراسي كبير عند الامتحانات".
وأضاف "المحاضرات تجارية بشكل كبير ولا نستطيع الاعتماد عليها كلياً في الدراسة، كونها لا تؤمن إلا 40% فقط مما أعطي في المحاضرة، ولكننا مضطرين لشرائها كي لا ننسى ما أخذناه داخل المحاضرة".
من جهتها قالت طالبة الإعلام نور أن "المكاتب وما يباع فيها من محاضرات وملخصات تجارية بشكل كبير، ولكننا نضطر لشرائها كون بعض المواد لا يتوافر لها كتب ومراجع في الكلية، فاعتمادنا الكلي على النوط كونها تلخيص لبعض الدكاترة".
ورأت نور أن "المحاضرات غالباً ما تعاني نقصاً كبيراً كونها مشروع تجاري بحت" ونوهت أنها "كثيراً ما درست من المحاضرات ورسبت في المادة"، مشيرةً إلى أن "الناحية العلمية والدقة الموجودة في النوط جيدة، لكن الدراسة بها تقتصر على النجاح بالمادة وليس التفوق، وتبقى الأفضلية للكتاب".
بدوره قال الدكتور عربي المصري محاضر في قسم الإعلام "من المؤكد أن النوط التي ُتعتمد في أي قسم تمر عبر لجنة إشراف علمي للتحقق من قيمتها العلمية، وكونها وضع مؤقت آني واستكمال لمرحلة صدور الكتاب فمن الطبيعي أن تكون أقل قيمة من الكتاب".
وأضاف المصري "أما بالنسبة للمحاضرات فهو اعتداء واضح وصريح على حقوق المؤلف والدكتور كون الطالب المسؤول عن نقلها وترجمتها وكتابتها غير مؤتمن وليس أهلاً لحمل مسؤولية نقل هذه المعلومات لبقية الطلاب"، منوهاً أن "من حق أي دكتور رفع دعوى بحق هذه المكاتب لكن يفضل معظم الدكاترة الابتعاد عن هذه النقطة تفادياً للإجراءات القضائية التي تطول في بعض الأحيان".
المكاتب لبيع القرطاسية والتصوير فقط
وللوقوف على شرعية تواجد النوط والمحاضرات في المكاتب ضمن الحرم الجامعي التقت سيريانيوز عميد كلية الآداب وهب رومية حيث قال إن "المكاتب ضمن الجامعة مخصصة لبيع القرطاسية والتصوير وليست لبيع النوط"، وأضاف "نحن معترضون بشكل كبير على هذه الأكشاك والنوط التي تباع فيها، وأهم أسباب الاعتراض أنها مليئة بالأخطاء العلمية والأسلوبية، إضافةً أن النوط تشكل مصدر دخل لأصحابها دون وجه حق ولا أحد يستفيد منها إلا أصحاب هذه المكاتب".
وتابع رومية "طلبنا شخصياً عدة مرات بإيقاف هذه الظاهرة وأهمها الاشتراكات"، واعتبر أن معالجتها تحتاج لقرار سياسي، مؤكداً "أنه من حق الدكاترة رفع دعوى على هذه المكاتب لأنهم يظهرون اسم الدكتور على النوطة دون إذنه".
كما أكد رومية أن "الاشتراكات بالنوط ممنوعة والجامعة غير مسؤولة عن أي شيء يصدر من هذه المكاتب"، واعتبر "أن اعتماد الطلاب على النوط تؤدي لرسوبهم، وأن الطالب ينسى أن النوط تأتي من مكتبة تجارية وليست علمية".
وحث رومية الطلاب على عدم اللجوء إلى نوط وملخصات المقررات الجامعية قبل الامتحانات، وطالب الاتحاد العام لطلبة سورية بأن "يشرفوا ويتولوا طباعة النوط إن وجدت وتوزيعها على الطلاب بأسعار رمزية كما كان يفعل قديماً".
قانون ولكن..
من جهته قال نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون الطلاب طارق الخير لسيريانيوز "النوط ممنوعة ضمن الجامعة، وإن كانت هناك أملية جديدة يجب أن تسلم مسودة منها إلى مطبعة الجامعة لتطبع على مسؤوليتها"، ونوه إلى أنه "تم إغلاق أكثر من مكتبة داخل الكلية لهذا السبب".
كما أكد الخير أنه "يمنع الدكتور من تصوير أي نوطة وإعطائها للطلاب دون علم الكلية، فالمفروض أن تسلم لرئاسة الجامعة وتتولى بدورها طباعتها عبر لجان مختصة وفق معايير معينة" مضيفاً أن "بيع الكتب الجامعية ضمن هذه المكاتب محظور أيضا فعلى الطلاب التوجه إلى الأماكن الرسمية المخصصة لبيعها ضمن الجامعة".
وقال الخير أنه "إلى الآن لم تصل أي شكوى حول إشكال ببيع النوط داخل الحرم الجامعي، وبدورهما اتحاد الطلبة وعمادة الكلية مكلفان بمتابعة هذه الشكاوي".
بدوره أكد رئيس فرع اتحاد طلبة سورية بدمشق بشار مطلق أنه "لا يوجد وجه شرعي لتداول وبيع المحاضرات في المكاتب ضمن الحرم الجامعي، والأمر محصور إن وجد بموافقة الجامعة"، ونوه إلى أن "بعض الدكاترة يقومون بتسليم المكاتب بعض النوط لتوزيعها على الطلاب دون علم الجامعة".
وكشف مطلق أن الاتحاد "بدأ هذا العام الرقابة بشكل مكثف على المكاتب التي تتداول بيع ونسخ المحاضرات والنوط"، منوهاً أن "مديرية المطبوعات في جامعة دمشق تبنت مسؤولية نسخ النوط وتوزيعها على الطلاب بأسعار مقبولة ومدروسة بشكل جيد".
حسام قدورة – سيريانيوز شباب