لربما نحن الآن في بلدنا لسنا سوى مجرد أشكال كتلك الأشكال في لعبة ( كاندي كراش ) على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك .. نمُر بتلك المراحل ونحن على يقين أنه لا يوجد نهاية واضحة للعبتنا هذه ..
نعي تماماً في كل يوم من أيامنا التي باتت متشابهة بقسوتها وليس بوسعنا فعل شيءٍ ..

 قد تخرج من بيتك وأنت تعلم انك لن تعود له ثانيةً إذا اتتك تلك القذيفة من حيث لاتعلم تماماً كما في اللعبة ولكن بها نملك وقت محدد قبل أن تنفجر .. اجتماعنا سوياً
 في منزل واحد بعد فقدان بيوتنا احياناً قد يكون جيد وكثير من الأحيان ماتنفجر العائلة كلها فجميعهم يُصبحون بانتظار موقف ويكونوا جاهزين لإنهاء اللعبة بينهم  .. وتبحث حولك وتبحث عن أحدهم ليقف معك !!
 أعِدُكَ .. أعِدُكَ .. أنك في هذا الوضع لن تجد ... أو ستجده ولكن بصعوبة .. فقد فرقتنا هذه الظروف وقسوتها جعلت قلوبنا أقسى منها ..

ولكن لربما في اللعبة قد يرسل لك أحدهم تلك الوقفة بجانبك ويُرسل لك ما يسمى ( لايف ) لتكمل مراحل لعبتك .. فهو لن يخسر شيء ولكن قد تسبقه وتصبح بمرحلة متقدمة أكثر منه .. فلا تنتظر ( لايف ) لمدة طويلة .. ابحث عن شخص آخر يهديك تلك الحياة ..
وهل تعلم متى ستكره تلك اللعبة ؟!! حين تقف في مكانك فترة طويلة لا تستطيع المرور إلى الأمام ولا تستطيع الرجوع إلى الخلف ..  وأنت
تنظر حولك وتجد جميع من تعرف في منطقته يخاف أن يتركها لغيره وأمله أن يحصل على المرتبة الأولى أو أحد  المراتب الأوائل .. أن يكون النت  متوافر عندك دوماً شرط لبقاءك متفاعل مع الجميع ..

الفرق الوحيد بين اللعبة وواقعنا أنك لربما في اللعبة بكل بساطة تستطيع إغلاقها نهائياً والبحث عن غيرها إذا ضقت ذرعاً بها .. ولكن مهما القذائف أمطرت بلادي ومهما كثرت الإنفجارات سيأتي يوم تعرفون أن بلدي ليست كاندي كراش !!!
ومهما أصابني بها لا استطيع البحث عن غيرها ومهما حاولت فعلها لن استطيع  ..

لأن بلدي سوريا ليست كسواها فهي ليست بلد نعيش بها فحسب .. بل مهما فعلنا هي من تحبنا .. تعيش بنا .. وتفرح بنا .. وتحيا بنا ...

https://www.facebook.com/you.write.syrianews