شاهدت مقطعا لمسلسل تلفزيوني، يأتي الابن فيه بعد غياب طويل لزيارة مدينته، وتكون مفاجأة سارة للام التي ابتعدت عن ابنها لزمن طويل ..ولم تتوقع قدومه ابدا في ذاك اليوم مشهد فيه من الشحن العاطفي الكثير مما نفتقده هذه الايام.
في ايامنا هذه لا يوجد انقطاع ولا فراق ولا مفاجآت .. فمعظمنا يصطحب الهاتف النقال معه الى الحمام .. والزوجة تعرف موقع زوجها واقترابه من البيت بالدقائق ، والام تلاحق ابنها بالاتصالات في كل خطوات يومه ، والحبيب والحبيبة يكتم كل منهما على انفاس الاخر باتصالات قد تساوي عد الدقائق ..
اصبح كل شيء سهل ، لا توجد في حياتنا تلك المعاناة العاطفية العذبة التي كانت في يوم من الايام تؤجج المشاعر . . حتى الشباب الصغار ينزوي الواحد منهم تحت غطاء سريره ويستطيع ان يتحدث الى من يشاء ساعات وساعات طوال ..
والسؤال هل تقتل الحياة المعاصرة وانتشار التكنولوجيا والوصول السهل للآخر وتطور الاتصالات الى حد كبير يجعل من الممكن التواصل عبر القارات بالصوت الصورة ، الرومانسية التي تعتمد الى حد كبير على الحرمان والمعاناة في حياتنا ..
ما رأيك.. ؟
