كلمة عانس "محبطة"
وعن كلمة "العانس" قالت الطالبة الجامعية راما إن "كلمة عانس سيئة وتشعر المرأة بالإحباط لأنها تقترن بكبر السن", لافتة إلى أنها "لم تطلق هذا اللقب أبدا على فتاة بسبب سوءه".
كما رأت الطالبة سلوى أن هذه الكلمة "بشعة" لأنها تشير إلى الفتاة دون أن تميز من منهم ترفض فكرة الزواج عن التي لا يتقدم لها أحد".
وفي السياق ذاته وجد الطالب عزام أن كلمة عانس "تقال كثيرا لكن ليس في وجه الفتاة", مشيرا إلى ان "هذه الكلمة كبيرة لأنها تقلل من قيمة المرأة وتظلمها لأن الفتاة لا تستطيع أن تتحكم بقدرها".
بينما وجدت ريم أن "هذه الكلمة لا تهمها لأن المرأة هي التي تجعل نفسها عانس عندما تهمل مظهرها وتصاب بالاكتئاب من هذه الفكرة فهي تستطيع ان تبقى شابة دائما".
وايضا رأى محمد أن "لقب عانس ظلم للمرأة لأنه قد يلتصق بالفتاة ويرافقها", مشيرا إلى أن "لفتاة هي التي تتحكم بهذا الشيء لأن بعض النساء تجعل من نفسها عانس في سن 23 و25 عندما تفكر بالموضوع".
عمل المرأة خفف من العنوسة
ويبدو من كثير من الاجابات التي حصلنا عليها بان مفهوم الزواج والعنوسة قد تغير جزئيا لدى الشباب السوري.
وقال باسم إن "استقلالية المرأة وعملها خفف من استخدام كلمة عانس لأن الرجل أصبح يبحث عن امرأة عاملة", لافتا إلى ان "لا مشكلة لديه أن يتزوج من امرأة فوق الثلاثين إذا كان يكبرها سنا".
أما عزام رأى أن "هذه الكلمة قل استخدامها لكن بما أن المرأة تنافس الرجل في عمله أصبح يطلق هذا اللقب عليها ليقلل من شأنها".
وبدورها, وجدت سلوى أن "كلمة عانس تستخدم بشكل أقل من الماضي لأن أصبح بمقدور الفتاة ان تتزوج بسن متأخر", مشيرة إلى أنها "لا تخاف من أن تصبح عانس لأن الزواج له علاقة بالنصيب فقط".
ومنهم من رأى أن العنوسة ارتفعت حيث لفتت راما إلى أن "نسبة العوانس ارتفعت بسبب سوء الأوضاع المعيشية وعندما يريد الشاب أن يتزوج يبحث عن فتاة صغيرة في السن", لافتة إلى أن "الفكرة لا تخيفها أبدا لأنها تعمل".
سن العنوسة يختلف من منطقة إلى أخرى
وخلال سؤالنا عن استخدام اللفظ ودلالاته وجدنا ان سن "العنوسة" اصبح متقدما عما هو متعارف عليه، وجدت هبة أن "سن العنوسة يختلف من مكان إلى آخر فهناك مناطق تتزوج فيه الفتاة في سن 16 مما يعني أنها في سن الـ22 تعتبر عانس وفي المناطق التي تتزوج بها في سن الـ22 تعتبر بعمر 26 عانس", لافتة إلى انها "حسب المنطقة التي تعيش فيها تعتبر الآن عانس".
وبدوره, رأى هاني أن "متوسط سن الزواج في سورية ارتفع إلى سن الـ25 لذلك ارتفع سن العنوسة معه وأصبح 35 سنة", مشيرا إلى أن "ليس المهم في فكرة الزواج السن بل التفاهم بين الشخصين كما أن الشاب المتعلم لا يرتبط بامرأة مع فارق كبير بالسن بينهما".
كما ذكرت وعد أن "الكثير من البيئات في سورية ما زالت تعتبر المرأة في سن 25 عانس لأن المرأة لا تعمل فيها وحتى أنها من الممكن لم تتعلم".
ارتباط العنوسة بالإنجاب
من الذين التقيناهم ربطو سن العنوسة بانجاب الاطفال وقال هاني بهذا الصدد بان "العنوسة عند الكثيرين ترتبط بالإنجاب فالمرأة تصبح عاجز بعد سن الـ45 والرجل بعد سن الـ50 وهذا ما يجعل سن العنوسة مبكرا".
كما وجد باسم أن "الرجل عمليا يعنس بعد المرأة أي بعد الخمسين لأنه يصبح غير قادر على الزواج أما المرأة بعد الـ40".
أما وفاء ردت سبب العنوسة إلى المرأة لأنها هي التي لم تتخلص من فكرة البحث عن شريك وقالت إنني "لم أبحث عن الزواج إلا أن كل الفتيات في سني تبحث عنه وليس المجتمع هو فقط يفرض عليها هذا الشيء".
لا يوجد رجل عانس
وجدت راما وسلوى وهبة أنه "من غير الممكن أن نقول للشاب عانس وأن هذه الكلمة تقال للفتيات فقط فالرجل يحق له الزواج لو كان بسن الـ60 ومن فتاة صغيرة بسن الـ20".
أما عزام رأى أن "هناك كلمة تقال للرجل الكبير في السن ولم يتزوج ليست الكلمة عانس لكن لا أعرف ما هي".
وفي السياق نفسه قال هاني "هناك تعريف إجرائي للرجل العانس في علم الاجتماع لكن اجتماعيا هذه الكلمة لا تقال للرجل".
بينما قالت بشرى "هناك رجل عانس لكن أسبابه مختلفة فهو غالبا ما يكون لم يجد المرأة التي تتفهمه وعندما يزداد سنا يصبح خائفا من فكرة الارتباط".
كلمة عانس تعطي المرأة صفة القوة
وعن هذا الموضع كان للأخصائية الاجتماعية لوسي عيسى رأي آخر، وقالت: "لا أجد كلمة عانس محبطة للمرأة بل تعطي المرأة صفة القوة حيث أنها لا تريد الزواج بشكل عشوائي وإلا قبلت بأي شاب خوفا من هذه الفكرة".
وأضافت بأن "هناك دراسة تشير إلى أن النساء العانسات هم ممن لديهم أعمال وحياة اجتماعية مستقلة", لافتة إلى أن "زيادة عدد الجامعات ومجالات العمل أعطى المرأة فرصة للحرية والاستقلال وبناء النفس حيث أصبح هناك فكرة تشغلها أكثر من فكرة الزواج وهذا بالنسبة لبعض المناطق فقط".
وبالنسبة لفكرة تعلق العنوسة بإنجاب الأطفال رأت عيسى أن "الكثير من العائلات لم تعد تهتم بكثرة عدد الأولاد بسبب قرارهم بإنجاب عدد قليل فقط", لافتة أن "كلمة عانس تقال في بعض البيئات وليس لها علاقة بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي للذي يطلقها".
ووجدت أنه "كلما ارتفع المستوى التعليمي للمرأة قلت فرصة الزواج في بعض البيئات لأن الفتاة (تدخل وتخرج) وهي غير مناسبة للزواج بحسب رأيهم أو من ناحية المرأة حيث أن عملها يستحوذ عليها أكثر من فكرة الزواج وتصبح أكثر وعيا لمفوم الزواج كمشاركة".
لبنى عيسى – سيريانيوز شباب