ينادي البعض بسيادة نهج الفردية في علاقاتنا الاجتماعية، خاصة بالنسبة للشاب، باعتبارها عاملاً أساسياً في نجاح الشباب وانطلاقهم في الحياة دون قيود.
والفردية هي النهج الاجتماعي السائد بقوة في الغرب، حيث يحيى الغربي في الغالب دون قيود أسرية أو اجتماعية تقيده، فهو غير ملزم بالارتباط بمنزل العائلة حينما يتجاوز الثامنة عشرة، بل هو مطالب غالباً بالاستقلال في المصروف والإقامة، ذكراً كان أم أنثى، وهو نهج يعتقد البعض أنه يحرر الشباب من قيود الوالدين وتحكماتهم، ويخلق لدى الشاب روح الاعتماد على النفس مقابل الاتكالية التي تميّز ارتباط الشاب بأهله، ويعتقد أنصار هذا النهج في الحياة، أن الفردية تصنع شباناً أكثر جدارة وقدرة على مواجهة صعوبات الحياة والإبداع فيها.
في المقابل يرفض الكثيرون هذا النهج باعتباره المدخل لتدمير العلاقات الاجتماعية والأسرية، وشطب أي قيم روحية وإنسانية تسمى على الماديات، كالعلاقة مع الوالدين ومع الأولاد ومع الأجداد والأقارب، وبالتالي يتحول الإنسان إلى آلة في عالم الإنتاج والاستهلاك المادي، ويضيف معارضي الفردية، بأن هذا النهج في الحياة كان السبب للكثير من الأمراض النفسية والاجتماعية المعاصرة والتي نلحظها بأعتى صورها في الغرب، مؤكدين أن الارتباط بالأسرة والتقيد بالوالدين لا يشكّل عائقاً أمام النجاح إن أحسن الفرد إدارة هذه العلاقات بكفاءة وتوازن.
فما رأيك فيما سبق؟
هل تعتقد أن الفردية قد تعزّز نجاح الشاب، أم أنها قد تخلق مجتمع "آلات" ميت الإحساس؟