لم يعد الصمت مجديا ....فأزمة المازوت في عدد من المحافظات السورية تتفاعل منذ أكثر من أسبوع، إذ إن البعض اعتقد أنها طارئة لكن على ما يبدو أنها تتنقل بين المدن والأرياف نتيجة الزيادة في طلب هذه المادة وكأن السوريين الذين يعانون ارتفاع الأسعار المرعب ...
ونشرات الأخبار السياسية القاتلة، لا ينقصهم سوى أن يموتوا برداً من قلة هذه المادة التي أعتبر من يحصل عليها في سورية في فمه ملعقة من ذهب ...وفي الحقيقة أنا لم أتحدث عن أزمة المازوت من فراغ ،وإنما من حقائق رأيتها بأم عيني عندما ذهبت لأحصل على عشر لترات من المازوت من محطة الوقود في منطقة مساكن برزة ، وياليتني لم أذهب ، حيث أني لم أشاهد سوى وحوش من العاملين في هذه المحطة يتعاملون مع المواطن السوري بكل وقاحة، فهذا العامل يصرخ ويسب، وعامل اخر يشتم المواطنين ويضربهم ،ناهيك عن حالات الغش والرشوة
فأحد العمال ضرب مواطن لأنه سأله، لقد حاسبتني على عشرين لترا من المازوت، وقد وضعت لي في العبوة ثمانية عشر لترا لماذا ، فانهال عليه بالضرب هو وزملاؤه ،وكل ذلك للأسف دون حسيب أو رقيب ، فالمواطن الفقير الذي لا يستطيع دفع رشوة للعامل في المحطة يقف من الساعة الخامسة صباحا وحتى الساعة التاسعة مساء للحصول على هذه المادة، دون أن يعرف الساعة التي سيصل المازوت فيها ، وكأن ليس لهم هدف سوى إهانة المواطن السوري الذي لم يكن يوما ذليلا ،فلتر المازوت في الدولة بخمس عشر ليرة سورية ،ويباع في بعض الأحيان بخمس وعشرين ليرة سورية في السوق السوداء
لا نريد هنا أن ننكر أن هناك ضغوطا على سورية يمكن أن تكون هي السبب في خلق هذه الأزمة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ..أين القائمون على محطات الوقود، ولماذا لا يراقب أحدهم توزيع هذه المادة ..ألا يجب ان يحاسب هذا العامل الذي يغش ويتلاعب ، أين وزير النفط من كل هذا، أليس جالسا هو وأسرته في منزله ينعم بالدفء ...أين النداءات المتكررة ..أنه يجب على المسؤول التواجد إلى جانب المواطن لتخفيف أعباء الحياة عنه .. أين النداءات عبر وسائل الاعلام التي تشدد على ضرورة فتح المسؤولين أبوابهم امام المواطن ...ألا يشعر هذا الوزير أن المواطن يقتل كل يوم ألف مرة ، وهو يقف في طوابير طويلة للحصول على مادة المازوت ليمنح بعض لأسرته.
برأيي إن المسؤولية تقع على وزارة النفط في البداية والنهاية، والحل هو توزيع عادل للمواطنين