وحسبما قال الأهالي لم يكن هناك أي تدرج في إعطاء المادة فمن المنطق أن يدرس الطلاب المستوى الثاني في الفرنسي وليس الخامس وهذا ما جعل أولادهم يكرهون المادة ويشعرون بالفشل والإحباط.. وفي حين ألقى الأهالي اللوم على إدارة المدرسة كان رد المدرسة أنهم قالوا للأهالي هذا الأمر في السابق وهم وافقوا على ذلك, في حين قالت مصادر من وزارة التربية "كان هناك خطة معينة وفشلت لذلك اضطروا إلى هذا الأسلوب".
الطلاب أصبحوا يخافون من حصة الفرنسي
والدة إحدى الطالبات في المدرسة (ش.ك) لم تترك وسيلة إلا ولجأت لها فمن إدارة المدرسة إلى التربية ولكن دون فائدة, وفي ذلك تقول إن "ابنتها بدأت بأخذ اللغة الفرنسية منذ الصف الرابع وكان المنهاج آنذاك سهلا وبدأت المدرسة مع الطلاب من الأحرف والأشياء البسيطة لتتفاجأ في الصف الخامس بوجود قواعد صعبة جدا وانتقال الطلاب من المستوى الأول إلى المستوى الخامس مباشرة دون أي تمهيد نتيجة ضم شعب الفرنسي والانكليزي".
وتتابع "بالطبع لم أسكت عن هذا الأمر وسألت إحدى الموجهات في المدرسة وقالت لقد قلنا لكم منذ البداية أن منهاج الفرنسي قوي جدا في هذه المدرسة وأنتم قبلتم بذلك, نعم نحن وافقنا على تدريس أولادنا المنهج بالتدرج وليس دفعة واحدة فيجب أن يكون هناك نوع من التمهيد والتدرج ومن غير المعقول القفز ثلاث مستويات في المنهج دون أي مبرر؟؟".
وتضيف "اشتكيت لوزارة التربية التي لم تفعل بدورها شيئا يقدم أو يؤخر واكتفت بقول أنه كان هناك خطة معينة ولكنها فشلت لذلك اضطروا للأسلوب الفائت, ولم تنكر التربية بوجود نوع من الخلل والخطأ في إعطاء المنهج دون تدرج".
الإدارة وعدتنا باجتماع لحل المشكلة
أما السيدة (ه,ش) فقد وصفت الموضوع بالمشكلة وقالت "عندما سجلنا أولادنا في المدرسة كان الاتفاق على أساس أن اللغة الأساسية هي الانكليزي واللغة الفرنسية مساعدة, وهذه السنة تفاجئنا بضم شعب الفرنسي والانكليزي وإعطاء الطلاب الذين يأخذون الفرنسي منذ الصف الأول (شعب الفرنسي) نفس المنهج للطلاب الذين يأخذون الفرنسي منذ الصف الرابع (شعب الانكليزي), وهذا بدوره أحبط أولادنا وجعلهم يكرهون حصة الفرنسي لأن المعلمة لا تتكلم إلا باللغة الفرنسية ولا تراعي الطلاب المستجدين فضلا عن خوف الطلاب من العقاب".
وتابعت "عندما سألت المسؤولين في المدرسة قالوا هذه توجيهات وزير التربية وفقا لنظام التدريس الحديث.. ومن جهتي اكتفيت بالذهاب إلى إدارة المدرسة ووضع مدرسة خصوصية بالفرنسي لابنتي تأتي إليها خمس مرات في الأسبوع مع أني لا أحب أن أعود ابنتي على المدرس الخصوصي ولكنني مضطرة لذلك, وقد وعدتنا المدرسة باجتماع لأولياء الأمور في مطلع الشهر القادم لحل هذا الموضوع".
مدرس خصوصي: المنهج يعطى لطلاب صف العاشر في مدارس الدولة
ولحل المشكلة لجأت (ه,ش) وغيرها الكثيرين من أولياء الأمور إلى المدرس الخصوصي.. والتقينا مدرس خصوصي باللغة الفرنسية يقوم بتدريس المادة لابن أحد هؤلاء الأولياء وقال "بصراحة المنهاج المعطى للطلاب صعب جدا ولا يتماشى مع مستواهم العلمي كطلاب لا يزالون في الصف الخامس لأن هذا المنهج يعطى لطلاب الصف العاشر في مدارس الدولة".
ويضيف "عانيت كثيرا في بداية تدريسي لـ (م.و) الذي لم يكن يفهم (الخمسة من الطمسة) في الفرنسي, وحتى الآن لا تزال لدى الطالب الكثير من نقاط الضعف لأن المنهج يفوق مستواه ولا أدري كيف قررت المدرسة على الطلاب منهج بهذه الصعوبة وخاصة في (الجرامير)".
الخوف من أن يتأسس الطالب بشكل خاطئ
وتؤيد (ف,د) بالرأي (ه,ش) وتقول "تم إعطاء المستوى الخامس للطلاب فجأة دون أي تمهيد وابنتي تعاني كثيرا من هذا الموضوع لدرجة أنها أصبحت تخاف من حصة الفرنسي وتكره الذهاب للمدرسة, وصحيح ان المادة غير مرسبة ولكن الخوف في أن يتأسس الطالب بشكل خاطئ وضعيف وأنا لا أريد لهذه المادة أن تخفض معنويات ابنتي التي تعودت أن تأخذ العلامة التامة في كل المواد فمن غير المعقول أن تأخذ 10 في الرياضيات وتأخذ 5 في الفرنسي لأن هذا الشيء سيؤدي إلى خلق حالة من الإحباط لديها فضلا عن تأثيره السيئ على تحصيلها العلمي".
وتضيف "ذهبت إلى مدرسة اللغة الفرنسية وكان ردها هذه مشكلتك وليست مشكلتي, مع العلم بوجود مدرسة خصوصي ولكنني لا أستطيع إحضارها أكثر من مرة في الأسبوع لأني موظفة (والمعاش يا دوب يكفي)".
وترى (ف,د) أن "تنظر المدرسة بعين الاعتبار إلى الطلاب المتضررين من دمج الشعب وأن تحل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن قبل أن يكره الطلاب المدرسة وتصيبهم حالة نفسية من مادة الفرنسي".
مسؤولة في المدرسة: المنهج موافق عليه من قبل وزارة التربية
وفي الوقت الذي اشتكى فيه الأهالي من صعوبة المستوى الذي يأخذه أولادهم في دار السلام قالت إحدى المطلعات على الموضوع في المدرسة والتي لم تفضل ذكر اسمها إن "نظام المدرسة بالأساس فرنسي وكان يطلق عليها في السابق اسم (فرانس سكان) وقبل تسجيل الأهالي لأولادهم لفتنا انتباههم إلى هذا الموضوع وقلنا لهم أن اللغة الفرنسية في المدرسة ستعطى وبمنهج قوي ولم يكن لديهم أي اعتراض, وعندما بدأنا بإعطاء المنهج المقرر والموافق عليه من قبل وزارة التربية بدؤوا بالتذمر".
وتضيف "إرضاء الناس غاية مستحيلة فهناك من اشتكى للوزارة وطلب تقوية المنهج لأنه ضعيف كما يقولون وعلى الجانب الآخر اشتكى الأهالي الذين سجلوا أولادهم لدينا من بعد الصف الأول من صعوبة منهج الفرنسي".
وتضيف "السنة الماضية تم فتح شعب تقوية للطلاب المستجدين بالمدرسة أو الضعفاء بالفرنسي مع أن هذا أمر صعب ولكن كان وضع استثنائي ولا يمكن تكراره في كل عام لأن للمدرسة خططها ومناهجها التي من المفروض أن تسير عليها, مع العلم أن خطتنا الدراسية موافق عليها من قبل وزارة التربية".
المادة غير مرسبة والأهالي لا يريدون أن يتعاونوا معنا
وتتابع "لا ننكر أن المنهاج صعب وطبعا سيعاني الطلاب المستجدين أو الذين كانوا في شعب الانكليزي من بعض الصعوبات في البداية ولكن مع استمرار الدراسة والمتابعة سيتمكن الطلاب من استيعاب اللغة والتماشي معها بشكل سليم وكما هو معروف فإن اللغات والكمبيوتر أساسية للطالب وستعود بالفائدة عليه في المستقبل, علما أن المادة غير مرسبة ولكن الأهالي لا يريدون أن يتعاونوا معنا".
إحدى المسؤولات في المدرسة والتي لم تفضل ذكر اسمها قالت "نعم هناك مشكلة حقيقية ونوع من الظلم لطلاب (شعب الانكليزي) فالطالب الذي كان يأخذ فرنسي منذ الصف الرابع أي كان في (شعب الفرنسي) لم يجد أي مشكلة, أما الطالب المستجد والذي لغته الأساسية انكليزي أي كان في (شعب الانكليزي) وجد صعوبة بالغة في المنهج ولم يستطع اللحاق بزملائه لأنه أخذ فجأة ثلاث مستويات أعلى من مستواه".
التربية: اللغة الفرنسية تعتبر مادة إثراء واجتهاد إضافي من المدرسة
ولمعرفة رأي وزارة التربية بالموضوع التقت سيريانيوز المسؤول عن المدارس المستولى عليها في التعليم الخاص زياد أبو زايد الذي قال إن "بعض المدارس الخاصة أخذت الموافقة من وزارة التربية لإدخال اللغة الفرنسية في مناهجها قبل الوقت المقرر لها ومن المعروف أن وزارة التربية حددت اللغة الانكليزية في كل المدارس منذ الصف الأول الابتدائي في حين فرضت اللغة الفرنسية منذ الصف السابع".
وتابع "في حالة مدرسة دار السلام فإن اللغة الفرنسية تعتبر شيء ممتاز واجتهاد إضافي كمادة إثراء وليس كمادة أساسية فهي بالأصل غير مرسبة أو منجحة أي يتم إعطاؤها لمجرد الثقافة الإضافية وتوسيع المعارف باللغات بالنسبة لطلاب المدرسة".
وأضاف "إن انتقل هؤلاء الطلاب إلى المدارس الحكومية فلن يجدوا أي مشكلة وسيكون مستواهم ممتاز باللغة الفرنسية, وهذا الأمر إن سبب لهم بعض المعاناة في الوقت الحالي فسيريحهم كثيرا في المستقبل وسيثري معلوماتهم في اللغات الأجنبية".
أروى الباشا - سيريانيوز شباب