بداية قبل الحديث عن أي دستور قرأت دستور فرنسا ودستور مصر الجديد ومسودة الدستور السوري ووجدت أن المسودة أقرب للدستور الفرنسي وهذا مؤشر ايجابي فهذا الدستور عصري ومتطور كثيرا فهو يراعي المستوى الطبيعي للحريات ولا يعطي أفضلية لحزب على أخر وينصف المرأة ويعطيها حقها ويحترم حرية التعبير عن الرأي .
لكن بقيت الغصة في القلب بأن بعض مواد هذا الدستور تتنافى مع روح هذا الدستور لماذا علينا دائما القول لو كانت هذه المادة بصورة أخرى تكون أفضل فالدستور هو العمود الفقري لأي دولة فيجب أن يكون قريبا من الصح المطلق ولا يخدم أي فئة على حساب فئة .
المادة الثالثة ، كيف يقول المشرع إن المواطنون السوريين كلهم متساوون في الحقوق والواجبات وفي نفس الوقت يقول إن دين رئيس الجمهورية مسلم ويحرم سوري أخر من هذا الحق وقد يكون هذا السوري قدم للوطن أكثر بكثير من غيره لماذا هذا التحيز ، طبعا الجواب جاهز عند اللجنة أن الأكثرية في سوريا مسلمة والجواب عندنا جاهز سوريا ليست كلها مسلمة فيجب أن تكون المادة الثالثة ( أن يكون الرئيس سوري بما يتوافق مع شروط ترشح الرئيس في مسودة الدستور)
وأيضا في المادة الثالثة الفقه الإسلامي مصدر رئيسي للتشريع والصح أن يكون احد مصادر التشريع بما يتناسب مع الدولة العلمانية المدنية.
المادة 44 حق التظاهر السلمي والإضراب عن العمل مصون ولكن هذا الحق يجب أن لا يخضع لأي ترخيص فكيف ترخص حكومة مظاهرة ضدها والصح أن حق التظاهر السلمي مصون ويجب على المنسقين للتظاهر إعلام الحكومة بالمكان والزمان لتحمي التظاهرات.
وأن لا يعين أعضاء المحكمة التنفيذية العليا تعيين بل انتخاب من القضاة لأنهم سوف يشرفون على جميع الانتخابات
وان يكون حق حل مجلس الشعب لرئيس الجمهورية بالتنسيق مع الحكومة والمحكمة التنفيذية .
هذا ما أتمنى أن يعدل في هذا الدستور قبل إقراره كي لا يضطر المواطن السوري ليطالب بتعديلات مجددا وأدعو جميع المواطنين السوريين أن يشاركوا في هذا الاستفتاء لان المعركة الحقيقية عبر صناديق الاقتراع وليس القتل في الشوارع
وأخيرا هذا الدستور يبقى حبرا على ورق إذا لم يحترم ولم يطبق بحذافيره وبجميع نقاطه وعدم خرق أي مادة فيه، فالدستور كلوح الزجاج إذا كسر مرة لا تستطيع إصلاحه ، فيجب على المواطن احترام الدستور والدولة تطبيقه وقطع أي يد تحاول خرقه .