syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
سوريا والميشيلين
مقالات مترجمة

شارفت أزمة الرئاسة اللبنانية على الانتهاء, والمنصب الفارغ منذ تركه لحود يقارب على أن يملأ. فقد دعت جامعة الدول العربية هذا الأسبوع لإيجاد حل فوري ومناسب للأزمة اللبنانية والقيام بالتعديلات المناسبة في دستوره للسماح لقائد الجيش ميشيل سليمان من ترؤس الدولة. كما أنها دعت إلى إطلاق قوة الموارنة في الرئاسة ومنحهم حق تخصيص عشرة مقاعد وزارية لهم في الحكومة الجديدة.


 وستعطى المعارضة بزعامة حزب الله عشرة, بينما ستترك المقاعد العشر المتبقية لتجمع 14 آذار والذي تدعمه كل من فرنسا والولايات المتحدة والسعودية والذي يتزعمه سعد الحريري. وستحافظ الأغلبية النيابية بقيادة الحريري على منصب رئيس الحكومة. وبهذا ستكون المناصب اللبنانية مقسمة على النحو التالي: 1- رئيس وزراء معارض لسوريا, 2- رئيس مجلس نيابي موال لها, 3- ورئيس للجمهورية يعد من مواليها أيضا. ووفقا لهذا التقسيم, ستتوزع القوى بين الخصوم اللبنانيين دون السماح لأحد الأطراف بأن يطغى على الآخرين.

 وقد رأى البعض في هذه التوليفة أنها لا تأتي في صالح السنة في لبنان ذلك أنها أعطت الرئيس اللبناني الماروني قوة أكبر من تلك التي خصصت له منذ اتفاق الطائف في نهاية الحرب الأهلية اللبنانية 1989. ولا يشكل هذا أي إزعاج لسوريا مادام هنالك منصب لأحد مواليها في القصر الرئاسي اللبناني؛ فلو تولى رئيس معاد لسوريا المنصب لكان أصبح هنالك عشرين حقيبة وزارية, بالاتفاق مع الجماعة التي يقودها الحريري, تقف في وجهها.

على الأغلب قالت سوريا "لا " فهي التي طالما أعلنت عن رفضها لأي نظام لبناني معاد لها. والجدير ذكره أن سوريا قد خسرت الحزمة السنية في لبنان التي أخذها الحريري بعد 2005, إذ تكاد لا تعتبر المجموعة المتبقية منهم تحسب لصالح سوريا. ومن أجل إضعاف قوة تجمع الحريري لم تمانع سوريا منح المزيد من القوة لرئيس ماروني موال للشيعة. وهذه الطريقة قد تكون من أجل سحب المزيد من القوة والقدرة على اتخاذ القرارات من تجمع 14 آذار. وقد يكون هذا هو السبب الذي دفع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع لزيارة الفاتيكان قبل شهرين.

وكبداية, لا تبدو هذه التركيبة مرضية لحزب الله وقائد الجيش الأسبق ميشيل عون والذين كانا يطالبان بجبهة تمتلك ثلثا ضامنا/ معطلا ضمن تشكيلة الحكومة. إلا أن ذلك كان رغبة جامحة, ربما أدركوا ذلك فيما بعد, حددتها جامعة الدول العربية. وجاء هذا الحل الذكي ليحتل المكان الأنسب وربما الذي سيعتمد؛ فبموجبه لم تحصل جبهة الحريري على نسبة الثلثين في اتخاذ القرارات, كما لم تحصل جبهة حزب الله هي الأخرى على ثلثها الضامن/ المعطل.

ويبدو أن سوريا راضية عن هذا الحل ونتائجه رغم أن تجمع 14 آذار يقول أنه قد تم التوصل إليه بعد الضغط على دمشق بمساعدة السعودية ومصر, وذلك فقط لأنهم غير راضين هم أنفسهم عنها, لذا فهم يقولون أنها فرضت على السوريين فرضا. فقد ادعوا أن سوريا قبلت هذا الحل بعد أن هددت السعودية بمقاطعة القمة العربية القادمة في دمشق 2008. وهذا عار عن الصحة تماما. فهذا ما أرادته سوريا منذ البداية.

فقد امتنعت سوريا عن القول: "نريد السيد فلان أن يكون رئيسا," وذلك خلال الحملات الانتخابية في بيروت. إلا أنه كان من الواضح جدا أنها لن تقبل بشخص ينتمي إلى تجمع 14 آذار. ومرشحوا 14 آذار لا يمتلكون فرصة كبيرة لتولي الرئاسة بسبب عدم وقوف حزب الله إلى جانبهم. فقد كان المرشحون الحقيقيون ميشيل عون, ميشيل سليمان, رياض سلامة حاكم مصرف لبنان المركزي, وربما ميشيل إده العجوز والمدعوم من قبل البطريرك الماروني صفير. وفي نهاية المطاف, لم يبق سوى ميشيل عون وميشيل سليمان.

هذا وقد اعتقد الكثيرون في بيروت أن سوريا أرادت عون. وقد بدا هذا معقولا إلى حد ما. فعون صديق لحزب الله, وحزب الله بدوره صديق لسوريا. لقد كان هذا الانطباع ما أرادت سوريا تقديمه للبنانيين دون التصريح عنه حرفيا. وهذا ما ضر عون ومنعه من الوصول إلى المنصب رغم كونه مسيحيا. وقد خشي السوريون عونا كرئيس. إذ يمتلك هذا الشخص تاريخا حافلا في معاداته لسوريا, كما أنه معتمد في قانون محاسبة سوريا الصادر عام 2003.

وقد منعه السوريون من العودة إلى لبنان حين كانوا هناك بسبب انتقاده لهم ولحليفهم الأول رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. فالسوريون لم ينسوا ما كتبه عون في التسعينيات للرئيس الأسبق كلينتون قائلا: "حتى ولو كنا نحن (والسوريين) شعبا واحدا, فكل منا لديه قيمه الخاصة والمختلفة, هنالك فرق كبير بيننا."

وكان عون قد قال في مجلة الشرق الأوسط الفصلية عام 1996 في جواب عن سؤال ما إذا كان يكره الولايات المتحدة: "قاتل جدي وأقاربي في الحرب الأمريكية. وولدت أمي في الولايات المتحدة, ولا تزال شقيقتي وعائلتها تعيش هناك. لقد درست في الولايات المتحدة. ولم أكن في يوم من الأيام ضد الولايات المتحدة, ولطالما احترمت الأمريكيين كشعب ديمقراطي يحب تصدير قيمه وحريته إلى الآخرين, مثلنا نحن (اللبنانيون). لا يمكن أن أكون ضد الولايات المتحدة؛ إضافة إلى كوني مرتبط سياسيا معها."

ماذا برأيكم يمكن للسوريين أن يتوقعوا من شخص يحظى بسجل كهذا؟ ولكنه بالرغم من هذا كله, يبدو كمن يعرف ويتقن اللعب السياسي, فهو يدرك أنه كي ينظر إليه الآخرون كشخصية وطنية لبنانية, يجب أن يكسب رضى اللبنانيين مسيحيين وغير مسيحيين على حد سواء. ولما كان تعداد أنصار حزب الله أغلبية, لا يمكن لعون أن ينجز طموحاته الرئاسية دون دعمهم. وفي ذات السياق, يحتاج حزب الله وطنيا مسيحيا ليقف بجانبهم في وجه ادعاءات بأنهم يحاولون تشكيل جمهورية شيعية في لبنان.

أنتجت جامعة الدول العربية بصيغتها السياسية هذه خاسرين ورابحين. فمن برأيكم هو الخاسر ومن هو الرابح هنا؟

الرابح رقم واحد:

ميشيل سليمان طبعا هو الرابح الأول هنا. وذلك بسبب توليه الرئاسة بالإضافة إلى تحليه بقوة وصلاحيات لم يحظ أحد من سابقيه عليها, لا لحود ولا الهراوي. وبمنصبه الجديد, والذي لن يتميز باحتفالاته الصاخبة, سيتحلى سليمان بأثر أكبر في الشارع اللبناني. وخاصة بين المسيحيين بينهم.

الرابح رقم اثنين:

قطعا هي سوريا. وذلك لأنها حصلت على ما تريد, وأظهرت للعالم تأييدها ودعمها للملف اللبناني وهذا كله دون أن تغير سياستها.

الرابح رقم ثلاثة:

حزب الله وزعيمه حسن نصر الله وهو المجموعة المسلحة التي خشيت من وصول أحد من تجمع 14 آذار إلى السلطة. والأهم من هذا كله, القيام بإيجاد حل لقرار الأمم المتحدة رقم 1559 القاضي بنزع سلاحه. كما أنه سيجد حلا للقرار 1701 والذي يبعده عن الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. والسيئ هنا هو دفع وزرائه العشرة للعمل فيما يخص حملة الحريري للفصل السابع من مخطط الأمم المتحدة.

وبالنسبة لسليمان كرئيس فهذا أمر مستبعد. إذ على الرئيس أن يكون صديقا لحزب الله مؤمنا بمهمته لتحرير مزارع شبعا من إسرائيل وغير معارض لقيام دولة ضمن دولة. وعليه ألا يخشى سلاح حزب الله مادام لن يستعمل ضد اللبنانيين.

الخاسر رقم واحد:

ميشيل عون, قائد الجيش الأسبق والذي امتلك هوسا لأن يصبح رئيسا. وذلك ربما سيرا على خطى ساركوزي رئيس فرنسا والذي قال أنه لطالما تطلع ليصبح رئيسا لبلده منذ كان في السابعة عشرة من عمره. يبلغ عون الثانية والسبعين من عمره الآن والانتخابات القادمة ستعقد في 2010؛ وسيكون حينها كبيرا جدا للترشيح لمنصب الرئاسة.

الخاسر رقم اثنين:

إيران وهي التي أرادت عون أن يصبح رئيسا. فهي تخشى نشوء علاقات سورية-أمريكية عن طريق سليمان وعلى حساب طهران. فقد أوضح الإيرانيون في نيسان 2007 أنهم غير مرتاحون لاجتماع سوريا مع أحد في شرم الشيخ ولا حتى بزيارة الأمريكية بيلوسي لها. وقد نشرت تحفظات إيران هذه في صحيفة الحياة السعودية. ولطالما دافع السوريون عن صداقتهم مع إيران.

يجب على الأمريكيين أن يعقدوا محادثات مع السوريين. إذ أن سوريا تعد من الدول المعتدلة كما أنها لا تمتلك تاريخا لمعاداة لأمريكا. ويمكن للسوريين أن يحاوروا الإيرانيين ودفعهم لاتخاذ مسلك أفض كما كانت قد فعلت عام 2007 لتحرير البحارين الخمسة عشر البريطانيين وذلك بطلب من طوني بلير. يخشى الإيرانيون سليمان من أن يكون صلة بين دمشق وواشنطن. إلا أن هذا الموقف ليس بآمن ولا دائم. إنه مجرد قلق عابر ينتاب الإيرانيين حاليا.

الخاسر رقم ثلاثة:

تحالف 14 آذار فهو لم يخسر فرصة تولي أحد أعضائه منصب الرئيس, بل توجب عليه القبول بعشرة مقاعد حكومية تمنح إلى رئيس موال لحزب الله. فقد اعتبر هذا التحالف نفسه أنه قدم تنازلا كبيرا بقبوله سليمان كرئيس, مما يجعله يتخلى عن سنتين أخرتين في ظل رئيس سيمنع أي قرار ضد سوريا.

المسيحيون فازوا. السوريون فازوا. حزب الله يفوز..

بقلم : سامي مبيض -  آسيا تايمز

ترجمة طريف الحوري - سيريانيوز

2008-01-08 20:25:43
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
Milano2008-01-09 15:23:55
ياريت!!!
الحق يقال التحليل منطقي وواقعي ويبرز قوة السياسة الخارجية السورية التي تتميز بقوة كبيرة أكبر من القوى العالمية.لكن نتمنى والتني هنا صعب ان تكون السياسة الداخلية بنفس الزخم والقوة,لكن ياريت تبقى حلم المواطن السوري من الداخل والخارج.كم كنت اتمنى ان اسمع عن التطورات الداخلية والتي تمس حياة المواطن السوري وعن التصدي لاشكال الفساد وتطوير البلد لتصبح اقوى بك
-سوريا