مواضيع مختارة
 
جامعة دمشق: قبول طلبات الالتحاق بالدكتوراة بين 15 و30 الشهر الجاري
وزارة التعليم العالي: مبادرة لفهرسة مجلات الجامعات السورية في قواعد البيانات العالمية
التعليم العالي تحدد 6 نيسان موعداً للامتحان التقويمي لخريجي الجامعات غير السورية والخاصة باختصاص صيدلة
التربية: تنفيذ بيان لمشروع عملي حول إخلاء المدارس بحالات الطوارئ
جامعة دمشق تحدد موعد للمتخلفين عن امتحانات الراغبين بالتعاقد معها
التعليم العالي تسمح للطلاب الذين لم يتقدموا لمفاضلة العام الحالي بالتسجيل المباشر في الجامعات
   
   
 
البحث
 

   
   
 
 
الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة..من العزل إلى الاهتمام والدمج..
رياض الاطفال

مشكلات الالتحاق بالمدارس العادية ومعالجة صعوبات التعلم 

من النظرة السلبية والعزل، إلى الاهتمام والدمج...تحول نوعي يخطو نحوه ذوو الاحتياجات الخاصة باتجاه التكيف مع متطلبات الحياة، وتقاسم فرص تعليمية-تربوية، وفرص مجتمعية من حيث الحقوق والواجبات مع أقرانهم العاديين،


وهو تحول بمضمونه وجد المناخ المناسب في تبني العديد من الدول لتشريعات وقوانين مختصة تدعم هذا الاتجاه بالإضافة إلى توفر المتعلمين المختصين وتوفر الوسائل التعليمية والتربوية والأساليب التدريسية...اكتسبت أهميتها مما ذكرته بعض الدراسات من أن ما نسبته 97% من مجموع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بإمكانهم الالتحاق بالمدارس العادية، وأن 3% فقط يحتاجون إلى برامج تربية مختصة في مراكز عزل. هذه العوامل بمجملها أدت إلى ظهور مجموعة من الآراء والتوجهات والبرامج التي تقدم للأشخاص ذوي الاحتياجات التعليمية والتربوية المختصة لتلبية احتياجاتهم ضمن إطار التعليم العام..

ووفق هذا المفهوم جاءت (الدورة الإرشادية لأهالي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مجال التعامل مع الأطفال ورعاية نموهم النفسي والاجتماعي) التي أقامتها جمعية الآباء والأبناء لرعاية الأطفال بالتعاون مع ميتم قريش، قدم خلالها قدمها مجموعة من المختصين من سورية والأردن عدداً من المحاضرات التي تعنى بالتطبيقات العملية باتجاه إنجاح فكرة الدمج. ‏ 

مشكلات الدمج في المدارس العادية ‏ 

الدمج..المفهوم والغايات ‏ 

تعرف الأستاذة المختصة براءة الخطيب مفهوم الدمج بأنه (إتاحة الفرص للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للالتحاق في نظام التعليم العام)، محدداً أهدافه وغاياته بـ ( إتاحة الفرص لجميع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للتعليم المتكافئ والمتساوي مع غيرهم من الأطفال في المجتمع، وبالتالي إتاحة الفرص لهم للالتحاق بالحياة العادية، كما يسمح للأطفال غير ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعرف على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة عن قرب وتقدير مشكلاتهم ومساعدتهم على تلبية متطلبات الحياة. كما تسمح برامج الدمج، حسب الأستاذة الخطيب، بخدمة هؤلاء الأطفال في بيئاتهم المحلية والتخفيف من صعوبة انتقالهم إلى المؤسسات المختصة، فضلاً عن تخليص أسرهم من المشاعر والاتجاهات السلبية والتوتر..بالإضافة إلى توسيع قاعدة الخدمات التربوية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة). ‏ 

 سلبيات برامج الدمج وسبل تلافيها ‏ 

وتلفت الأستاذة براءة إلى جوانب سلبية يمكن أن تظهر بسبب الدمج منها (زيادة الهوة بين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وباقي طلبة المدارس، وحرمان هؤلاء الأطفال من الاهتمام الفردي الذي يتوفر في مراكز التربية المختصة، زيادة عزلة الطفل المعوق عن المجتمع المدرسي وخصوصا عند تطبيق فكرة الصفوف المختصة ، تدعيم فكرة الفشل عند الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وبالتالي التأثير على مستوى دافعيتهم نحو التعلم وتدعيم المفهوم السلبي عن الذات).  

ولأن برنامج الدمج وسيلة لا هدف لتوفير فرص التعلم الممكنة للأطفال، تنصح الأستاذة براءة الخطيب بمراعاة عدة أمور عند التخطيط لبرنامج الدمج وبالتالي محاولة تلافي سلبياته، هي: (الاختيار السليم المناسب لموقع المدرسة العادية وبنائها، وضرورة إجراء التعديلات اللازمة لها لتتناسب وقدرة ذوي الاحتياجات الخاصة، تدريب المعلمين وتثقيفهم على نحو يتناسب وأهداف البرنامج، الاختيار السليم لفئة الأطفال المستهدفين بالدمج للتأكد من حسن استفادتهم من أهداف البرنامج، اشتراك أولياء الأمور في التخطيط للبرنامج بكافة مراحله، تهيئة طلبة المدرسة العادية للبرنامج وتعريفهم بخصائص الأطفال المنوي دمجهم لخلق أجواء إيجابية للتقبل فيما بينهم ، حصول الطفل المستهدف بالدمج على قدر من التعليم لا يقل في مستواه عن مستوى البرامج المطبقة في المدارس المختصة، أن لا يؤثر وجود الطفل المعوق في المدرسة العادية على برنامج المدرسة ومستوى طموح وتقدم الطلاب العاديين، وأن لا يشكل برنامج الدعم أعباء إضافية على معلم المدرسة العادية). ‏ 

أنماط صعوبات التعلم ومعالجتها ‏ 

اضطراب نقص الانتباه ‏ 

باستيفاء الشروط والعوامل السابقة عند التخطيط لبرنامج الدمج ، نبدأ مرحلة جديدة على طريق التحاق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بنظام التعليم العام، وفي تطبيقاته العملية.. ويحدد بعض الباحثين أنماط صعوبات التعلم الأساسية الأربعة كالتالي: (مشكلات الانتباه، صعوبات الإدراك البصري، صعوبات المعالجة اللغوية، صعوبات الحركات الدقيقة)، ورغم أن باحثين آخرين يرون أن صعوبات التعلم واضطراب نقص الانتباه مشكلتان منفصلتان إلا أن مشكلة اضطراب نقص الانتباه تبقى إحدى الخصائص الأكثر ملازمة للأفراد ذوي الصعوبات التعليمية، وهو نمط صعوبة التعلم الذي شكل (عرضاً، وتشخيصاً، ومعالجة) محور بحث الأستاذ حمادة عبد السلام من المركز الوطني لصعوبات التعلم بكلية الأميرة ثروت بالأردن. ‏ 

يرى الأستاذ حمادة بداية أن اضطرابات الانتباه التي يعاني منها الطفل في سن المدرسة أو سن المراهقة تؤثر على السلوك والأداء المدرسي والتكيف الاجتماعي والانفعالي، محدداً مجموعة من الأعراض لاضطراب نقص الانتباه ، قال أنه ليس من الضرورة أن تظهر جميعها عند أطفال ذوي اضطراب الانتباه، وبالتالي من الممكن أن يكون بعضها موجودا لدى الطفل دون بعضها الآخر، هذه العوامل تتجلى في الطفل المصاب على النحو التالي: (غالباً ما يتململ معبراً عن ذلك بيديه أو قدميه، لديه صعوبة في البقاء جالساً في مقعده عندما يطلب منه ذلك، يشتت انتباهه بسهولة بمثيرات خارجية، لديه صعوبة في انتظار دوره في الألعاب أو المواقف الاجتماعية، غالبا ما يجيب عن الأسئلة دون تفكير، لديه صعوبة في اتباع تعليمات الآخرين، لديه صعوبة في إدامة الانتباه في المهمات أو نشاطات اللعب، غالبا ما ينتقل من نشاط غير مكتمل إلى نشاط آخر، لديه صعوبة في العمل بهدوء، غالبا ما يثرثر على نحو مفرط، غالبا ما يقاطع الآخرين أو يتطفل عليهم، غالبا لا يبدو أنه يصغي لما يقال له، غالبا ما ينسى أشياء ضرورية للمهمات والنشاطات في البيت أو المدرسة، غالبا ما ينهمك في نشاطات جسمية خطيرة دون اعتبار للعواقب الممكنة). ‏ 

ويشترط الأستاذ حمادة لاعتبار هذه الأعراض دالة على وجود اضطراب نقص الانتباه ما يلي: ( أن يتجلى ظهورها قبل سن السابعة، أن تستمر لستة أشهر على الأقل، أن يتوفر ثمانية أعراض على الأقل من الأعراض المذكورة أعلاه، ألا تعود إلى الانفصام أو الاضطراب العقلي الانفعالي أو الإعاقة الحادة، وأن تلاحظ الأعراض في كل من البيت أو المدرسة)، أما أسباب اضطراب نقص الانتباه ، فيرى الأستاذ حمادة أن (هناك فكرتان مرتبطتان ببعضهما إلى حد ما، أولاهما هي أن الاضطراب يتولد ،في الغالب، نتيجة عدم اتزان بيوكيميائي في الدماغ، أما الفكرة الثانية فتتعلق بشذوذ محدد في الدماغ قد يكون مرتبطاً باضطراب نقص الانتباه). ‏ 

مع التشخيص الدقيق لحالة الاضطراب، والاهتمام بالظروف الأساسية أو المرافقة للحالة والوصف المفصل للصفحة النفسية للطفل فيما يتعلق بالصعوبات ومناحي القوة، تبدأ المعالجة التي تكون متعددة الأبعاد ، وينبغي أن يتحقق فيها التكامل بين البيت والمدرسة وأي أوساط لها علاقة مباشرة معه، تتوزع مسؤولياتهم كما أوردها الأستاذ حمادة عبد السلام على النحو الآتي: ‏ 

- التدخلات البيتية : وتستلزم : تعديل الروتين أو البيئة اليومية بغرض التكيف مع التحديات الفريدة للطفل، وتنفيذ تقنيات إدارة السلوك لتغيير أنماط القصور الوظيفي التي قد تكون قد طورت سابقاً، وتتضمن الأساليب السلوكية للتدخلات البيتية عدة تصرفات منها: التعزيز الإيجابي الذي يتراوح بين الثناء اللفظي أو الاحتضان إلى الأشياء المحسوسة.. النمذجة وتتضمن أمثلة يقدمها الآباء على ان تكون قدوة للطفل، العقابيل السلبية للسلوك غير المقبول..وهذه التدخلات بمجملها تفقد فاعليتها خلال الوقت لذلك هناك دائما حاجة للإبداع والابتكار ومقادير هائلة من الطاقة. ‏ 

- التدخلات الصفية : وتتضمن تعديل البيئة وتكثيف التوقعات وتعيين السلوكيات السلبية المحددة ومن هذه الأساليب: إجلاس الطفل في مكان يمكن للمعلم الجزم فيه إن كان الطفل منتبها أو لا، تعديل الروتين الصفي لتمكين الطفل من النهوض على فترات والتجول في الغرفة الصفية (تنظيف السبورة، توزيع أوراق).. استخدام تعليمات مختصرة مصحوبة بمعززات بصرية، جعل عواقب السلوك السيء فورية، توفير فرص صفية يتذوق فيها الطفل لذة النجاح. ‏ 

- التدخلات الدوائية: وقد أصبح اللجوء إليه أسلوبا شائعاً في هذه الحالات. ‏ 

 

اضطرابات النطق واللغة (التواصل): ‏ 

إلى جانب اضطراب نقص الانتباه عند الأطفال ذوي الصعوبات التعليمية، تبرز الصعوبات اللغوية، كنمط للصعوبة من الممكن التعامل معه ، على عدة مستويات يتكامل فيها دور البيت والمدرسة، و اختصاصي المعالجة..وهذا النمط يكتسب أهميته من كونه نمطاً للتواصل (كتابة، كلام، حركات).. الذي عبره سنقوم بتطبيق خطط برامج الدمج..، الأمر الذي تناوله الدكتور موسى عمايرة استشاري اضطرابات التخاطب ـ الجامعة الأردنية في بحثه عن (التدخل المبكر للأطفال المضطربين في النطق واللغة). وفيه يعرف اضطرابات التخاطب على أنها (الحالة التي يكون فيها الكلام شاذاً مقارنة بكلام الآخرين، ويلفت النظر إلى نفسه، ويعرقل التواصل)، ويمكن وصف الناس الذين يعانون من هذه الاضطرابات بأنهم (غير قادرين على قول ما يرغبون قوله غير قادرين على الكلام في الوقت المحدد لهم- غير قادرين على فهم بعض أو جميع ما يقولون)، وهي حالات تعود لأسباب وظيفية أو عضوية، فضلاً عن تأثيرات نفسية من الممكن أن تجعل الطفل منعزلا أو ربما يترك المدرسة... ‏ 

ورأى الدكتور موسى أن الأسرة أول من يلاحظ مؤشرات الخطر، وعليهم عرض الطفل على اختصاصي معالجة النطق، والاضطرابات التي لا تكتشفها الأسرة يمكن اكتشافها من قبل المعلم، وفي حالة وجود اضطراب لأي سبب من الأسباب فإن دور الأسرة والمدرسة مهم جداً في نجاح عملية التأهيل والتقليل من الزمن اللازم لإتمامها، وفي هذا السياق يورد الدكتور عمايرة مجموعة من الإرشادات للتعامل مع الأطفال الذي يعانون من حالات هذا الاضطراب: ‏ 

أولا- إرشادات للوالدين والمعلمين: ‏ 

- معاملة الطفل كأي طفل سوي في الأسرة ‏ 

- توفير أكبر قدر ممكن من التواصل له فلا تستبق حاجات الطفل ولا يسمح له بالمشاركة ما لم يتكلم أو يحاول الكلام أو الإشارة على الأقل، بالإضافة إلى استخدام الوسائل التي تساعده على توفير فرص للتوضيح . ‏ 

- ترك الطفل يتكلم عن نفسه فلا أحد يقوم بالمهمة عنه (الأب ،الأخ ، الصديق..). ‏ 

- التوقيت بعد طرح السؤال علينا الانتظار وإفساح المجال للطفل ليجيب. ‏ 

ثانياً- إرشادات لاختصاصي معالجة النطق والوالدين: ‏ 

- أن لا يقتصر العلاج النطقي على تصحيح الأخطاء النطقية واللغوية لدى الطفل، بل ليشتمل على تنمية المهارات الفونولوجية (علم الاصوات). ‏ 

- أن يعمل الوالدان على التركيز على الأناشيد الإيقاعية ومحاولة اللعب بالكلمات . ‏ 

- فيما يتعلق بالجوانب اللغوية فلابد من اشتمال العلاج على زيادة مهارات الاستيعاب والتعبير اللغوي لدى الطفل. ‏ بالخلاصة: نجد أن إتاحة الفرص للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للالتحاق بنظام التعليم العام، تتطلب دوراً متعدد المستويات يبدأ من البيت مروراً بالمدرسة، فالمؤسسات والجهات الطبية المختصة، وهو دور متكامل متماسك الحلقات، يجب أن نعي أن الإخلال في أي حلقة منها سينعكس بالفشل على عملية الدمج وبرامجه كلها.

تشرين


 
2006-04-06 10:42:53


شارك بالتعليق


-
-

 
خدمات
مواعيد التسجيل
مواعيد المحاضرات
مواعيد الامتحانات
نتائج الامتحانات