أسقط في يد العلماء وهم يسعون للتخلص من المصابيح الكهربية الحديثة الموفرة للطاقة
بعد احتراقها وهي التي تحتوي على كميات ضئيلة من عنصر الزئبق الذي يمثل مصدرا
للسمية في البيئة.
ورغم سمية الزئيق الا
انه عنصر اساسي في تركيب معظم المصابيح الكهربية الحديثة الموفرة للطاقة التي يسعى
انصار الحفاظ على البيئة وبعض الحكومات على استعمالها لخفض استهلاك الطاقة
الكهربية.
وتشير تقديرات أمريكية
إلى ان ما يقدر بنحو 150 مليون مصباح قد بيعت في الولايات المتحدة عام 2006 وتحاول
الشركات بيع نحو 100 مليون مصباح في العام الجاري وهو الامر الذي يثير قلق انصار
البيئة والعلماء اذ ان هذه المصابيح تستقر في سلة المهملات ومكبات القمامة في نهاية
المطاف.
وللزئبق آثاره السامة
المعروفة على الجهاز العصبي للانسان وعلى الكليتين والكبد ويمكن ان يسبب الوفاة اذا
تعرض شخص لكميات اكبر منه.
وتقول جهات رقابية
صناعية أمريكية ومصانع وانصار الحفاظ على البيئة انه نظراً لأن المصابيح الكهربية
الحديثة تحتاح إلى قدر اقل من الطاقة الكهربية بالنسبة إلى المصابيح التقليدية
فانها تقلل من الحجم الاجمالي للزئبق في الغلاف الجوي من خلال خفض الانبعاثات
الناجمة عن محطات القوى التي تعمل بالفحم.
ويقول العالم الحكومي
ستيف ليندبرج ان بعض الزئبق المنبعث من مكبات القمامة ومواقع ردم المخلفات يكون في
صورة ميثيل الزئبق وهو مركب غازي يمكن ان يدخل ضمن السلاسل الغذائية المختلفة بصورة
اكبر من عنصر الزئبق غير العضوي الناشئ مباشرة عن المصابيح الكهربية المكسورة أو
المحترقة أو حتى من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم.
ويقول ليندبرج وهو
استاذ متفرغ لدى معمل اوك ريدج القومي التابع لوزارة الطاقة الأمريكية “ان التخلص
من اي مواد ملوثة بالزئبق في حفر الردم يبعث قدرا كبيرا من القلق في نفسي”.
وتبلغ كمية الزئبق
الموجودة في المصباح الكهربي الواحد نحو خمسة ميلليجرامات في المتوسط، وهي كمية
يمكن وضعها على قمة سن اي قلم جاف وفقا لبيانات وكالة الحماية البيئية الأمريكية
وتلتزم المصناع بان تظل هذه القيمة عند خمسة إلى ستة ميلليجرامات لكل مصباح.
وقال ستيف جولدماتشر
المتحدث باسم شركة فيليبس ان معظم المصابيح التي تنتجها الشركة تحتوي على اقل من
ثلاثة ميلليجرامات من الزئبق وتتراجع القيمة إلى 23,1 ميلليجرام في بعض الانواع.
وتؤيد مؤسسات اوروبية
ومصنعو مصابيح ومنظمات اخرى اللجوء إلى اعادة التدوير في محطات تجارية ومواقع اعادة
تدوير النفايات للتخلص من الزئبق ومنعه من الوصول إلى مكبات القمامة. وتقبل بعض
متاجر التجزئة مصابيح الزئبق المستخدمة.
وعلى سبيل المثال تمتلك
سلاسل شركة ايكيا السويدية للاثاث المنزلي مكبات مجانية في جميع فروعها وعددها 234
فرعا منها 29 فرعا بالولايات المتحدة وحدها ويقول المسؤولون ان الاقبال كان ضعيفا
في البداية على استخدام هذه المكبات الا انه زاد فيما بعد.
ووجهت الدعوة إلى شركات
اخرى لصناعة المصابيح للمشاركة في جهود رصد المخلفات الزئبقية في المخلفات الصلبة
واعادة تدويرها.
ومن بين مشاكل اعادة
التدوير انها ليست اقتصادية لأن قيمة المعادن والزجاج والزئبق الناتج من عملية
التدوير لا يكافئ تكاليف العملية وانه يتعين على جهة ما ان تسدد الفارق.
وتشير التقديرات إلى ان
تكلفة اعادة التدوير تصل إلى 20 و50 سنتا للمصباح الواحد فيما يباع المصباح بنحو
دولارين أو دون ذلك.
ومن بين المشاكل الاخرى
هشاشة المصابيح ومحتواها من الزئبق.
ولم تضع الولايات
المتحدة اي خطة لاعادة التدوير ومن بين البدائل المتاحة قيام اجهزة الحكم المحلي
والمصانع وبرامج المكبات ومتاجر التجزئة بجمع المصابيح المحترقة.
ويقول ليندبرج الذي يعيش في كاليفورنيا “لدى مصابيح موفرة للطاقة في جميع ارجاء
المنزل. لم يحترق اي مصباح منها بعد وليس بوسعي ان اقول كيف سأتصرف عند احتراقها
إلا انني لن ألقي بها في سلة القمامة”.
المصدر: دار الخليج