اختلف
الاحتفال بعيد الفصح هذا العام عن سابقيه من أعياد سنوات الأزمة، إذ أن بعض مظاهر
العيد عادت، فالزينة والبيض والإنارة، غدت متواجدة أكثر هذا العام، وهذا ليس دليل
على أن الناس فرحة، بل أنها دليل على أنها تعبت من الحزن، وفق ما رصدت سيريانيوز من
آراء وتعليقات..
مظاهر عيد الفصح بدأت بالعودة
إلى دمشق.. وقد بدا الأمر واضحا من خلال التوافد الكثيف للمصلين إلى الكنائس منذ
يوم أمس, وعودة فرقة "الكشاف" التابعة للكنيسة إلى ألقها بعد غياب 4 سنوات, حيث
بدأت البارحة بالخروج من الكنائس وجابت الشوارع, مع تزيين الكنائس بالأزهار والشموع
احتفالا بالعيد , بحسب مارصدنا من تعليقات أهالي.
بينما كانت في السنوات السابقة
من سنوات الأزمة تقتصر فقط على الصلوات, والاتصالات الهاتفية
لتبادل عبارات التهنئة مع الأصدقاء.
وطقوس العيد وعاداته تعود إلى
أزمنة غابرة من تاريخ الدين المسيحي, وحتى العادات والطقوس تغيرت مع الزمن وتجددت
وبعض منها بقي والبعض الآخر تغير، والتي
تبدأ بأداء الصلاة صباحا من الساعة 9,30 حتى 11 ثم العودة إلى المنزل, وفي المساء
يبدأ الأهل بتبادل الزيارات للتهنئة مصطحبين معهم هدايا من علب الكعك والحلوى .
ونشر نشطاء عبر مواقع التواصل
الاجتماعي صورا للمصلين في داخل الكنائس بدمشق وفرقة الكشاف المشاركة في الاحتفال
الديني والتراتيل الخاصة بهذا العيد .
وقد اقتصرت تعليقات السوريين
عبر مواقع التواصل الاجتماعي على التهاني والمعاديات والدعاء بعودة الأمن والسلام
إلى سوريا.
الانتشار الأمني المكثف في فترة
العيد وحماية الكنائس وتحسن الظروف الأمنية نوعا ما شجع المصلين إلى الذهاب
للكنائس, بحسب أهالي.
التحضيرات لهذا العيد أفضل من
السنوات السابقة, هذا ما أكدته مارلين, مبينة أن "بهجة العيد بدت واضحة منذ يوم
أمس من خلال توافد المصلين بشكل ملفت للنظر الى إحدى الكنائس في منطقة القصاع بعد
انقطاع نسبي منذ عدة أعوام نتيجة للظروف الراهنة وعودة الكنيسة إلى ألقها السابق
بحضور الأطفال حاملين شموع, إضافة لعودة فرقة "الكشاف" التي جابت العديد من شوارع
المنطقة.
وأضافت مارلين أن "الإقبال على
الاحتفال بالعيد جاء بسبب تشديد الحراسة على الأماكن المقدسة خلال فترة العيد وتحسن الوضع
الأمني قياسا مع الأعوام الماضية".
من جهتها, قالت سارة إن
"الاستعدادات جارية لاستقبال العيد, وسنذهب غدا إلى الكنيسة, .. والعيد هو فرحة
وبهجة لطفلنا ..ونحن نحاول بالرغم من هذه الظروف أن نسعد الطفل في هذه المناسبة".
ومن أبرز ما يميز هذا العيد
"البيض" الذي يعتبر من أهم تقاليد ورموز وعادات الفصح, حيث يتم سلقه ثم يصبغ بعدة
ألوان تيمنا بعام سعيد وفصح مجيد وكمنظر يحيه الأطفال وتبادل العائلات هدايا البيض
أو بيض الشوكولا في هذا العيد .
ويأتي العيد بعد صيام مدته 40
يوما وبعضهم يصوم 50 يوما , حيث ينقطعون عن تناول الأطعمة الحيوانية والبيض
ويمارسون الصلوات وطقوس التعبد الدائمة طوال هذه الفترة, وكفأل حسن يقوم الناس
باعادة تكسير البيض بعد سلقه ويتم الافطار عليه.
ومن الطقوس المتوارثة أيضا
تناول الحلويات الخاصة بهذه المناسبة بشكل كبير مثل "كعك العيد", حيث يتم صنعه من
قبل العائلات في المنزل, ناهيك عن البعض الذين يشترونه من الخارج تبعا للظروف
المادية.
كما يسبق نهار العيد الكثير من
التحضيرات مثل شراء ملابس جديدة للأطفال وتزيين المنزل بزينة ملائمة , إضافة إلى
صنع الحلويات الخاصة مثل المعمول والشوكولا.
تقول تاج "لقد بدأنا بالتجهيز
للعيد وصنع الكعك الخاص بهذه المناسبة وسوف يقتصر العيد على زيارة الأقارب والذهاب
للكنيسة ومن الممكن ان نذهب لحضور حفلة" .
وتعتزم العديد من الكنائس إقامة
حفلات خاصة للأطفال بعد صلاة العيد في صالونات تابعة لها, والتي تتضمن العاب خفة
بسيطة ولباس تنكري ومسابقات وأغاني خاصة بهم لإدخال البهجة والفرح إلى قلوبهم, بحسب
أهالي.
على الرغم من أن مظاهر الاحتفال
بالعيد هذا العام لم تكن كسابقيه في سنوات الأزمة، إذ أن مظاهر العيد من زينة
واحتفالات وكشافة، كان لها وجود، لكن إلى الآن ما تزال هذه المظاهر بعيدة عن
احتفالات أعياد ما قبل الأزمة.
ه - ن
سيريانيوز