إلا أن بعض طلابه المستجدين (الحاصلين على شهادات ثانوية مؤخرا) يشعرون بالنقص عن أقرانهم بالتعليم النظامي ويجهلون أن التعليم المفتوح نظام مغاير تماما للتعليم النظامي فهو يعتمد بالدرجة الأولى على التعليم الذاتي، وعند سؤالهم عن وضع التعليم المفتوح يعمدون دائما إلى إجراء مقارنات بينه وبين التعليم النظامي.
يومين دوام أسبوعيا لا يكفيان
ترى راوية طالبة ترجمة ورّبة منزل أن "التعليم المفتوح مناسب أكثر للأمهات وللطلاب الذي يعملون ولديهم التزامات خارج الجامعة حيث لا يتعارض الدوام في العمل مع الجامعة".
فيما يقول محمد سنة ثالثة إعلام تعليم مفتوح "يومين بالأسبوع غير كافيين للحصول على المعلومة بشكل مريح إذ أن المحاضرات تكون مضغوطة مقارنة بالتعليم النظامي فالمحاضر يضطر أحيانا لإعطاء فصلين ونصف في المحاضرة الواحدة, كما أن هناك نقص واضح في الجانب التطبيقي بالقسم فالتعليم المفتوح يقدم للطالب الجانب النظري فقط, ويترك له مهمة رفده بالجانب العملي".
"طلاب المفتوح أولاد البطة السوداء"
أما علي المحل سنة رابعة ترجمة يعتقد أن "طالب الترجمة من ناحية المعلومات أقدر من طالب الأدب الانكليزي على الدخول إلى سوق العمل فهو يتلقى مواد مركزة ومهمة أكثر من طالب الأدب الانكليزي، أما من ناحية المعاملة فهناك برأيي تفريق من قبل رئيسة القسم بين طلاب النظامي والمفتوح وهي تشعرنا بأننا أقل مستوى منهم وكأننا أولاد البطة السودا".
ويقول علي "المنهج السوري المتبع حاليا شديد الصعوبة وغير مقدم بشكل تدريجي ممهد ويتبع نظام أسئلة الأتمتة في السنوات الأولى والنظام التقليدي في السنة الثالثة والرابعة فيكون الطالب معتاد على نظام معين يصعب عليه تغييره، كما أن الأسئلة في جامعة دمشق صعبة جدا بالمقارنة مع جامعتي البعث وتشرين".
مشكلة السكن.. مفتوحة
تقول زينب طالبة إعلام تعليم مفتوح سنة ثانية "لماذا لا يخصص سكن خاص بطلاب التعليم المفتوح وتوفيره فقط في امتحانات الفصل الثاني بعد خروج طلاب النظامي، وأتمنى افتتاح قسم للإعلام تعليم مفتوح في طرطوس أو اللاذقية فأنا أعيش في طرطوس واجد صعوبة في القدوم إلى دمشق من أجل تقديم الامتحان حيث اضطر للرجوع في نفس اليوم".
"تحولت من النظامي للمفتوح"
يقول محمد حناوي طالب سنة رابعة إعلام مفتوح وسنة ثالثة اقتصاد "كنت طالب إعلام نظامي ولكنني تحولت إلى التعليم المفتوح في الفصل الثاني من بعد ما تفاجئت بمحتوى مقررات السنة الأولى فمواد المفتوح أكثر تخصص من النظامي الذي يحتوي في السنة الأولى مواد تاريخ و إحصاء وفلسفة لا تفيد طالب الإعلام".
ويرى أن "محاضرات التعليم المفتوح أكثر تكثيفا من النظامي إلا أن الاهتمام في تقديم المعلومة والامتحانات والمراقبة أكبر في النظامي والمنهج المقدم في الإعلام يخلو من أي جانب عملي كالتحرير مثلا الذي يطبق جزء عملي منه في النظامي".
ويقترح محمد "تخصيص بناء خاص للتعليم المفتوح تحتوي على التجهيزات الضرورية من استوديوهات وقاعات مطالعة وقاعات امتحان وغير ذلك".
"بسبب الموظف نلت علامة الصفر"
ويقول أحمد الطالب في الدراسات القانونية أن "التعليم المفتوح جيد بشكل عام لولا الازدحام أثناء التسجيل وأماكن المحاضرات "الهنكارات" ويرجو من الجامعة "الاهتمام بشؤون التسجيل وشؤون الطلاب بشكل عام فموظفو شؤون طلاب التعليم المفتوح غير كفوئين" ويحدثنا كيف كان أحد الموظفين سببا في ترسيبه بأحد المواد حين دله على قاعة امتحان خاطئة.
سوق عمل للجميع..
من جهته, يقول محمد العمر رئيس قسم الإعلام والأستاذ في برنامج الإعلام - تعليم المفتوح "بالنسبة للإعلام شهادة التعليم المفتوح توازي شهادة التعليم النظامي حسب قرار مجلس التعليم العالي، وكل من تخرج من التعليم المفتوح يعمل في المؤسسات الحكومية مثله مثل باقي الخريجين في التعليم النظامي وأكبر دليل على ذلك مسابقة التوظيف في الوكالة السورية للأنباء (سانا) حيث أن الأغلبية العظمى من مقبولين في هذه المسابقة هم من خريجي التعليم المفتوح".
وأضاف العمر "التعليم المفتوح لا يعامل معاملة ثانوية على العكس من ذلك فإن هناك العديد من مقررات التعليم المفتوح يستعان بها في التعليم النظامي لأنها مقررات جديدة وكاملة على العكس من تلك في التعليم النظامي".
وفيما يتعلق بقرار تحويل قسم الإعلام إلى كلية وانعكاسه على التعليم المفتوح يرى العمر أنه "من الطبيعي أن ينعكس ذلك إيجابيا على التعليم المفتوح من خلال توفر استوديوهات مجهزة ومقررات جديدة ستألف من أجل الكلية وأقسامها المستحدثة".
الفرق بالشكل وليس بالمضمون
كما التقت سيريانيوز نائبة رئيس الجامعة لشؤون التعليم المفتوح فاتنة الشعال التي قالت أن "التعليم المفتوح جزء لا يتجزأ من منظومة التعليم العالي وإجازة التعليم المفتوح توازي إجازة التعليم النظامي في البرامج المماثلة وطلاب التعليم المفتوح يتولون وظائف الدولة مثل أقرانهم في التعليم النظامي".
وأضافت "لا يوجد أفضلية لتعليم عن أخر - بشهادة الطلاب أنفسهم - وطلاب التعليم المفتوح يعاملون معاملة مساوية لأقرانهم في التعليم النظامي ويتولون وظائف الدولة".
وعن اقتصار الدوام على يومين تقول الشعال "التعليم المفتوح يقوم على أساس دراسة الطالب الذاتية والاعتماد على النفس والاستعانة بالأساتذة الجامعيين في اللقاءات الأسبوعية من خلال توجيه الأسئلة والاستفسارات لهم، بما يختلف عن التعليم النظامي، فيوم واحد للتعليم المفتوح لحضور لقاءات كافي للطالب بشرط اعتماده على نفسه بالدرجة الأولى وهذا هو مبدأ التعليم المفتوح".
وأما فيما يتعلق بتخصيص مباني للتعليم المفتوح ترى الشعال "الأفضل أن يكون هناك أبنية مخصصة للتعليم المفتوح تؤمن للطالب ما يحتاجه وفي الوقت الذي يريد، فالمشكلة الموجودة الآن تكمن في البناء".
ومن المعروف أن التعليم المفتوح يهدف إلى زيادة الفرصة المتاحة لجميع الطلاب الراغبين في متابعة دراستهم الجامعية في اختصاصات التعليم المفتوح دون النظر إلى عام الحصول على الشهادة الثانوية المطلوبة للقبول الجامعي والجمع بين الفكرة القائمة على ذاتية التعلم والتطبيق العملي لها، وذلك من خلال اللقاءات الدورية بين الطلاب الدارسين وأعضاء الهيئة التعليمية.
يذكر أنه يوجد حاليا عدة أقسام للتعليم المفتوح في سورية وهي قسم الإعلام والترجمة ورياض الأطفال والمحاسبة والدراسات القانونية ومعلم صف والدراسات الدولية والدبلوماسية, ومدة الدراسة في كل اختصاص أربع سنوات، وتنقسم السنة الدراسية إلى فصلين مدة كل منهما ستة عشر أسبوعاً.
عمر القدسي – عبد القادر حمامي - سيريانيوز شباب