و
يشرح عدي، معاناته في مدرسته بقوله "مع بداية العام الدراسي الماضي كنا نأخذ الدروس
في الشعبة الصفية الغربية من المدرسة، ولكن سرعان ما وزعتنا إدارة المدرسة إلى بقية
الشعب، ففرح جميع الطلاب بقرار إدارة المدرسة إخلاء الشعبتين"، مستدركاً أنه "سرعان
ما صدمنا بأن الوضع في الصفوف التي ذهبنا إليها يشابه الصف الذي كنا فيه؛ إلا أن
جدارنه متصدعة بشكل أقل من الجدران التي كنا نمد يدنا من تصدعاتها لنصافح أصدقائنا
الموجودين خلف الجدار في باحة المدرسة.
حال
عديّ كحال 80 طالب كانوا يدرسون في الشعبتين الغربية والشمالية، من مدرسة أبطع
الثامنة في محافظة درعا حيث تعاني المدرسة من تصدعات "شديدة" في جدرانها الغربية
والشمالية، دفع أهالي القرية إلى " التفكير بتسريب أطفالهم من التعليم بحجة أن
تعليمهم لن ينفعهم عندما يفقدونهم، بانهيار المدرسة فوق رؤوسهم".
يؤكد عدي في الصف التاسع أن "جدران الصفوف التي يدرسون فيها تحوي تصدعات شديدة"،
لافتاً إلى أن "هذه التصدعات يزداد حجمها بين شهر وآخر".
فيما أوضح زميله أن "المطر عندما كان يهطل بكثافة في باحة المدرسة كانت تشقاقات
الباحة (تشفط) المياه وكأنها (ريكار) مخصص لذلك"، مشيراً إلى أن "برك المياه
الكبيرة كنا لا نراها في اليوم التالي لأن أساسات المدرسة تكون قد تشربتها".
إدارة المدرسة: "نوهنا في الكتاب الثاني
لمديرية التربية ان المدرسة متصدعة بشكل خطير قد يؤدي إلى كارثة"
وحول
هذا الموضوع التقت سيريانيوز امين السر في إدارة مدرسة إبطع منيف النصيرات وقال
إنه "ومنذ العام الدراسي الفائت، وبعد تهديدات الأهالي بنقل أبنائهم من المدرسة،
وجهنا كتاب لمديرية التربية بمحافظة درعا، لإرسال لجنة للكشف عن تصدعات في جدار
المدرسة الغربي والشمالي ومعالجتها قبل بدء الدوام المدرسي"، لافتاً إلى أنه "عند
عدم استجابة المديرية للكتاب الأول أرسلنا بعد 5 أيام كتاباً اخر طلبنا فيه إرسال
لجنة للكشف عن التصدعات في المدرسة، ونوهنا فيه إلى أن المدرسة متصدعة بشكل خطير قد
يؤدي إلى كارثة".
وأشار أمين السر إلى أن "التصدعات موجودة في أعمدة المدرسة إضافة إلى تصدعات
جدرانها، وأن هذه التصدعات كانت عبارة عن تصدعين في العام الفائت، إلى أن أصبحت 7
تصدعات في الأعمدة هذا العام".
وفيما يتعلق بالإجراءات التي اتخذتها إدارة المدرسة حول هذه التصدعات قال مدير
مدرسة إبطع الثامنة مرعي الضماد " طلبت منا مديرية تربية درعا إخلاء شعبتين
صفيتين"، فقمنا بالإخلاء، وبتجهيز غرفتين إدارييتن وفتحهما مكان الغرفيتن
الصفيتين"، مشيراً إلى أن "استيعاب الغرفة الإدارية فقط 25 طالب، أما باقي الطلاب
فعملنا على توزيعهم في بقية الشعب الصفية".
ويدرس في مدرسة إبطع الثامنة المنشأة منذ عام 1975، في محافظة درعا، 500 طالب من
طلاب الشهادة الإعدادية، وتحتوي على 25 مدّرساً إضافة إلى 10 موظفين إداريين.
أهالي الطلاب: هل تنتظر مديرية التربية
هزة بقوة 3 درجات أم تنتظر أن يصلح الله ما أفسده الدهر
ولمست سيريانيوز تخوف أهالي الطلاب "الشديد من انهيار المدرسة فوق رؤوس أبنائهم"،
حيث تسأل خالد والد أحد الطلاب" هل تنتظر مديرية تربية درعا هزة أرضية بقوة 3 درجات
فقط، أم تنتظر أن يصلح الله ما أفسده الدهر".
بدوره قال أخر إننا نطالب وزارة التربية أن تتحمل مسؤولية سقوط المدرسة مع أول هطول
للمطر"، لافتاً إلى أن "أهالي الطلاب بدؤوا يدعون الله أن يؤخر هطول المطر لكي
يتأخر انهيار المدرسة".
مديرية تربية درعا: أرسلنا كتاب للخدمات
الفنية لوضع المدرسة ضمن خطة إعادة التأهيل
وحول
ايجاد حل للموضوع وترميم المدرسة قال مدير تربية درعا صبحي الموصلي لسيريانيوز إن
"المديرية طلبت من إدارة المدرسة إخلاء غرفيتن صفيتين"، لافتاً إلى أنه "من المحتمل
إخلاء المدرسة كلها".
وتابع مدير التربية في اتصال هاتفي معه أن "موضوع مدرسة إبطع راسلنا به وزارة
التربية، والموضوع متابع، عن طريق إرسال لجنة هندسية أخرى من الممكن أن تخرج
بقرار جديد".
وفيما قال مدير التربية أن "المدرسة مدرجة بخطة الـ 2010 " ، أكد المهندس أحمد
أبازيد رئيس دائرة الأبنية المدرسية في مديرية تربية درعا أن " المديرية طلبت من
الخدمات الفنية في كتاب رسمي إدارج المدرسة ضمن خطة إعادة التأهيل للعام 2009 ".
وأشار الموصلي إلى أن قرار الإخلاء كان من لجنة الأبنية المتصدعة، ولم يكن تصرف من
عندنا" منوهاً إلى أنه "تم مراسلة مديرية الخدمات الفنية بدرعا لإعادة تأهيل
المدرسة".
وفي زيارة سيريانيوز لمدير الخدمات الفنية المهندس كمال برمو استدعى المدير المهندس
أحمد كيوان الرئيس التنفيذي للأبنية المدرسية بمحافظة درعا الذي قال إن "مدرسة إبطع
غير مدرجة ضمن خطة الـ 2009 وأن المديرية مازالت الى اليوم تعمل ضمن خطة الـ 2007".
وقام مدير الخدمات بتحويلنا الى المكتب الصحفي في المحافظة لإعطاء تصريح، حيث قمنا
بالفعل بالاتصال مع عفيف الأحمد رئيس المكتب الصحفي في مديرية الخدمات الفنية بدرعا
للحصول على الموافقة، قال الأحمد إن "المديرية ستدقق في النشر ومن ثم ترد على ما
نشر".
وبين اخذ ورد، ترسم الصور المنشورة علامة استفهام كبيرة حول قدرة المدرسة على
الصمود الى ان تنتهي رحلة " الاخذ والرد" بين الجهات المعنية.
براء
البوشي- سيريانيوز