حيث سألوني هذا السؤال تذكرت بأني و في كثير من الأحيان أقول لنفسي: كم أتمنى لو أني أعيش في بلد آخر! لو أني ولدت في بلد يقف فيه الناس بانتظام ريثما يصل الباص دون (مدافشة و مطاحشة)، لو أني ولدت في بلد لا تتسبب فيه بضع قطرات من المطر بتشكيل سيول و بحيرات و مستنقعات و يصبح فرضاً على المواطن الاستعانة (بالفواشات و الدواليب و حتى الطوافات) لاجتياز الشارع و الوصول إلى الرصيف هذا عدا عن استخدام (الطناجر و السطول) و كل ما يتوفر في المطبخ من (واعات) لمنع المياه المتسربة من الأسقف بالوصول إلى داخل البيت!

"عندي موعد خاص و ما فيني اتأخر" كان جوابي على سؤال زميلي في العمل الذي وقف مذهولاً و هو المعتاد على أني آلة العمل الألمانية التي لا يوقفها شيء حتى عقارب الساعة التي تؤكد على أن ساعات العمل قد انتهت منذ أكثر من ساعة

أم أنكم تفضلون الـ Good morning و الـ Bon jour على صباح الخير يا عرب؟؟

لا يهم فأنا متأكدة من أنني لست مضطرة لاستخدام لغة عربية جزلى خصوصاً أن معظمكم لا يجيد العربية الفصحى مما يجعل مهمة مخاطبتي مهمة أكثر سهلة..

تسرقنا الدنيا أحياناً..

نغرق في أمور كثيرة تصبح جزءاً من روتين حياتنا بحيث أننا لا نعود قادرين على تمييزها لأنها باتت عادية.. عادية جداً كتناول الطعام وشرب الماء والتنفس..

مساء الخير أو صباح الخير.. أو ربما من الأفضل أن أقول أسعد الله أوقاتك فأنا لا أعرف متى ستصلك رسالتي و لا متى ستقرأها بل حتى لا أعرف إن كنت ستقرأها أصلاً و لا أعرف لماذا قررت أن أكتب لك اليوم بعد كل هذه القطيعة التي كانت بيننا..

ذات المشهد يتكرر في كل عام..

قبل أسبوع يبدأ الجميع بتفقد روزناماتهم و يبدون فجأة اهتماماً ملحوظاً بالتقويم الهجري لأول مرة منذ أشهر طويلة.. الكل يسأل ذات السؤال: "يا ترى بكرا و لا يلي بعده؟؟"

هذه القصة لم تحدث في سوريا وأي تشابه بين أحداثها الخيالية وأي أحداث واقعية فهو مجرد صدفة..

لم أحب الأطباء يوماً!!

صحيح أن جدي رحمه الله كان طبيباً و صحيح أني أعمل في شركة كل زملائي فيها من الأطباء الذين و بعد خمس سنوات من العشرة باتت تربطني بهم علاقات صداقة و أخوة من أروع ما يمكن..

في ذلك اليوم كان اللقاء الأول!!

يوم جديد في العمل و عشرات الإيميلات تنتظر ردوداً.. و مديري يناديني مرة أخرى بين المرة و المرة و أكوام من الورق ملأت طاولتي فكعادته مديري لا يتذكر أوراقه و ملفاته و الأمور التي يحتاجها إلا قبل سفره بساعات مهما ذكرته بها من قبل!!

المشهد الأول:

سأسافر..

خرجت من المكتب ودرجة الحرارة في الخارج وصلت إلى الأربعين درجة مئوية..

لطالما اعتدت الجلوس في مقهى النوفرة من وقت لآخر و أحببت ذلك السحر الذي في طعم كوب الشاي (الخمير) و الذي لا يحلو لي أن أرتشفه سوى في القسم الخارجي من المقهى حيث أستمتع بمنظر المارة و أراقب الزبائن على اختلاف لهجاتهم و لغاتهم و أشكالهم و هم يدخلون و يخرجون و يسحرهم طعم كوب الشاي تماماً كما يسحرني..

البرج العالي والأميرة المحبوسة في البرج والفارس الشجاع على الجواد الأبيض والسيف اللامع في يد الأمير.. ومن ثم قبلة الحياة ويعيشان بسعادة إلى الأبد..

سأمزق صفحة من مذكراتي..

يوم من أيام حياتي..

شيئاً من خربشاتي..

سأنشره أمام عينيك علّك تقرأ..

قلت له: عدني حبيبي.. عدني أن لا تحب امرأة غيري وأن لا تشتاق لامرأة غيري وأن لا تكون لامرأة غيري..

أجابني: حبيبتي.. لأني أحبك.. لأني أحبك كثيراً لا أريد أن أعدك ثم أخلف وعدي..

1 تموز 1997

طلعت النتائج!!

هكذا أخبرتني نسرين على الهاتف فما كان مني إلا أن ارتديت ملابسي و اتجهت إلى مدرستي..

1 نيسان 1997

لا أعرف لماذا اخترت هذا اليوم لأبدأ بكتابة مذكراتي و هو يوم كذبة نيسان!!

تعى ولا تجي وكذوب عليّ

الكذبة مش خطية

وعدني إنو رح تجي وتعـــى

ولا تجـــــــــــــي

راجعين يا هوى راجعين..

يا زهرة المساكين..

راجعين يا هوى..

على دار الهوى..

على نار الهوى راجعين..

كل أهل الحي يعرفون ذلك المنزل الواقع في منتصف حارة الورد.. تلك الحارة الهادئة من حارات الشام العريقة المعروفة بأزقتها الضيقة , و شرفاتها المتعانقة, و محلاتها القديمة الصغيرة , و رائحة الياسمين التي لا تزال تعبق بها باحات أرض الديار .. الكل يعرف ذلك البيت الواقع ما بين منزل أبو هاني العرقسوسي و أبو سمير الحلبي إنه بيت الحجي أبو رامز رجب..

-1-

تعالي معي...

تعالي معي وانظري إلى دمشق..