syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
الرفض سمة الشباب والمراهقون العرب الأكثر «تمرداً» ...
كرت أصفر

الشباب العربي يشعر بأكثر من رغبة بالصراخ، إنه مشحون بطاقة الرفض والتمرد» هذا جزء يسير مما ورد في دراسة صدرت أخيراً عن مركز دراسات الوحدة العربية تحت عنوان «الشباب العربي ورؤى المستقبل».


بالطبع، الشباب هو السن الطبيعية لرفض كل شيء والتمرد على القوانين والنظام والمجتمع والبيئة. إلا أنّ الظروف التي يعيشها الشباب العربي، من أوضاع اقتصادية سيئة وظروف اجتماعية كالشعور بالتهميش، تزيد من حدة هذا الميل. في هذا الملف نعالج مسألة الرفض عند الشباب في سورية والعراق والسعودية ومصر وغيرها من الدول العربية.

< «لا» يقولها الشاب بالفم الملآن قبل التفكير حتى بالطرح المترامي اليه. «لا» واحدة تختصر عشرات اللاءات التي تدور في رأسه: لا لعمر الرشد الذي يدق باب طفولته، «لا» للواجبات المترتبة عليه، «لا» لسلطة الأهل التي ستحاسبه على أخطائه «مثل الكبار»، «لا» للهموم المدرسية التي تلوح في الأفق، «لا» لمشكلات «العجزة» التي ترافق عمر العشرين عادة وتدفن المراهقة بعيداً.

لاءات كثيرة تهدر في رأسه اليافع وتجعله كرة ملتهبة من الرفضية التي تكاد تتعمم على كل ما يحيط به.

إثبات للوجود

الرفض حال إثبات للوجود، تبدأ لدى الطفل في عمر الثالثة تقريباً حين يتعرف على كلمة «لا» التي تسمح له بالتميّز عن اهله، لا سيما عن امه. فيستمتع بهذه السلطة التي منحه اياها حرفان فقط، ويستعملها كيفما يشاء وأينما يشاء... حتى لو اضطر احياناً الى مناقضة نفسه في ما يقول.

وهو يبدأ صغيراً بعصيان الأوامر ليؤكد استقلالية شخصيته النامية... ويستمر في لاءاته إلى ما بعد عمر المراهقة حتى يبدأ دخول سن الرشد، أو على الأقل، سن السلام مع نفسه.

كلمة «لا» تتحول سيفاً حاداً بين يديه، يقضي بواسطته على كل ما يشكل تهديداً لاستقلاله وفق وجهة نظره. وهي تساعده بقوة في ثورته المراهقة التي تجعله يرفض كل شيء تقريباً من دون استثناء. يكفي أن يقول الراشد «ابيض» ليصرخ هو لا شعورياً اسود... وهكذا دواليك.

ولا تأتي هذه الـ»لا» من العدم او لمجرد الرغبة في المعارضة، بل تجد جذورها في عدم الرضا النفسي والداخلي الذي يشعر به المراهق. فهو يشعر بالانزعاج ولا يعرف السبب، يحسّ بضيق التنفس من دون ان يدرك ان السبب هو بالتأكيد التبدلات الهورومونية التي تتفاعل في جسمه اليافع. اضف الى كل تلك الاسباب، صراع الاجيال الحتمي بين الاهل والاولاد، وهو صراع يرتكز في اساسه على هذه اللاءات من الطرفين.

لا للسلطة العليا

يتوجه رفض الشاب او المراهق اولاً واخيراً الى السلطة الاعلى منه التي تقيّد تصرفاته، اكان في العائلة ام المدرسة ام حتى الدولة. فهو يرفض الانصياع لكل القرارات العائلية التي يعتبرها تعسفية لأنها تحدّ من حرية تصرفه، ولا سيما منها قرار «منع التجوال» المنزلي الذي يسري مفعوله بعد الواحدة فجراً او قبلها بقليل، معتبراً ان من حقه السهر حتى الفجر ان اراد... وهو يفعل ان تُرك وشأنه. كما يرفض ترتيب غرفته «لأنه هو حرّ في شأنها»، يرفض ارتداء ملابس تمتّ الى الذوق بصلة... حتى لو كان من بعيد، لأنه حر في اختيار الوانه وبنطلوناته التي تكبره 4 مقاسات، يرفض قص شعره لأن رأسه ملك له، ويقرر اخيراً وليس آخراً، وضع قيراط في اذنه اليسرى... وليست اليمنى والا حمل الامر معاني خطيرة.

هذا في البيت، اما في المدرسة فيقرر السخرية من الاستاذ خلال الحصة المدرسية... لأن هذا الاخير لا يحسن لجم التلاميذ في الاساس. ويرفض ارتداء الزي الموحد لأنه ليس «كول» cool، ولا مانع لديه ان طُرد من الصف لأنه سيثبت لرفاقه ان شخصيته قوية وليس «بلّيع دروس»، ناهيك بأنه يصدر قرارات اعدام بحق كل الناظرين والاساتذة من دون استثناء ومهما علا شأنهم لأنهم «في الجهة المقابلة».

ويندرج رفاقه ضمن فئته، اذ يكفي ان «يُضطََهد» احدهم من الادارة المدرسية او يتعرض للإنتقاد من احد الوالدين حتى تحوطه فوراً هالة من الاحترام اللامحدود.

اما الـ «لا» الموجهة الى الدولة فتتضمن رفض كل القوانين التي يعتبرها «جائرة» بحق الشباب، على رأسها تحديد سن الرشد بالثامنة عشرة وكل ما يمت الى قوانين السير بصلة، ولا سيما منها منحه رخصة السوق في ذلك العمر... «لأنه راشد في الخامسة عشرة ومن دون تصريح رسمي»، كما يردد دوماً!!

كما ان اعمال الشغب التي طاولت اخيراً عواصم ومدناً اوروبية كثيرة دلّت الى الرفض الشبابي للسلطة وقراراتها وعدم تفهمها للمتطلبات الشبابية.

رسائل من حرفين

 وقد تحمل هذه الـ»لا» ايضاً في طياتها جملة من الرسائل التي يريد منها المراهق اجوبة محددة، لا سيما المراهق العربي الذي يشعر بالضياع بين هويتين: هويته العربية المتأصلة في عاداته وتقاليده وإرثه الاجتماعي المتجذّر في باطنه، والهوية الغربية التي تجذبه بقوة عبر مفاهيم الحرية الشخصية والاجتماعية التي تحملها في طياتها، اكان عبر الموسيقى الصاخبة ام الافلام الغربية حتى التكنولوجيا العصرية التي باتت جزءاً لا يتجزأ من حياته اليومية.

وتجد هذه الهواجس صداها خصوصاً عند الفتيات العربيات اللواتي لا يتمتعّن بقدر الحرية الذي يمتاز به الشاب الشرقي مهما كان عمره صغيراً، واللواتي يشتممن عطر الحرية على الانترنت عبر الـ «تشات» او على رسائل «اس ام اس» على الهاتف الخليوي.

والمراهق، أكان ذكراً أم أنثى، يأبى ان يطلب اي توضيحات عن قلقه او هواجسه، خوفاً من كشف نقاط ضعفه الى العلن، خصوصاً انه يشعر بأنه ليس موضع ثقة من اي جهة خارجية او عائلية. كما انه يرفض تلقائياً كل ما يكون غير مبرر وغير مقبول منطقياً.

فالـ» لا» قد تعبّر عن الخوف الذي يعصر قلبه من نواح عدة. خوف من خوض مغامرة مدرسية جديدة او صف مدرسي جديد، او منزل جديد مع ما يرافقه من وحدة وانعدام الأصدقاء، خوف من تبدّل الروتين اليومي الذي يبدو آمناً بالنسبة اليه، خوف من الموت ومن الوحدة وافتقاد الأمان خصوصاً اذا توفي احد افراد العائلة، خوف من خسارة شخص او شيء مهم في حياته....

وغالباً ما تتضمن هذه الـ»لا» ثورة على ما يعتبره المراهق ظلماً في حقه، اذ ان صعوبة المراهقة تجعله يميل الى اعتبار نفسه ضحية كل شيء، اكان نظاماً اجتماعياً ام عائلياً ام مدرسياً. الا ان هذا الميل قد يتحول مرضياً متى كان متطرفاً وهو يدعى بالانكليزية oppositional defiant disorder ، اي انه يتناول تحدي كل سلطة راشدة مهما كان مصدرها، وقد يشكل خطراً على نفسه او على غيره احياناً كثيرة، ما يجعله يتطلب علاجاً نفسياً ضرورياً.

وتشير الدراسات العلمية الغربية الى ان نسبة تتراوح بين 5 و15 في المئة من المراهقين الغربيين، مصابة بهذا المرض لأسباب عدة ، أبرزها بيولوجية وبيئية.

لاءات ايجابية

مما لا شك فيه ان «لا» المراهق حق مكتسب في التعبير عن نفسه، لن يقبل ابداً التخلي عنه... خصوصاً انها تأتي احياناً كثيرة ايجابية، خصوصاً ان مراهقي القرن الحادي والعشرين يتميزون بدرجة وعي اكبر واعمق من مراهقي القرن الماضي، على ذمة دراسة اجتماعية اميركية فريدة من نوعها، نشرت نتيجتها في مجلة health psychology، بعدما أجريت على دفعتين وتناولت 3500 تلميذ في الصفوف المتوسطة في المدرسة نفسها.

الدراسة أجريت للمرة الاولى عام 1980 وطرحت ستة اسئلة تتعلق بالتدخين، ثم تكررت مرة ثانية عام 2001 على شريحة طلاب خضعت للأسئلة نفسها في المدرسة ذاتها. فتبين ان عدد التلاميذ الذين لم يدخنوا ابداً ارتفع بنسبة 45 في المئة في المرة الثانية فيما تدنى عدد المدخنين من 15 %الى 11 %في الدفعة نفسها ايضاً... اي ان المراهقين بعد عشرين سنة يحسنون قول «لا» للسيجارة مهما كانت الاغراءات التي ترافقها قوية

كما ان مراهقي هذا القرن يحسنون ايضاً رفض غالبية الاغراءات التي تلحق الضرر بصحتهم، لا سيما منها المخدرات والكحول والعلاقات الجنسية غير المحمية... وتؤكد هذه الارقام ان المراهقين العصريين يدركون متى يقولون «لا»... وحتى ان قالوها تحديّاً، فإنهم يحملّونها دوماً رسالة يجب على المستمع إليها إدراكها.

 

 

 المصدر : دار الحياة


2006-07-11 15:52:36
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
أيمن أكرم ناصر2009-09-11 12:00:24
الدول المتقدمة تحاول إيجاد الحل
سيريانيوز شكرا لهذا المقال المهم و أحب أن أقول أن الدول المتقدمة بدأت بإيجاد حلول لمثل هذا التمرد السلبي بوضع مرشدين نفسيين و اجتماعيين محترفين جدا في المدارس لمساعدة المراهقين في التخلص من هذه السلبيات و حتى بدأو بتغيير النظام الدراسي بما يتناسب مع اهتمامات الطلاب في هذا العمر وفرز الطلاب حسب المواد التي بهتمون فيها و تدريس الاساسيات فقط من المواد التي لا يحبها الطالب و حاولوا عن طريق التلفاز تقديم برامج و أفلام تظهر بشكل مباشر أو غير مباشر للمراهق مدى خطورة التمرد السلبي على حياته..
سوريا
ALMOHIB2008-08-18 02:20:10
مرحبا
أنا معكم جميعا ولكن أعتقد أن هذه الفترة ستمر مع أغلبية الشباب ومن الطبيعي جدا الرفض والتمرد في هذا الوقت والحل هو في ان ثقافة الشباب هي التي ستدفعه إلى العمل الصحيح والأغلب عندما تمر هذه الفترة سيعلم كيفية التخلص من المشاكل جميعهاوفي جميع الأحوال هي فترة ليست بكبيرة
سوريا
leo il duce2006-07-17 16:15:22
ادعوالله أن أكون نزيها
و كيف رح تنعاد..؟؟ لأ إنشالله صرناعن هيك أيام بعاد...على فكرة، نزلت 3 تعليقات متوالية على صفحة "الرومانسية في وجهتي نظر متناقضتين" على سيريا نيووز، اتطلعو على آخر فلسفاتي و اضحكو شوي...و قولولي شو رأيكن فيها، صح و لا غلط
beneath the soil
فتاة الشرق2006-07-17 11:27:01
leoوالك يا
عجبتني هي,دليل على المرونة... والله ذكرتني بدرس فيزياء بالتاسع..... رحم الله ايامه,ولااعادها.... اركز على الجملة الاخيرة!!! و بالنسبة للنزاهة,فاحمد ربك على انه لم ينقرض جميع من تمتع بها... حاكم بتعرف هالايام....ما بدا اتنين يحكوا فيا!!!!!!
-Syria 4 ever!but,sorry.....in Ukraine
leo il duce2006-07-16 22:07:11
إلى فتاة الشرق مرة أخرى
أعوذ بالله! لا و الله مانو مسخرة، و ربي شاهد و عالم بالقلوب. و على فكرة، السيد مشاهد فتل 180 درجة و هادا دليل على المرونة و تقبل الطرف الآخر؛ شكرا إلو على النزاهة
Suriyah/Al Ladhiqiyah
فتاة الشرق2006-07-16 18:02:55
الى مشاهد,و الك كمان leo
الظاهر اني فهمتك غلط !! بس انتا اتهجمت على الشباب بشكل, ما قدرت ما رد عليه ,و يمكن هي وحدي من سلبيات الشباب ! على كل حال, فهمنا بعض, يعني ما بيناتنا! وشكرا الك يا leo il duce ع الرد الحلو .... بس طبعا اذا ما كان مسخرة!!!!!!!
-Ukraine
leo il duce2006-07-16 15:54:18
إلى فتاة الشرق
ملاحظة ذكية...يا ريت كل العالم متلك
-Suriyah/Al Ladhiqiyah
واحد2006-07-16 15:23:07
مشاهد..
أغلب الأهالي بيفكرو أو بيدعو أنو الولاد مانن بشر و لا عندن احساس، و ما بفهمو إلا بالعياط و القتل. بس ليش هالفجوة العاطفية بين الجيلين؟ لو بس بتعرفو أنو المراهق انسان يمشي على شعرة، وأنو المراهقة، متل ما تفضل "مشاهد" و قال، مرحلة غير بهيجة كما توحي على الاطلاق. و إذا كان الشخص عم يتوجع، طبيعي نسمع صريخو، لأنو الانين قليل ما بيلاقي آذان صاغية
-
مشاهد2006-07-16 14:13:47
توضيح لفتاة الشرق
حقيقة لا أتهجم على المراهقين ولا أتكلم بصفة المراقب عن بعد،فكلنا مررنا بهذه المرحلة العمرية ونعي تماماً كنهها وإنما ألقي باللوم على من لا يحسن التعامل مع فلذات أكباده ويقوم بالتوجيه الصحيح عندما يكون المرء أحوج ما يكون للنصح ليتمرد ويصبح ناقماً على كل ما حوله وأكثر المتضررين حينها الأهل الذين استخفوا بحساسية المرحلة وما يجب تقديمه خلالها لأبنائهم.
-سوريا
فتاة الشرق2006-07-15 15:05:44
الى مشاهد,و تفهم ل leo
اكيد انتا الجار اللي كان بيصيح على الشباب!!!... مزحة! يعني لو كان في ملاعب بالبلد,بتتصور الشباب بيتركوا و بينزلوا يلعبوا بالشارع? بس يا حسرة!! و يا leo il duce الحق معك,بس بدك مين يفهم...
-Ukraine
leo il duce2006-07-15 11:32:33
الفهم بداية الحل
ليس الهدف أن نبرر سلوك المراهقين، و إنما أن نفهمه بدلا أن ندينه بكل سطحية و بساطة
Suriyah/Al Ladhiqiyah
مشاهد2006-07-12 13:50:49
من غير دف عم نرقص
أسرد فأقول:لا يصح أن نبرر وتحت أي عنوان قلة أدب المراهقين.بالأمس وفي منتصف الليل بشارع صلاح الدين بركن الدين إرتأت ثلة من المراهقين لعب الكرةفي وسط الطريق ذوالإتجاهين.فتارة تسمع التشحيط والسب،وطوراً رطم الكرة للسيارات الراكنةعلى الجانبين لتبعجها،وأخرىصوت أحد الجيران يتوعدولا حياة لمن تنادي،فهل هذه الوقاحة مبررة تحت عنوان الرفض.أين رجاحة العقل سمة للشباب
-أرفاض
leo il duce2006-07-11 21:12:32
لنتأمل قليلا
كلام صحيح إلى حد بعيد، و لو أنه مزعج. لكن علينا أن ندرك شيئا جوهريا حول هذا الرفض؛ بغض النظر عن الدوافع، هل له ما يبرره من محرضات من جهة الطرف المقابل؟ و هل حاجتنا إلى وجود الإله تنفي وجوده بالضرورة.....برأيي الشخصي، لا يوجد مقاصد طاهرة عند أي منا، و عليه فإن "لا" أو "نعم" هما وجهان لعملة واحدة. الأهم هو وضوح التفكير قبل كل شيء، و الصدق مع الذات
-Syria/Latakia