الذين يراقبون ما يحدث في وطننا العربي وخاصة في
بلدنا سورية يعتقدون أن السبب الرئيس هو عدم وجود ديموقراطية في البلدان التي
دمرتها الحروب بينما ينسى هؤلاء أن المسألة الأساس ليست كذلك وليس أي أمر آخر يتعلق
بمصالح الشعوب ، بل معاقبة هذه الدول وخاصة سورية على مواقفها القومية وعدائها
الأزلي لاسرائيل ووجودها اللاشرعي في فلسطين !
سورية تدمر لأن ليس فيها ديموقراطية كما يدعي ممثلو ما يسمى بالثورة ومن يدعمهم
بينما السعودية هي قبلة الديموقراطية في العالم ، ما شاء الله !! العراق يدمر ،
اليمن ، ليبيا كلها دمرت وما تزال لأن حكامها ديكتاتوريون ظلمة بينما السعودية وقطر
ودول الخليج والأرد ن ...الخ والمغرب فهي دول تقدس انسانية الانسان ولا تدعس رقبته
بالصرماية ان تفوه بكلمة ولو جد بسيطة يمس فيها مقام الحاكم المقدس بل وحتى الطفل
المقمط في السرير كما يقولون ان كان من العائلة الحاكمة؟؟!!
ما علينا ...فالذي حصل حصل ، ونحن وخاصة في
بلدنا سورية أمام مرحلة جديدة وجيشنا وبالتعاون مع القوات الحليفة يقضون على بؤر
الارهاب تدريجيا فقضى على كيان و نباح داعش ولم يبق سوى بعض الجحور بانتظار سحقها
وسحق ما تبقى من فصائل ارهابية على اختلاف مسمياتهم . لكننا ما نزال امام تعنت
امريكا ومن يدور في فلكها لاستمرار اشعال نار الفتنة في ارجاء بلدنا ما امكنها ذلك
حتى يتحقق احد أمرين :
1ـ أن يدمروا سورية حجرا على حجر فلا تقوم لها قائمة ولو بعد مائة عام وتنعم
اسرائيل بالأمن والأمان الذي تحلم به منذ تأسست .
2ـ أو أن تنهار الدولة في سورية وتستلم دفة القيادة فيها شلة من المتخلفين التبع
لاملاءات امريكا واسرائيل ومن يدور في فلكيهما وعلى نفقة ادوات رخيصة من بلدان
عربية واسلامية لاعطاء ما يتم اجراؤه بحق هذا البلد صفة الشرعية . وخسئت امريكا ومن
يدور في فلكها أن يتحقق أي من الأمرين ففي سورية قائد وطني لا يستسلم ولا يساوم
وجيش جبار لا ينكسر وشعب وفي مخلص لا ييأس وسننتصر مهما طال الزمان وطالت المعاناة
لأننا مع الحق والله ناصر الحق ولو بعد حين .
انا لم اقرأ في حياتي ـ ومن قرأ فليخبرنا ـ عن ثورة دمرت بلدها وقتلت شعبها . لم
اسمع يوما أن ثورة يقودها خونة ولصوص ! ومع ذلك يسمون انفسهم بالمعارضة !! وهاهم
ادعوا تجميع انفسهم وانقلعوا الى جنيف لاجراء محادثات مع وفد الحكومة . تخيلوا مدى
سخافتهم وهم يشنرطون على من بقي صامدا يقود الجيش والشعب لمواجهة جرائمهم ان يتنحى
اولا والا فلن يفاوضوا ؟! ترى هل كنتم تريدون من السيد الرئيس ان يتصرف كما فعل
سواه فيجمع حقائبه ويخرج في ليلة ما فيها ضوء كما يقال ويترك البلد لقمة سائغة
لوحشيتكم وجرائمكم ؟ كل ذلك لأنكم لا تعرفون ما معنى أن يكون الانسان وطنيا مخلصا ،
وكيف لكم ان تعرفوا وانتم مجرد ادوات مشتراة لصالح اختراع شرق اوسط جديد متصهين
بشرت به وزيرة خارجية امريكا السابقة ويطمحون الى تحقيقه اليوم ؟
انني كمواطن ، اثق بقيادة بلدي واعتز وافخر بصمودها وصمود جيشها البطل ولكنني ارجو
واتمنى ان يتحقق ما يلي :
ـ نحن لم نكن نستطيع لوحدنا مواجهة جيوش جرارة من اكثر من مائة دولة مشتراة لولا
القرار الحكيم الذي اتخذته القيادة السورية بطلب العون من اصدقائنا الروس
والايرانيين ، ليس لأن جيشنا ضعيف بل لضخامة العدد والعدة ومئات مليارات الدولارات
التي تصرف بغير حساب ضدنا ، وبما ان الحرب لم تنته بعد وبما ان اصرار امريكا على
مواصلة اشعالها حتى تحقق اهدافها التي ذكرنا وبما ان السيد بوتين قد يغادر زعامة
روسية عام 2018 وخشية ان يحصل شيء من التقصير في الفترة الانتقالية أو أي تعديل في
المواقف فانني اتمنى ان تحسم الحرب قبل ذلك واتمنى ان تتم اتصالات مع اصدقائنا في
الصين لتقديم الدعم حيث يقتضي الأمـــر وفي الوقت والحجم المناسب .
ـ هؤلاء يدعون أنهم حريصون على وقف الحرب وحل المشكلة ، ومن باب " الحق الكذاب حتى
وراء الباب" فنحن مع هذا الطرح ولكن دون شروط مسبقة وضمن ما يلي :
آ ـ وقف العمليات العسكرية فورا في انحاء سورية والسماح بايصال المساعدات الانسانية
الى كل شبر فيها وعودة جميع المهجرين الى بيوتهم وقراهم وبلداتهم ومدنهم دون اي
عائق وعدم استقدام السلاح لأي جهة كانت وان يتم ذلك باشراف ومراقبة اممية مناسبة ،
وسحب جميع القوى العسكرية التي دخلت سورية دون طلب من حكومتها الشرعية في الوقت
المناسب والذي تحدده الدولة السورية .
ب ـ تشكيل لجنة من الحكومة والمعارضة كما يدعي هؤلاء لصياغة نص دستور جديد وطرحه في
استفتاء عام للموافقة عليه وباشراف اممي
ج ـ اجراء انتخابات برلمانية وباشراف اممي
د ـ اجراء انتخابات رئاسية وباشراف اممي ، وأول المرشحين السيد الرئيس بشار الأسد .
هـ ـ وضع خطة اعادة اعمار شاملة يشارك فيها من يرغب من الدول وكل دولة ترغب في ذلك
يصوت على اشراكها بالبرلمان ، ولا يحق لدول الخليج المشاركة الا بعد ان تدفع ثمن
الضرر الذي ألحقته بسورية ككلفة وتعويضات وبعد موافقة اغلبية الشعب من خلال استفتاء
عام وباشراف ومساعدة من الامم المتحدة.
ويتم وضع برنامج زمني في اجتماع مشترك تراعى فيه سرعة الانجاز ما امكن ، فاما كذلك
واما فلا ، وليذهب من لا يعجبه ذلك الى الجحيم .