والد الطالب: لم يكتف الأستاذ بالضرب وتابع الاعتداء بمحاولته لخنقه من دون سبب

المديرة: بعد استماعنا للقصة من عدة أطراف تبين أن الطالب رفع يده وضرب المدرس على عينه

"خلع ساعته، وارتدى خاتماً كبيراً ثم انهال عليه بالضرب" جزء من تفاصيل قصة مدرس اعتدى على أحد الطلاب في مدرسة المبدعون الخاصة، ولم ينكر هذا الجزء من القصة أياً من الشهود أو المعنيين،

واختلفت التفاصيل الأخرى للحادثة بحسب الأشخاص، لكن النتيجة كانت واحدة بحسب لجنة الانضباط التي كونتها المدرسة، والتي أقرت نقل الطالب جبراً، وإقالة المدرس المتواري عن الأنظار حتى اليوم.

"شكلّت المدرسة لجنة انضباط في اليوم التالي للحادثة، وكانت مؤلفة من 13 شخصاً من المدراء والمدرسين، إضافةً إلى طالبين من الشعبة ذاتها للتحقيق حول الموضوع" ما قالته مديرة المدرسة، وبحسب ما جاء في تقرير اللجنة والذي رفع للتربية، كانت القصة ناقصةً للجزء الذي أقره الجميع.

والد الطالب: تضررت شبكية عين ابني إثر الضرب عدا عن الجروح والكدمات

استمعت سيريانيوز لقصة ضرب (غيث،ش) في الصف الحادي عشر العلمي بمدرسة المبدعون الخاصة، من والده صادق، الذي قال إنه "عندما عاد غيث إلى المنزل لاحظنا وجود كدمات على وجهه وعينه بشكل مريع، وعند سؤالنا له عن السبب، قال بأن أستاذ اللغة الإنكليزية ضربه بواسطة خاتم كبير على وجهه".

وحول تفاصيل القصة التي رواها غيث لوالده، قال صادق "دخل الأستاذ إلى الصف فوجد غيث يكتب على دفتره، وطلب منه حينها أن يغلق الدفتر مستخدماً ألفاظا نابية، من ثم سحب الأستاذ دفتر غيث وضربه به على رأسه، وعندما سأل غيث الأستاذ "ليش عم تضرب"، قام الأستاذ بخلع ساعته، وتغيير مكان خاتمه الكبير من خنصره إلى إصبعه الأوسط، وانهال عليه بالضرب على وجهه وعينه ما ألحق الضرر بشبكية عينه".

وأضاف صادق "لم يكتف الأستاذ بالضرب وتابع الاعتداء بمحاولته لخنقه، ولولا تدخل إحدى الإداريات لكان فارق الحياة، وما زاد الطين بلّة هو عدم إسعاف الإدارة للطفل، وإجباره من قبلهم على إتمام الدوام طيلة اليوم، وطلب منه تقديم مذاكرة في الحصة الأخيرة".

اتهم صادق الإدارة "بتقديم خبر كاذب للتربية بأن غيث ضرب المدرس" وقدم شكوى للشرطة بداعي "فتح مذكرة بحث عن الأستاذ (مصعب،ت) كونه متخفي عن الأنظار حتى اليوم".

مديرة المدرسة: بدايةً أعطي الأستاذ إجازة ليومين وفصل الطالب ليومين ريثما تنكشف الأمور

التقت سيريانيوز مديرة المدرسة والإدارية التي قال والد غيث بأنها "تدخلت لفك العراك"، وقالت هناء الجبان وهي مديرة مدرسة المبدعون الخاصة إنها "لم تشهد العراك"، وأضافت "دخل غيث الإدارة قائلاً لي "أهكذا يفعل الأستاذ بطالبه" وهو يشير إلى عينه ووجه، فأجبته على الفور بأنه سيتم توقيف الأستاذ عن عمله كائناً من كان".

وتابعت "سألته عن القصة وقال لي بأنه كان يكتب على دفتر الفيزياء، وعندما دخل أستاذ الإنكليزي (مصعب) طلب منه أن يغلق الدفتر ولم يستجب، بعدها قام المدرس بخلع ساعته وارتداء خاتم كبير وضربه، مؤكداً أنه لم يفعل شيء للأستاذ".

وعن الإجراءات التي اتخذتها الإدارة في يوم الحادثة، أردفت هناء إنه "تم استدعاء المدرس مصعب من حصته وإعطائه إجازة إجبارية لمدة يومين، وبالمقابل تم فصل الطالب ليومين ريثما تتبين الأمور".

"استمعت الإدارة للطلاب والمدرسين الشهود، واستخلصت القصة النهائية" بحسب ما قالته المديرة، وأضافت "بعد أن استمعنا للقصة من عدة أطراف تبين أن غيث قام برفع يده وضرب المدرس على عينه، وأنه تم تبادل الضرب بين الطرفين".

المديرة: لم تكن حالة الطالب تستدعي الإسعاف حينها، وأكمل الدوام بإرادته

وعن إجبار الإدارة لغيث على حضور كامل الدوام المدرسي وتقديم مذاكرة في آخر الدوام، قالت المديرة هناء إنه "حاولت الإدارة الاتصال بأهله لكن أباه كان مسافراً، وعندما طلبنا إخبار أمه أكد غيث بأنه لا يريد أن تعلم أمه بما حدث، وعندها خيرناه بالبقاء في الغرفة للاستراحة أو الانصراف لكنه أكد على رغبته في الخروج للباحة، وتقديمه للمذاكرة في آخر الدوام حسب رغبته".

وأضافت "لم تكن حالة غيث تستدعي الإسعاف لأن الجروح على وجهه كانت خفيفة، ولم نلاحظ شيء على عينه سوى احمراراً قليلاً تحتها، لكن أمه اتصلت بالمدرسة اليوم التالي وأخبرتنا عن استياء حالة ابنهم واتهمتنا بالتقصير لأننا لم نسعفه، وأخبرونا عن شبكية عين غيث بأنها متضررة، وعلى هذا شكلنا لجنة في اليوم التالي كان منها طبيب المدرسة، وطلبنا من الأهل الذهاب لمنزلهم، لكنهم تهربوا ورفضوا".

ونوهت هناء إلى أنها "تقر 100% بأن الأستاذ مخطئ، وقبلنا استقالته كأقصى العقوبات التي يمكننا كمدرسة أن نتخذها بحق مدرس".

مساعدة الموجهة: رأيت المدرس ممسكاً الطالب من الخلف ويده على رقبته

أما الطرف الإداري الوحيد، والذي قيل بأنه تدخل لفك العراك، فكانت مساعدة الموجهة، سهيلة سكر، حيث قالت بأنه "بعد 3 دقائق من بدء حصة الإنكليزي، سمعت صوت مشاجرة ومقاعد ترتطم، بعدها جاء طالب مسرعاً لغرفتي ليخبرني بأن أستاذ الانكليزي (مصعب) يتشاجر مع احد الطلاب، عندها هرعت إلى شعبة الطالب غيث فوجدت الأستاذ ممسكاً غيث من الخلف ويده على رقبته، وهو يشده إلى الخارج، وعندها تدخلت لفكهم وأدخلتهم لغرفتي لأتفهم الوضع".

أصدقاء الطالب: ضرب الأستاذ غيث على رأسه بالدفتر، وبيده على بطنه، وبالخاتم على وجهه

أصدقاء غيث في الشعبة كانوا شهود العيان الوحيدين على حادثة الضرب، وروى محمد سرّي صديق غيث في المقعد، القصة من بدايتها والتي وافق على تفاصيلها كلاً من حازم دعدوش وطالب آخر يجلسان في المقاعد الأمامية، وقال محمد "كان الطلاب يكتبون واجب مقرر الفيزياء للحصة التي تلي حصة الأستاذ مصعب، وعندما طلب منّا الأستاذ أن نغلق الدفاتر، أغلقناها جميعاً وبعد ربع ساعة أخرجها حوالي 4 طلاب منهم أنا وغيث، وفي هذه الأثناء ذهب الأستاذ لغيث وسحب دفتره ليضربه بواسطته على رأسه، عندها صرخ غيث "ليش عم تضرب" فضربه الأستاذ بيده على بطنه، ورجع إلى منصته ليخلع ساعته وينقل الخاتم الكبير الذي كان قد ارتداه  بيده اليسرى إلى يده اليمنى".

وأضاف "هجم الأستاذ على غيث، وعند اقترابه منه حاول غيث الدفاع عن نفسه رافعاً يده لتصيب من غير قصد وجه الأستاذ".

محمد سرّي

وتابع سرّي "بعد ذلك ضرب الأستاذ غيث على وجهه بخاتمه عدة مرات، وأمسك بيده وأرجعها للخلف وباليد الأخرى أمسك عنقه شاداً إياه إلى خارج الغرفة".

يشار إلى أن الإدارة في مدرسة المبدعون الخاصة في ريف دمشق طريق صحنايا، كانت قد رفعت إشعاراً بإنذار سابق بحق المدرس مصعب لاعتدائه بالضرب على طالب آخر وتوجيه كلام غير لائق بحقه، وفي المقابل "تقوم الإدارة قبل تعيين أي مدرس بتوقيعه على تعهد بعدم الضرب أو الشتم استناداً إلى كتاب إداري" بحسب ما قالته مديرة المدرسة.

وإلى ساعة إعداد هذا التقرير كان المدرس (مصعب.ت) متواري عن الأنظار دون أن يتم القبض عليه، حيث تتم ملاحقته بناءً على مذكرة بحث رقم 546، وذلك نتيجة تقديم والد غيث طلباً للشرطة بفتح ضبط حول الحادثة برقم 235.

حازم عوض - سيريانيوز شباب