news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
أهـــذه ....خــيـر أمّــــة ؟...بقلم: ابراهيم فارس فارس

لا أعتقد أن ما جرى ويجري حالياً في بعض الدول العربية ومنها بلدنا الغالي سورية ، هو مجرد تقليد أو رغبة في التغيير ،أو بحث عن ديموقراطية ، أو مطالبة بلقمة عيش كريم ، أو مجرد حركة عشوائية ...! الذي يجري اليوم في بلاد العرب تباعاً، له أسسه وجذوره ومسبباته الحقيقية .
 


وفي الحقيقة ، فإن أي انسان ، يمكن أن يثور من أجل أي من المطالب التي ذكرت ، لكن هذه اجمالاً لا يمكن أ ن تكون سببا ً في تدمير بلد وابادة شعب ، ذلك أنها أمور يمكن أن تحل حتى ولو طال أمد ذلك ..! فهل ثار من ثار فعلاً لأجل ذلك أم في الحقيقة هم ينفذون خطة تدمير وتخريب وضعت ملامحها اسرائيل وبريطانية وأمريكا وتنفذ اليوم تحت مدعى الثورة على الظلم والديكتاتورية بلبوس الجهاد الديني؟ وعلى من يضحك أولئك ؟ . يمكن أن تمر مخططاتهم على البعض المغفل أو المتورط ولكنها لا تمر على بلد أسس على القومية الحق والدفاع عن كرامة أمته و تربى وترعرع على ذلك.
نقبل ألف مرة أن نعيش على كسرة خبز وقليل من الماء ، ورؤوسنا مرفوعة ، من أن نموت ونحن مسلوبو الكرامة .. نقبل ألف مرة أن نموت في مواطن العزة والفخار تحت راية قائد كبشار الأسد حفظه الله ، من أن نعيش في فندق ذي نجوم خمس ونحن أذلاء ومجرد تابعين .. لذلك نجد الكثيرين ممن غسلت عقولهم يفيقون من غفلتهم تباعاً ليقفوا الى جانب القيادة والجيش دفاعاً عن كرامتهم التي استهزأ بها من باعوا شرفهم وكرامتهم من بني يعرب ليحافظوا على كرسي حكمهم تحت ذريعة جهاد مزعوم في سبيل ما ادعوه من محاولة تحقيق العدالة ووصولاً في الحقيقة ليس الى حلم السلام بل الاستسلام مع اسرائيل والذي بدأت أبواق بني سعود الاعلامية تحقنه رويداً رويداً في أذهان الجماهير العربية !! وأي سلام يرتجى من اسرائيل وقد جبلت منذ أوجدها الاستعمار الغربي على الغدر والعدوان وامتهان كرامات الأمم ؟
غريب أمر هؤلاء البغال ... ألا يعلم هؤلاء ان اسرائيل كيان غير شرعي ، اقامته الدول العظمى كي تحقق اطماعها في هذه المنطقة العربية التي يسيل لها لعاب الامبريالية والرأسمالية العالمية ، كي تحقق من خلالها أطماعها السياسية والاقتصادية ، وحتى الدينية والعنصرية ؟
ألا تهتز مشاعر أولئك وترتعش أفئدتهم من هول ما يرونه من ممارسات اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني والعربي ، وأحيانا ً من أجل شيء لا قيمة له ؟
الم يتسلل الى خلد أولئك أن ثمة امة اسمها العرب ، لها تاريخها وموقعها على خارطة الحضارة الانسانية ، تعودت الا تفرط بكرامتها وعزتها التي حباها الله بها ؟
الم يتيقن أمثال أولئك من طبيعة احساس ومشاعر الانسان العربي الذي عاش حياته يأبى الضيم والمهانة ، وحتى لو حصل ما يسمى السلام مع اسرائيل فهل جانبها مؤتمن ؟
غريب ضحالة تفكير اولئك وأمثالهم ، وغريب تقديرهم للأمور حقـــا ً !!
دعونا نتفق على امر هام ، بأن نجيب على الأسئلة التالية ، ثم نقيـّم :
هل اسرائيل كيان غاصب لبلد عربي ام لا ؟
هل اسرائيل قتلت وشردت واغتصبت وهجرت الفلسطينين اصحاب الأرض الشرعيين ، ام لا ؟
هل اسرائيل احتلت وما تزال الكثير من الأرض العربية بدافع من عدوانيتها المستمرة ، أم لا ؟
هل اسرائيل تشكل خطرا ً على وجود الفلسطينيين والعرب والاسلام اجمعهم ام لا ؟
هل اسرائيل قاعدة للامبريالية والرأسمالية العالمية واليد الطويلة لتحقيق اهدافها في نهب ثروات بلادنا والقضاء على تطلعاتنا في ان نحقق وحدة امتنا التي ستحفظ كرامتنا وعزتنا ، ام لا ؟
هل اسرائيل وعبر هذا التاريخ الطويل هي سبب مصائبنا كالتشرذم والضعف والخنوع والتبعية أم لا ؟
هل اسرائيل هي الطامعة ابداً في المزيد من الأرض العربية كي تملـــّكها لشعبها المشتت لتكمل وطنها المزعوم من الفرات الى النيل ام لا ؟
هل تظن ان كيانا ً كإسرائيل يمكن ان يعقد معه سلام حقيقي وأن نكون في مأمن من غدرها الذي جبلت به عبر الزمن ام لا ؟
هل سبق واجتمع العرب والمسلمون بصدق يوماً ولشهر وبقيت اسرائيل على قيد الوجود ؟
ألم يظهر لأولئك أن كل ما يجري من خراب ودمار للحاضر والمستقبل والتاريخ عموماً هو لصالح اسرائيل وما تريده وتحلم به اسرائيل منذ مؤتمر بال في سويسرا أواخر القرن التاسع عشر وحتى اليوم ؟
ألم يكن صمود سورية كإحدى أهم دول المواجهة سبباً في حماية العرب ومنهم دول الخليج من خطر اسرائيل ؟
ألم يخطر ببال أولئك بأن اسرائيل لو انهارت سورية لا سمح الله وهذا لن يحصل لأننا على حق والله ناصر الحق ولو بعد حين فستجتاح اسرائيل بلادهم وتنهب ثرواتها وسيكون من يتبقى منهم على قيد الحياة مجرد عبيد وأجراء رخيصين ان كانوا لا يعلمون؟!
فإذا كان الجواب لا من قبل بعض الحكام ، فإننا ننصح هؤلاء ان يجمعوا جلاجيقهم وينقلعوا من اماكنهم فإن الشعوب والزمن وعدالة الاله لن ترحمهم ، هذا اذا كانوا يريدون النجاة بأنفسهم ! أما اذا كان الجواب نعم ، فعليهم أن يتبصروا ويحسبوا مليون حساب ويعودوا الى رشدهم ويغيروا سياسة التبعية والذل جرياً وراء حب البقاء الذي لن يطول ، وان وجود خلاف حول أمر ما لن يفسد للود قضية ، وكل شيء ما دون الكرامة له حل ، وهو ممكن طالما ان السياسة العامة لهذا الزعيم او ذاك ، حفظت كرامة الشعب والأمــة ، الوطنية والقومية ، بل وحتى الشخصيــة أيضـــا ً ..والله العظيم ، والله العظيم ....لم يعد ثمة مبادىء وأخلاق وايمان بشيء اسمه انسانية في هذا العالم ! أمريكا وبريطانية تتوليان مهمة المحافظة على سلامة واستمرار قاعدتهم اسرائيل لأن ذلك يحقق مصالحهما في المنطقة ولذلك هم على استعداد لابادة امة العرب طالما انها تعارض ذلك ، وكل ما تقوم به لأجل تحقيق ذلك حتى لو أدى لابادة أمة العرب عمل انساني وبشهادة منظمات العالم الانسانية المشتراة طالما أن ذلك في صالح بقاء اسرائيل !؟ بينما أي محاولة من بعض العرب للمطالبة بفلسطين هو عمل همجي وارهابي !!قامت الدنيا ولم تقعد من قبل بريطانية ضد روسية بعد توجيه تهمة لها بقتل جاسوس روسي على أرضها وحتى لو لم يثبت ذلك بالدليل القاطع ، بينما بريطانيا تقتل أو تتسبب في قتل الآلاف في ليبية واليمن والعراق وسورية وكثير من دول العالم المسكينة وكأن من يقتل مجرد حشرات وليسوا بشراً ، فعن أي ديموقراطية وانسانية يتحدثون ؟! بريطانية ـــ ونحن متأكدون من ذلك ـــ تعتبر السعودية دولة متخلفة ومن العصر الحجري لكنها تستفيد منها حيث تصدر لها السلاح وكل نتاج العلم والتكنولوجية لديها مما يؤدي حكماً الى انعاش اقتصادها وتشغيل معاملها وتأمين فرص عمل لمواطنيها مما سينعكس ايجاباً على مسنوى معيشة شعبها بل واكثر من ذلك فهي تسحب منها المليارات ببلاش مقابل انها تقف الى جانب بني سعود وتدعم بقاءهم على كراسي حكمهم وهؤلاء جميعاً باعوا الضمير والكرامة والدين مقابل كل ذلك ! وليس بريطانية وحسب بل فرنسة والمانية وكل الدول الغربية التي تحرص على مصالحها دون أي اعتبار لشيء اسمه الكرامة التي حذفوها من قواميسهم ومن زمن بعيد !! غريب امر امة العرب حقاً فهي ان اختلفت مع شقيق تذبحه وتقدم الغالي والنفيس كي تقضي عليه وتذله تحت مبرر الكرامة والحميّة العربية ، بينما تركع لعدوها طالما ان ذلك يخدم بقاءها تأكل وتنكح النساء وتحتسي بول البعير... !! فهل هذه خير أمة أخرجت للناس فعلاً ؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل ! .
 

2018-04-11
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد