كفر حمرة بديلا عن حلب < فرعا للقومي>

لعل  تفاصيل زيارة عصام المحايري رئيس المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي إلى منفذية حلب\الفرع الحزبي في حلب\ تكشف جانبا مهما من الوضع المتردي الذي يواجهه واقع الحزب نتيجة الصراع الدائر على زعامة الحزب بعد أن ضعف تأثير المركز في بيروت على الحياة الداخلية والسياسية للحزب في الشام

وعودة للجولة المذكورة فبعد أن صدم المحايري وأمين سره النائب جوزيف سويد بحجم الرفض والتمنع الذي واجههم من قبل القوميين في فرع حلب وكذلك رفض مجموعة من المقبلين على الانتماء أداء القسم الحزبي أمام المحايري لجأ مسؤول المنفذية--المنفذ العام--  إلى تدارك الإحراج الناشئ بطريق بعيدة كل البعد عن نهج الحزب العريق بمده الفكري والثقافي وتماسكه العقائدي حين لجأ إلى الحل العشائري فاستعان بقرية احد مسؤولي هيئة المنفذية  --ناظر المالية-- الذي استنجد بأقاربه في القرية ليحّضروا حفل استقبال للمحايري وسويد وأرسلت للقرية -- كفر حمرة-- على عجل صور لانطون سعادة وأعلام الحزب كما استدعي عدد من شبان القرية لأداء قسم العضوية وتم تلقينهم نص القسم بسرعة وتعجل وهم لم يطلعوا يوما على مبادئ الحزب ولا علم لهم حتى بأبسط مفردات عقيدته  وكل ذلك ردا على رفض المواطنين المقبلين على الانتماء في حلب أدائهم القسم أمام المحايري

وبعد حفل الانتماء في < كفر حمرة > نحرت الخراف على شرف رئيس المكتب السياسي وأمين السر جوزيف سويد بحضور منفذ حلب   

وقد أثار هذا الأمر ردة فعل حادة في حلب أدت إلى تمرد جديد بين القوميين هناك واعلان العديد منهم مغادرة المؤسسة الحزبية 

تعكس هذه الواقعة التي جرت في سياق احتفال الحزب بذكرى استشهاد زعيمه -8 تموز- لتدلل على المأزق الذي يعيشه الحزب حاليا فقد أعلن معظم أعضاء المكتب السياسي تأففهم من الطريقة التي يهيمن فيها أمين سر المكتب على أعماله وتعطيله لعقد الجلسات وبشكل مزاجي على حد تعبيرهم

كما أن هناك اتجاها واضحا لتحالف وشيك بين كل التيارات المختلفة في مواجهة محايري وسويد الذي يتهم بأنه يحرض جهات مسئولة في دمشق ضد أعضاء في الحزب كي يستأثر بفوائد الانضمام للجبهة 

في حين أن سويد يتهم مركز الحزب في بيروت بفصله من القيادة المركزية للحزب  -مجلس العمد- في وقت سابق تعسفيا وقد عبر أعضاء في المكتب السياسي عقب الاجتماع الأخير عن سخطهم على اتهامات مجموعة المحايري  لهم التي وصلت الى حد اتهامهم  بالعمالة والارتباط الخارجي  

أن ظروفا صعبة تحاصر الجسم الحزبي للقوميين في الشام داخليا  منذرة بانشقاقات وتشظيات يعزيها الكثير من القوميين إلى استعار الصراع المصلحي بين مجموعة المحايري والتيارات الأخرى صراع يبدو حتى الآن يميل سياسيا لصالح المحايري ويميل حزبيا في الرأي العام بين القوميين ضده وسط شعور عارم بالمرارة حتى بين أعضاء في المكتب السياسي الذي يرأسه المحا يري نفسه تجاه ما يشكون منه من فئوية وتهميش  

جهاد عبد الرحيم

من مساهمات القراء