رئيس جامعة دمشق وائل معلا يرفض تسمية "خيم" ويفضل استخدام تعبير "قاعات مؤقتة"، فيما يوضح عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية وهب رومية أن "نصب الخيم أتى كحل إسعافي"، بسبب زيادة العدد مشيرا إلى أنها "مجهزة تجهيزاً كاملاً".
الطلاب رغم إشارتهم إلى أنهم سبق وقدموا امتحاناتهم في هنكارات وفي ممرات بناء الجامعة، عبروا عن انزعاجهم من "الجو الامتحاني السيئ داخل الخيم"، فيما تعامل آخرون مع الأمر بشيء من الدعابة مستحضرين كل أشكال واستخدامات الخيم.
طالب يبحث عن خيمته
في اليوم الأول من الامتحانات (الاحد) التقت سيريانيوز عدد من طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية، حيث وجدت الطالبة هزار الخليل (سنة ثانية مكتبات) أن "هذه الخيم مظهرها غير حضاري، وأن انتشار الطلاب حولها، كونها نصبت في باحات الحرم الجامعي، يسبب الضجة لمن يُجري الامتحان بداخلها".
فيما رأى الطالب خالد سليمان (سنة ثالثة أدب عربي)، أن "هذه الخيم أفضل من القاعات، التي قدمنا فيها امتحانات لمدة ثلاث سنوات، الطالب هنا لا يسمع طقطقة كنادر المراقبات، أو ضحكاتهم العالية، لأن قماش الأرضية في الخيم يمتص كل الضوضاء".
من جانبه قال الطالب عامر (سنة ثالثة آثار) أن "موقع الخيم غير مدروس البتة، فنحن كطلاب نريد رؤية أرقامنا الامتحانية، ولكن لم ولن نستطيع، لأن الحارس لا يدعنا نذهب إلى اللوحات المقاربة للخيم، إلى أن ينتهي الطلاب من تقديم فترتهم الامتحانية والتي تمتد لساعتين"، متسائلاً "كيف يستطيع الطالب ان يرى بأي خيمة أو قاعة امتحانيه وأن يذهب لهذه القاعة قبل نصف ساعة..!".
بدوره أشار الطالب محمد (سنة أولى أدب عربي) إلى أن "فكرة الخيم، سيئة ولا يمكن أن يستوعبها عقلي"، مشيراً إلى أن "الإنارة غير جيدة كون هذه الخيم مغلقة تماماً".
وأضاف محمد أن "إدارة الجامعة تتحمل مسؤولية أن الطالب درس وجهّز نفسه، ليس ليجد هذا الجو الامتحاني السيئ، حيث كان من الممكن أن يتم تأجيل الامتحان، لا أن يتم تقديم الامتحان بخيم كخيم رمضان أو خيم عزاء الموتى".
من جهتها علقت دكتورة كانت متواجدة في إحدى الخيم بالقول "لا ينقصنا سوى القهوة المرة".
حالة الطقس بالداخل
وحول الطقس داخل الخيم وملاءمته للامتحان قالت الطالبة روان سنة أولى أدب عربي إن "الجو داخل الخيم كان دافئاَ، ومدافئ المازوت تعمل بشكل جيد"، مشيرةً إلى أنها لا تفضل "فكرة الخيم فالمدرجات أفضل منها".
من جانبها قالت الطالبة منتهى (سنة ثالثة أدب فرنسي) ساخرة أن "الوضع داخل الخيمة بيجنن، ريحة المازوت قدام الصوبة سببت لي الاختناق"، لافتة إلى انه "عندما طلبت نقلي إلى الخلف بسبب الرائحة الكريهة بردت".
أما الطالبة منى (أدب فرنسي) فعتبت على إدارة كلية الآداب بقولها "إن كانت هذه الخيم لطلاب المرسوم، والذين استنفدوا فرصهم بالنجاح، لماذا لا يقدموا هؤلاء الطلاب امتحاناتهم بالخيم ونحن كطلاب نظاميين نقدم امتحاناتنا بالقاعات والمدرجات"، مشيرةً إلى أن "الجو في الخيمة غير مريح فانا لأول مرة أشاهد أن امتحاناً يقدم في خيمة".
فيما عبر الطالب علاء عودة (سنة أولى دراسات عليا) عن استياءه من "هذه الفكرة السيئة"، متسائلاً "ماذا يتحمل الطالب، ضغط الامتحان أم الجو الامتحاني، أم وجوده في الخيمة..".
وأضاف الطالب أن "فكرة تقديم الامتحان في خيمة أمر يدعو للضحك، حيث كان الطلاب في السنوات الماضية يستهزؤون من زملائهم الذين كانوا يقدمون الامتحانات في ممرات الكليات"، لافتاً إلى أنه "مع وجود هذه الخيم أصبح الطالب الذي يقدم امتحانه في الممر على مستوى أعلى من الرقي، من الذي يقدم امتحانه في خيمة".
ولفت علاء إلى أن "إدارة الجامعة تتحمل كامل المسؤولية في هذه الإجراءات"، متسائلاً "لماذا لم تنته الجامعة من الأبنية، التي يتم العمل فيها شتاءاً ويتوقف العمل بها في فصل الصيف".
أفضل من الهنكارات
رئيس جامعة دمشق وائل معلا ردّ على تساؤلات الطلاب بالقول لسيريانيوز أن "أول وأكبر تحدي تواجهه جامعة دمشق هو الضغط الطلابي الكبير، الموجود فيها"، مضيفاً انه "لا يجب تسمية هذه الخيم، بالخيم فهذا اللفظ لا يعطيها حقها"، موضحاً أن هذه الخيم "إنما هي عبارة عن ستاندات، وأحب تسميتها قاعة مؤقتة وليس خيمة، والتي توحي بشيء بسيط أو معرض للجو الخارجي".
وعن أسباب بناء هذه (القاعات المؤقتة) أوضح معلا أن "عطاء السيد الرئيس للطلاب بدورة المرسوم الشبه شاملة شملت ما يقارب 20 ألف طالب، معظمهم بكلية الآداب والعلوم الإنسانية"، والسبب الآخر بحسب معلا هو "إزالة ست هنغارات لإفساح المكان لإنشاء المبنى الضخم لكلية الآداب".
وردا على اقتراح الطلاب الاستفادة من قاعات ومدرجات الكليات الأخرى، لفت رئيس جامعة دمشق إلى أن "البدائل الأخرى المتمثلة باستخدام كلية الهندسة الكهربائية أو الزراعة ستجعل إدارة العملية الامتحانية من قبل إدارة كلية الآداب صعبة كون هذه الكليات بعيدة عن الآداب"، مضيفاً أن "مدرجات وقاعات الكليات المحيطة بكلية الآداب كالطب البشري والصيدلة، مستخدمة ولديهم امتحانات تجري فيها، وقد تمتد امتحاناتهم لفترات طويلة".
وشدد معلا على أن "عمادة كلية الآداب اختارت هذا الشكل بعد أن درست عدد من العروض التي قدمت لها"، لافتاً إلى أن "هذه المنشآت المؤقتة معزولة بشكل جيد، وهي غير معرضة لعوامل الطقس، فجامعة دمشق لا تسمح ولا نقبل أن يكون طالبها معرض لعوامل الطقس".
وأشار معلا إلى أن "الأصداء الأولية التي سمعتها من الطلاب والأساتذة كانت ايجابية، حيث أن البعض قال أن هذه الخيم أفضل من الهنغارات التي كانت موجودة"، موضحاً انه "نحن أمام مسألة مؤقتة جداً، ريثما يتم إنشاء الأبنية الجديدة، فعملية إجراء الامتحانات في هذه القاعات سيتسمر إلى هذا الفصل والفصل القادم فالطلاب الذين استفادوا من دورتين امتحانيتين وليس دورة واحدة".
وكان الرئيس بشار الأسد أصدر في أيار الماضي مرسوما يقضي بالسماح لطلاب المرحلة الجامعية الأولى وطلاب دبلوم التأهيل التربوي الذين استنفدوا الفرص التقدم للامتحان بين عامي 2000 وحتى عام 2009 التقدم إلى دورتي العام الدراسي 2009-2010.
حل إسعافي ومؤقت
وعن الإجراءات التي اتخذتها عمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية لتوفير جو امتحاني مريح للطلاب ضمن هذه الخيم، اوضح عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية وهب رومية لسيريانيوز إن "الخيم التي تم نصبها، هي أشبه بالقاعات، وأفضل من الهنغارات بشهادة الطلاب أنفسهم"، لافتاً إلى انه "تمّ تجهيز هذه الخيم تجهيزاً عالياً بالمدافئ والتهوية، فضلاً عن وضع أستار داخلية لرد البرد عن الطلاب، فالتجهيز بشهادة الأساتذة 10/9 وليس 9/10".
وأضاف رومية أن "بعد تجهيز الخيم بالإنارة حيث وضع في كل خيمة ما يقارب الـ 10 مصابيح، تم توزيع الطلاب في الخيم بعدد قليل لتوفير جو امتحاني مريح"، لافتاً إلى أن "الخيمة التي تتسع لـ 120 طالب، وضعنا بها 60 طالب فقط" مع الإشارة إلى أن الخيمة الواحدة تستخدم أربع مرات في اليوم، أي أنه يقدم فيها نحو 240 طالب يوميا، وبما أن الحديث يدور على تسع خيم يكون لدينا ما يزيد على 2000 طالب يوميا يقدمون امتحاناتهم فيها.
حراس لمنع التشويش
وحول الضجة أكد عميد الكلية أنه "تمت مراعاة التشويش بالحرم الجامعي، فعمدنا على جعل كل هذه الخيم في مكان واحد، وجعلنا حراساً على جميع أطرافها، وتركنا للطلاب مساحات كبيرة ليتجمعوا فيها كي لا يكون هناك ضوضاء على الطلاب الذين يؤدون الامتحانات في هذه الخيم".
ولفت رومية إلى أنه "أمام العدد الكبير من الطلاب المستفيدين من مرسوم السيد الرئيس كانت لدينا ثلاث حلول، أولها إجراء الامتحانين الدراسيين الأول والثاني في الصيف بامتحان واحد، وهذا مخالف للقوانين، والثاني تمديد فترة الامتحان على مدى شهرين وهذا غير مجدي، لأنه إذا تم التمديد سيكون هناك بعد شهر امتحان طلاب التعليم المفتوح، حيث يستمر امتحانهم أيضاً لمدة شهر"، مضيفاً انه "بهذه العملية لن يبقى من المدة الزمنية للفصل الثاني سوى شهر وأسبوع".
أما عن الحل الثالث فقال رومية "الحل الثالث هو نصب هذه الخيم، ريثما يتم الانتهاء من المبنيين الجديدين لتصبح الأمور على خير وجه، وأنا أعتقد أن الأمور على خير وجه الآن".
ودعا رومية كل من يريد أن يتأكد بنفسه من تجهيزات هذه الخيم، لأن يزورها ويراها بعينه، مشددا على أن "هذا الحل حل مؤقت وإسعافي فلا نريد من طلابنا، أن يتقدموا لامتحاناتهم لا في الهنغارات ولا في مثل هذه الخيم".
يشار إلى أن عدد المقرات الامتحانية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية 42 مقر، وتشكل الخيم ما نسبته خمس المقرات الموجودة في الكلية، أي ما عدده 9 خيم.
يذكر أن عدد طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق حوالي الـ 45 ألف طالب وطالبة.
براء البوشي – سيريانيوز شباب