وأمام هذا الوضع لا يجد المدربين بديلا سوى إعطاء دروس نظرية بدلا من التطبيق العملي على الحاسب فضلاً عن الحرارة المرتفعة في القاعات التي تقلل عملية الاستيعاب غي القاعة الدرسية وخاصة في ظل وجود أكثر من ثلاثين متدربا ومتدربة في القاعة الواحدة.
ورغم هذه الصعوبات وجد الكثير من المتدربين أن الدورات كانت إيجابية وأسهمت في تطوير أدائهم المهني وتعريفهم بالتكنولوجيا الحديثة التي تفتح أفقا واسعة في العملية التعليمية وتقدم طرقا حديثة في التعامل مع الطلاب للتخلص من الطريقة التلقينية في التعليم.
الكهرباء تنقطع يوميا لمدة تزيد عن 3 ساعات
أحد المسؤولين عن المركز المعلوماتي الوطني في منطقة المعضمية نذير الشيخ اعترض على مشكلة انقطاع الكهرباء يوميا في المركز لمدة تصل إلى ثلاث ساعات ما يؤدي إلى تعطيل الدروس و اقترح أن "تقوم وزارة التربية بتأمين مولدات للدورات وشاركه في الرأي الكثير من المتدربين".
وأشار الشيخ إلى أن "عدد المراكز المتواجدة في ريف دمشق 14 مركز ويصل عددها في كافة أنحاء القطر على 125 مركز, ومدة الدورة ثلاثة أسابيع يوميا من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثالثة".
واشتكى العديد من الأساتذة من الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي عن المركز ومن بينهم أحمد منصور ومنال ريشة (اختصاص فيزياء) وأشار منصور إلى أن خط الانترنت بطيء جدا وتعيس ما يؤدي إلى هدر الوقت.
وبالنسبة لمنصور وريشة فلم يكن لديهم أية مشكلة في التعامل مع الحاسب لأنهم من الخريجين الجدد و وجدوا أن الدورة صقلت مهاراتهم وزادت من خبراتهم.
كل ثلاثة متدربين على حاسب
ووفقا لما ذكره المدربين في المركز فإن كل ثلاثة متدربين يطبقون الدروس على حاسب واحد فقط حيث يصل عدد المتدربين في المركز إلى 30 متدرب, لافتين إلى "ضرورة تأمين حاسب لكل متدرب لتتم العملية التدريبية بشكل أفضل وخاصة في ظل جهل الكثير منهم بمبادئ الكمبيوتر كما قال أحد المتدربين ويدعى عبد الهادي الخطيب (مدرس رياضيات)".
وأضاف: "من المفروض أن يتبع المتدرب دورة تأهيلية قبل دورات الدمج ليكون متمكنا في مجال الحاسب لان هناك برامج متطورة جدا تعطى في الدورة مثل (power point – front page) ويجهلها الكثير من الأساتذة تتنافى مع اختصاصهم الأصلي وخاصة بالنسبة للمدرسين القدامى الذين يجهل بعضهم حتى كيفية تشغيل الحاسب على عكس خريجين الجامعة الجدد الذين ليس لديهم أي مشكلة في التعامل مع الحاسب".
وعلمت سيريانيوز أن الدورات كانت في بدايتها أي عام 2006 اختيارية وبعد ذلك أصبحت إجبارية وخصوصا في العام الحالي بالنسبة للأساتذة الجدد ومن تتوفر في المدارس المعينين فيها أجهزة الحاسوب وخطوط الانترنت.
أحد المتدربين الذي لم يفضل ذكر اسمه لفت إلى أن مستوى الكثير من المتدربين "ضعيف جدا" إلى درجة أنهم يأخذون الوظائف المكلفين بها من قبل المدرب إلى المكتبات العامة لتقوم بتأدية الوظيفة عنهم لان هناك "برامج من الصعب التعامل معها إضافة إلى عدم توفر الحاسبات الشخصية لدى أغلب المتدربين".
دورات icdl قد تردم الخلل لدى المتدربين
المتدربة ملكة المحمد (مدرسة لغة انكليزية) ترى أن "دورات (icdl) من الممكن أن تردم أي خلل لدى المتدربين الذين لديهم نقص في المعلومات أو صعوبة في التعامل مع الحاسب".
وتشير إلى أن "الدورات كانت عبارة عن نقلة نوعية في عملية التعليم والتعلم لتوطين التكنولوجيا في المدارس وتقترح تغيير السياسة الامتحانية التي تعتمد على الحفظ البصم".
المتدربة مرضية الحريري (مدرسة فلسفة) وجدت أن "هذه الدورات تخرج المدرس من عملية تلقين المعلومة لتحوله إلى شخص يتفاعل مع طلابه ويتشارك معهم الأفكار ويشجعهم على تحليل المعلومة واكتشافها".
وترى الحريري أن "أحد سلبيات الدورة هو ضيق الوقت الذي يتبعه تكثيف للمعلومات ولكن قد يبرر هذا الأمر المتابعة خلال العام الدراسي فكل شهر هناك درس تطبيق عملي على التكنولوجيا الحديثة بالإضافة إلى الاجتهاد الشخصي للمدرس".
واقترحت الحريري "ضرورة زيادة عدد المدربين والمتابعين إضافة على استقدام خبراء من الخارج ليقوموا بتدريب وتأهيل المتدربين بالشكل الأمثل".
أخرجت التعليم من مساره التلقيني ليكون تفاعلي
أحد المبادرين في الدورة و يدعى سمير الخطيب (مدرس لغة عربية) يشارك الحريري رأيها ويرى أن "الكم الضخم من المعلومات لا يتناسب مع الوقت المتاح" ويقترح "تمديد الدورة لفترة تزيد على ثلاثة أسابيع".
ويرى الخطيب أن "فوائد الدورة عظيمة وتعود بكل النفع على كل من المدرس والطالب حيث كان المدرس في السابق يقوم بـ 90% من الدرس ويبقى 10% فقط للطالب أما بعد هذه الدورات انقلبت المعادلة وأصبح الطالب مشارك فعال لتكون مهمة المدرس التوجيه والإشرف على سير العملية التعليمية".
هناك تقبل لفكرة تطبيق التكنولوجيا
المسؤول عن التدريب سامر السيد قال لسيريانيوز إن "مستوى المتدربين فوق المتوسط وهناك تقبل كبير لفكرة تطبيق التكنولوجيا", مشيرا إلى أن "الهدف الأساسي من الدورة تطوير أداء المعلم ضمن الغرفة الصفية والابتعاد قدر الإمكان عن الطريقة التلقينية لتحويل الطالب من متلقي للمعلومة على باحث عنها".
وأوضح السيد أن "للدروس المعطاة جانبين نظري وعملي ويتم البدء مع المدرسين من الصفر أما العمل داخل القاعة فيكون بشكل جماعي ما يساعد على تبادل الخبرة والمعلومات والمشاركة بالأفكار بالاستفادة من اختلاف الاختصاصات بين المدرسين المتدربين".
المدربة في البرنامج الوطني للمعلوماتية في ميرنا غصن اشتكت من تأخير الرواتب وقالت: "عملت منذ 3 سنوات في التدريس في بداية هذه الدورات ومنذ شهر تقريبا أخذت جزءا لا يذكر من الراتب وهو 5 آلاف ليرة فقط لا غير".
وتضيف "من المفروض أن يتم تنظيم إعطاء الرواتب للمدربين كحافز مشجع على القيام بالمهمة التدريبية الموكلة إلينا".
"أتيت من محافظة الحسكة للتدرب في ريف دمشق ولم أجد مركزا يستقبلني"
أما المتدربة لمى حمدان وجدت أن تنظيم الدورات سيء ويحتاج إلى عناية اكبر حيث لفتت إلى أن "دورات العام الفائت شهدت الكثير من الفوضى والعشوائية في توزيع المتدربين على المراكز الامتحانية ولم يكن هناك متابعة لهم".
وأضافت "أتيت من محافظة الحسكة للتدرب في ريف دمشق ولم أجد مركزا يستقبلني لأن اسمي لم يدرج في القوائم أنا وغيري الكثيرين وخاصة في ظل العدد الهائل للمتدربين والذي وصل إلى 20 ألف متدرب".
وفي سياق التنظيم العام للدورة قالت المدربة في المركز رزان اسماعيل إن "هناك الكثير من المتدربين يأتون من مناطق بعيدة للالتحاق بالدورات فعلى سبيل المثال هناك من يأتي من الزبداني إلى المعضمية يوميا لحضور الجلسات وهذا الأمر يرهق المتدربين ويقلل من استيعابهم".
وأضافت "يجب فتح مراكز في كافة المناطق وتأهيل المدارس بالحواسيب و تزويدها بالانترنت ودعم المدارس الابتدائية بقاعات خاصة بدمج التكنولوجيا بالتعليم".
وللمتدربين المتغيبين عن الدورة عقوبات حددتها وزارة التربية وهي الحسم 5% من الراتب لمدة ستة أشهر مع العلم أن الوزارة تعطي فرصة للمتخلفين عن الدورات للالتحاق بالدورات الآتية التي تقيمها.
يذكر أن مشروع دمج التكنولوجيا بالتعليم بدأ في شباط 2005 بتدريب 550 مدرساً و50 مدرباً رئيسياً و500 مدرس متدرب حيث تم اختيار المدربين والمتدربين من 100 مدرسة ثانوية موزعة بشكل جغرافي متساو في المحافظات.
أروى الباشا - سيريانيوز شباب