لقد سررنا منذ أعوام بإطلاق المصرف العقاري خدمة الصراف الآلي و سعدنا بقرب حلول زمن جديد لخدمات الزبائن و تسهيل المعاملة والاهتمام بزبون المصرف .

و لكن هيهات هيهات فكيف لحكومتنا آن تهنئ من غير أن تنغص معيشة المواطن و تزيد همومه على هموم و حتى بأتفه الأشياء المتوفر في دول لا تعتبر افضل من سوريا بأي شيء
يوم 1-5-2007 الساعة 6 مساء بدمشق بدأ سباق المارثون الغريب من نوعه في العالم و قد بدأت جموع من المواطنين تتسابق الى امكنة توضع الصرافات الالية التي تتبع للمصرف العقاري و المصرف التجاري .

و بدأ الازدحام فمن يريد ان يقبض راتبه و من يريد ان يسحب بعض الاموال التي يريد ان يصرفها لأمور اخرى و من يريد ان يسحب نقودا من اجل سفر و مثلي الكثير وثقنا بصرافات العقاري و تحملنا تعطلها الكثير و اعتذاراتها الجميلة ( عذرا الجهاز خارج الخدمة مؤقتا ) و قد تمتد كلمة مؤقتا إلى ساعات و ربما لليوم التالي أو أكثر .

ماذا يفعل من اضطر لمبلغ من النقود و هو قد اعتمد على الصراف لقناعته بأنه موجود بأي وقت يشاء و أن لم يكن الصراف الآلي بالمرجة ذهب إلى الصراف الآلي بالحريقة و أن لم يعمل بالحريقة ذهب إلى مقابل فندق الشام و لكن ما ذا تفعل ان تنقلت انت و جموعا عديدة من المواطنين بين جميع الصرافات في دمشق للحصول على راتبك أو لسحب مبلغ من المال تحتاجه بشكل مضطر و لم تجد صراف واحد يعمل ما الذي يمكن لك أن تتخيله و انت بهذه الحالة لك رصيد بالبنك و قد أمنت و الأمان بالله انك متى اضطرت تستطيع أن تسحبه أو انك موظف و يضعون راتبك بالمصرف تحت شيء اسمه التوطين المصرفي.

 أنا عن نفسي استطيع و بكل حرية نقل حساباتي البنكية من المصرف العقاري أو التجاري إلى أي بنك أخر خاص يحترم الزبون و يفتح أبوابه لاستقبال المواطنين حتى الساعة السادسة أو الثامنة مساء و ليس حتى الواحدة و النصف و لكن ماذا عن الموظفين الذين اجبروا على توطين رواتبهم عبر المصارف الحكومية و لا يستطيعون سوى الركض من صراف إلى صراف للملمة ألفين من هذا الصراف و ألف من هذا و ثلاث ألاف من صراف أخر لماذا يضاف علينا نوعا جديدا من المشاكل و الهموم اليومية و الحياتية و لماذا و لماذا و لماذا ؟؟؟

ان لم نكن جاهزين لتقديم خدمة جيدة فيجب أن لا نقدمها و للعلم لم استطيع ان اسحب بعد اكثر من ساعة نصف من الجري وراء الصرافات الآلية بدمشق سوى 7000 ليرة و العديد جدا ممن كانوا يركضون معي بهذا المارثون لم يحالفهم الحظ و أجلو ركضهم إلى صباح اليوم التالي بانتظار أن يقوم المصرف المختص يملئ معدات صرافته الجائعة

و لقد بداء المارثون اليوم التالي الساعة 10 صباحا بعد أن بدأت الصرافات بالشبع و رأيت ظاهرة اعتقدت انها بدأت بمغادرتنا من فترة و هي الوقوف على الدور و لكن هذه المرة الوقوف على دور الصراف الآلي لقد رأيت ذلك بالصرافات العقاري و التجاري أمام مقسم النصر و أيضا أمام مدخل الحريقة و أيضا في ساحة المرجة فقررت أن الحق البنك قبل ان يقفل أبوابه فدوره اضمن من دور الصراف على الأقل تنتظر و أنت جالس يا هل ترى هل من مجيب أم تعودنا على أن نسمع و نضحك و نسكت !!!؟؟؟

لا اعرف من الجهات المعنية لكنني متأكد إن إدارة المصارف ووزارة المالية هي المسئولة بالدرجة الأولى و يا حبذا لو تقوم كل مؤسسة تقرر توطين راتب موظفيها بإحضار صراف آلي خاص بها و تضعه ضمن بناء مؤسستها احتراما فقط لموظفيها ام أن الميزانية لا تسمح او لا يوجد بنية تحتية تساعد و حبذا ايضا ان يتم تدريب الموظفين بشكل جيد على طرق التعامل مع هذه البطاقة السحرية التي تخرج لك أموالا كي لا يتعرض احد لمحاول نصب .

فلقد طلب مني اكثر من ثلاثة أشخاص سحب رواتبهم و أعطوني بطاقتهم و أنا على الصراف و أعطوني الرقم السري لمحاولة إخراج النقود من قلب هذه السحارة كما سموها و هو اسم حقا يليق بها عندما يكون لا فائدة لها لجهلهم بطرق التعامل مع هذه الحضارة المتخلفة بجودة الخدمة أشكركم و على أمل مشاركتكم بالمارثون القادم

عمر كوكي