وبهذا اصبحت الأسئلة المتوقعة "موضة" يتسابق الطلاب على التعامل معها, وبينما يعتقد البعض أنها ضرورة لا بد منها لمساعدة الطالب على اجتياز الامتحان بنجاح, أصبح الكثير من الطلاب يتأففون منها بعد أن كانوا يلهثون خلفها وخاصة في ظل كثافة تلك الأسئلة وتجاوزها الـ 150 سؤالا في بعض الأحيان..
80% من التوقعات تنجح
الطالب نبيل المصري (أدبي) يشير إلى أهمية الجلسة الامتحانية ومدى فائدتها في تخفيف ضغط الدراسة عن الطالب ويقول أنه "بحضوره للجلسة الامتحانية الخاصة بمادة الديانة استطاع أن يضمن ما لا يقل عن 17 علامة فيها, حيث اعتمد على الأسئلة المتوقعة التي وضعها الأستاذ وبالفعل أتت الأسئلة نفسها التي تم تحديدها في الجلسة الامتحانية".
ويتفق الطالب عامر الحمد (أدبي) مع زميله نبيل بمدى اعتقاده بإيجابية الجلسة الامتحانية قبل المادة وخاصة إن كان الأستاذ مشهورا وله خبرته في المادة.
ويضيف عامر أن "الجلسة تساعد على النجاح إن كان الطالب محضرا لدروسه بشكل جيد فهي نوع من المراجعة الشاملة لمزيد من الطمأنينة وأشار عامر إلى أن 80 بالمائة من التوقعات التي يضعها الأساتذة تأتي في الامتحان".
مضيعة للوقت والنقود
أما الطالب خليل (أدبي) فكان له رأي مغاير لزملائه حيث اعتبر أن الجلسات الامتحانية مضيعة للوقت والنقود وقال خليل أنه "جرب حضور الجلسات الامتحانية عندما كان في الصف التاسع ولم يستفد منها شيئا سوى زيادة التوتر حيث يكون الأستاذ في سباق مع الزمن ويحاول سرد المعلومات بسرعة كبيرة وكأنه آلة ناطقة, فضلا عن العدد الكبير للطلاب الذين يحضرونها حيث لا يتاح لهؤلاء توجيه أي سؤال للأستاذ (المستعجل) الذي يريد تلحيق أكبر عدد ممكن من الجلسات في المعاهد التي يكون متفقا معها".
الأستاذ لا يملك عصا سحرية
ويتفق عبدالله الأحمد (أدبي) في الرأي مع زميله خليل حيث قال إن "الأستاذ لا يمتلك عصا سحرية تستطيع تنجية الطالب من الرسوب قبل بدء الامتحان بأيام قليلة".
ويضيف "أنا أرى أن الجلسة الامتحانية تؤدي إلى توتير الطالب وإرباكه وخاصة أولئك الغير متمكنين من المنهج الدراسي والذين يعتقدون أن حضورهم للجلسة الامتحانية سيفتح أبواب النجاح عليهم".
"توقع أستاذي خارطة الجغرافية وأتت"
وبينما يشن بعض الطلاب حربا على الجلسات الامتحانية والأسئلة المتوقعة يجدها طلاب آخرين تساعد على ضمان النجاح حيث قال الطالب عبد الرحمن حجازي (أدبي) إن "توقعات أساتذته في أغلب المواد التي تقدم إليها نجحت" وأشار بأن "خارطة الجغرافية كانت متوقعة من قبل أستاذه وأتت وموضوع الفلسفة كذلك الأمر".
أما سبب حضور الطالبة سلام بحطيطي (علمي) للجلسات الامتحانية فهو قناعتها بأن الأساتذة الذين يعطون الجلسات الامتحانية لديهم خبرة واسعة في معرفة الأسئلة الهامة, ومن الممكن أن يساعدوا الطالب في تحصيل أكبر قدر ممكن من العلامات وهناك نتائج شبه مضمونة.
ويوافق الطالب سامي قواريط (علمي) سلام في الرأي حيث اعتبر سامي أن حضوره للجلسات الامتحانية له دور كبير في نجاحه وتحصيله علامات مرتفعة, وأشار إلى مجموعة من الإيجابيات للجلسة الامتحانية من أهمها أن "الوقت المتاح قبل المادة يكون محدود جدا وحتى الطالب العبقري لا يستطيع مراجعة كامل المنهاج, أما بحضوره للجلسات الامتحانية يقوم الأستاذ الخبير بمراجعة أهم النقاط الموجودة في الكتاب فضلا عن إعطاء الطلاب الأسئلة المتوقعة والتي غالبا ما تأتي بالامتحان".
"الغريق يتعلق بقشة"
وهناك طلاب اعتبروا أن الأسئلة المتوقعة تشكل الكتاب بأكمله مثل الطالبة ولاء قرباش (أدبي) حيث تعتبر أن "الجلسة الامتحانية عبارة عن استغلال مادي للطلاب" ولكنها رغم ذلك تجد نفسها مضطرة لحضور الجلسة الامتحانية للحصول على الأسئلة الهامة التي يتوقعها المدرس فحسب ما قالته "الغريق يتعلق بقشة".
مشيرة إلى أن تلك الأسئلة لا توضع في المكتبات إلا بعد أن ينهي الأستاذ جلسته الامتحانية ليضمن حضور الطلاب وتجميع أكبر قدر من النقود منهم.
ويشاطر الطالب معتز المحمد (علمي) ولاء الرأي نفسه ويقول ساخرا "بالنسبة للأسئلة المتوقعة فتكون عبارة عن الكتاب بأكمله وتباع في المكتبات على شكل ورقة مخيفة لكثافة المعلومات التي تحتويها".
التدريس تحول لسلعة تجارية
السيدة أم سامر والدة أحد طلاب شهادة التعليم الأساسي تعتبر أن "التدريس تحول إلى سلعة تجارية تشكل خرقا لأدبيات المهنة السامية بما يتنافى مع أصول وقواعد العملية التربوية والتعليمية".
وتضيف: "أصبحت الدروس الخصوصية كأي سلعة في السوق تخضع لقوانين العرض والطلب وتفاوتهما حسب المواسم وشهرة المدرس, حيث انقلب عدد كبير من المدرسين إلى تجار يقنعون زبائنهم بأساليب مختلفة كالإعلان في الصحف عن وجود جلسات امتحانية إضافة إلى اللصاقات على واجهات المحلات والصيدليات فضلا عن توزيع البطاقات على الزبائن ومعارفهم لاهثين وراء المال دون وضع أي اعتبار لأخلاقيات المهنة".
"الجلسة الامتحانية تضمن النجاح لابني"
أما السيد أبو علاء فكان له مغاير لأم سامر حيث اعتبر "الجلسات الامتحانية ضرورة لا بد منها إذ تساعد الطالب على النجاح عن طريق الأسئلة المتوقعة التي يعطيها الأساتذة الخبيرين في المنهج لطلابهم".
وكأب لديه طالب بكالوريا يرى أنه بإرسال ابنه إلى تلك الجلسات الامتحانية يضمن مستقبل ابنه في الجامعة بعلامات عالية عوضاً من أن يدخل جامعات خاصة أو في التعليم الموازي أو المفتوح الذي سيكلفه أضعاف ما يضعه من نقود للجلسات الامتحانية والدروس الخاصة.
النجاح لا يقترن بدرس خاص أو جلسة امتحانية
لمى العليمي مدرسة اللغة الانكليزية ترفض إعطاء جلسات امتحانية للطلاب قبل الامتحان مفضلة الدروس الخاصة.
حيث قالت العليمي إن "الجلسات الامتحانية في المعاهد غير مجدية وذلك لكثافة أعداد الطلاب الذين يحضرونها, في حين اعتبرت أن الأستاذ في الدرس الخاص يركز كل اهتمامه على طالبه حيث يستطيع الاستفسار عن أي غموض يراه في المنهج بأي وقت يشاء لأن الأستاذ يكون متفرغا له فقط".
وتعتبر العليمي أن "اهتمام الطالب بدروسه ومتابعته لها وخاصة في مادة اللغة الانكليزية هو من يؤثر في نجاح الطالب في المقام الأول, ولا تعتقد أن النجاح يقترن بدرس خاص قبل الفحص أو جلسة امتحانية إن لم يكن الطالب على استعداد تام لامتحانه من خلال الدراسة والاجتهاد طوال العام الدراسي".
تضعف قدرة الطالب على التحليل والاستنتاج
حسناء ملحم مدرسة اللغة العربية قالت لسيريانيوز أنها "لا تفضل إعطاء الدروس الخصوصية أو حتى الجلسات الامتحانية لأنها ترى أن سلبيات هذه الظاهرة تطغى على إيجابياتها القليلة فهي تضعف قدرة الطالب على التحليل والاستنتاج وتجعل منه طالبا إتكاليا وتضعف ثقته بنفسه".
وتعتبر ملحم أن الأسئلة المتوقعة خطأ في خطأ فضلا عن الخوف والقلق الذي تسببه للطالب قبل الامتحان بساعات قليلة حيث يبدأ الطالب بالبحث عن الأسئلة المتوقعة في الكتاب التي تتجاوز المائة أحيانا وفي كثير من الأحيان تفشل تلك التوقعات ولا تأتي في الامتحان".
وترى ملحم أن "بعض المدرسين المخضرمين استغلوا سمعتهم الحسنة وبدءوا بإعطاء تلك الدروس بأسعار خيالية حيث أشارت إلى أن البعض منهم يقوم بجمع ما يقارب عشرين طالب ويحصل الأستاذ على خمسمائة ليرة كحد أدنى من كل طالب".
وأشارت إلى أن "ما يدفعه الطالب خلال السنة للدروس الخاصة والجلسات الامتحانية قد يصل إلى 120 ألف ليرة مقابل 140 علامات في الشهادة الثانوية كما حصل مع أحد معارفها".
ضرورة لا بد منها
مدير أحد المعاهد التي تعطي الجلسات الامتحانية والذي لم يفضل ذكر اسمه اعتبر أن "الجلسات الامتحانية ضرورة لا بد منها" فهو لا يجد فيها أي جانب سلبي بل على العكس فهي تساعد الطالب على ضمان النجاح من خلال خبرة الأساتذة الواسعة الذين يقومون بتوقع الأسئلة الهامة والتي لا يستطيع الطالب معرفتها بمفرده.
ويقول المدير أن "المعاهد عندما تعقد مثل هذه الجلسات يكون الهدف بالطبع تمكين الطلاب من المنهج وتخفيف التوتر لديهم بغض النظر عن أي هدف تجاري أو ربحي".
أروى الباشا –
سيريانيوز شباب