مع ازكاء نار الصراع في سوريا
المستمر منذ خمسة أعوام تزداد المطالبات من قبل جنود الإحتياط بالجيش النظامي
بالتسريح والعودة إلى منازلهم وحياتهم الإجتماعي الطبيعية, وذلك لمعاناتهم من ظروف
الحياة العسكرية القاسية وخاصة في المرحلة الراهنة والمخاطر المحدقة بهم , بحسب
شكاوى لهم على صفحات التواصل الإجتماعي.
الجنود الإحتياط ومنهم المحتفظ
بهم (جنود أنهوا خدمتهم الإلزامية ولم يتم تسريحهم حسب قانون الإحتياط) منذ 5 سنوات
وأشهرهم دورة 102 ورفاقهم بالدورتين 103 و 104 يطالبون بالتسريح من الجيش للعودة
إلى حياتهم الطبيعية والعودة في ترميم مستقبلهم وحياتهم.
هذه المطالبات رد
عليها عضو مجلس الشعب فيصل عزوز خلال لقاء تلفزيوني على إحدى القنوات
المحلية بأن "هؤلاء الشباب طلباتهم محقة والحق معهم.. ولكن الظرف الذي يعيشه البلد
لايمكن لأي قائد عسكري موجود على جبهات القتال أن يقول أنا يمكن أن أتخلى عن 10 من
العسكريين".
وأضاف عزوز أنه إذا سألنا أي
ضابط ميداني "هل تستطيع أن تتخلى أيها القائد الميداني عن 5 من العسكريين لديك من
الدورة 102؟؟.. سيقول ابعثوا لي غيرهم", لافتاً إلى أنه "لايوجد حتى الأن إلتحاقات
تسد هذا العدد.. والجراح التي تنزف من بلدنا بتخليك تقول لازم نتحمل ونصبر شوي".
فالأعداد عن الإلتحاقات غير
منشورة من قبل الجيش مثلها مثل أعداد الجيش بشكل عام ونسبة المجندين إلزامياً
وإحتياطياً ومتطوعين, كما لاتوجد أرقام رسمية لأعداد القتلى والجرحى جراء المعارك
العسكرية الدائرة بالبلاد, ولكن "المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارض أشار بآخر
إحصائياته إلى أن قتلى الصراع في سوريا تجاوز 210 ألاف شخص 45385 منهم من جنود
الجيش النظامي, و 29943 آخرين من القوات الموالية له (جيش الدفاع الوطني).
"الإلتحاقات" القليلة بالجيش
دفع السلطات لاقرار مرسوم ينص على إنهاء خدمة المكلفين العاملين في جهات القطاع
العام والمشترك الذين يتخلفون عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية لأكثر من سوق ولمدة
ثلاثين يوما بالنسبة للخدمة الاحتياطية بقرار من رئيس مجلس الوزراء بناء على اقتراح
وزير الدفاع.
مطالبات لضمان
مستقبلهم..
أحد المحتفظ بهم أوضح "نحن من
الجنود المحتفظ بهم منذ عام 2010 طلاب جامعيين.. بدون وظائف.. ونطالب بوظائف لكل من
أتم الخمس سنوات بخدمة العلم, نحن عمرنا حالياً 30 عاماً وما زلنا بالخدمة
الإلزامية (محتفظ بهم) لذلك نطالب بتوظيف لنا وخصوصاً الجامعيين", كما طالب آخر
"بالنظر بتسريح المحتفظ بهم والإحتياط وخاصةً النظر بوضع المتزوجين منهم ".
رامي طلب "ضمان مستقبل العسكري
مالياً كتعويض مناسب أو توظيف مباشر بعد التسريح.. واصدار قانون مناسب لضمان عودة
جميع العسكريين بعد التسريح لتقديم امتحاناتهم".
هذه المطالبات رد عليها عضو
مجلس الشعب مجيب الرحمن الدندن "نقدر تضحيات أبنائنا.. ونعدهم بأننا سنقدم اقتراح
لحجز وظائف لهم", مقترحاً أحد حلول بأنه "يجب رفد الجيش بعناصر جديدة من خلال جيش
احترافي, ويمكن أن تكون وظيفته (للمطالب بوظيفة) البارودة.. لماذا لانفتح لهم باب
التطويع؟".
"المضطهدين"
يطالبون بلقاء أهاليهم بالرئيس...
وسائل إعلام ومواقع إلكترونية
"مؤيدة" شاركت في محاولات تهدئة العسكريين خلال السنوات الماضية عبر نشر أخبار
قصيرة على صفحاتها بمواقع التواصل الإجتماعي بأن هناك أنباء عن قرار بتسريح قريب,
وطبعاً لم يحصل ذلك, الأمر الذي زاد من يأس وإحباط العسكريين معتبرين أن هذه
الأنباء ليست سوى "إبر بنج".
"إبر البنج" هذه يحاولوا
العسكريين تأمين مقابلة لأهلهم مع الرئيس بشار الأسد أول شهر نيسان على أمل أن
يخرجوا منها بمرسوم رئاسي بتسريحهم, حيث يعتبرون نفسهم بحسب صفحة أنشأوها على موقع
التواصل الإجتماعي "فيسبوك" مطلقين على أنفسهم لقب "العسكريين المضطهدين منذ تأسيس
الجيش العربي السوري".
ومع استمرار "الحرب" في سوريا
وتقلص اعداد الملتحقين بالجيش واتساع المواجهات اثر فقدان النظام لكثير من المناطق
سيبقى موعد التسريح سؤالا من الصعب ان يجيب احد عليه.
م.ع
سيريانيوز