كذا يحيي الله القلوب... وكذا يميتها... وهذا ما أود أن أبدأ به كلماتي إذ طالما خرجت من القلب فلا بدَّ أن تقع في قلب ما... هل صحيح أن ما يجري في هذا الواقع الأليم كافٍ لأن نقف منتظرين رحمة قدر ما سيحصل...؟! أو عدالة غير متوقعة...؟ وأن العدالة لم تخلق إلا في إطارٍ محدد...وهو الموت.. الذي سيتساوى في تذوقه جميع الخلق ...

إنهم عماد هذا الوطن...إنهم فئة من الشباب الذين ساروا على درب العلم بصحبة أملٍ يحققوه في صباح يوم آتٍ...

في سبيل أن يحصلوا على راتب شهري الذي (ربما) يكفيهم لرسم مستقبلهم ومستقبل تكوين وطنهم الصغير ...

وبالفعل إن ما حصل مؤلم بحق طلابنا الذي تقدَّموا إلى مسابقة وزارة المالية وأخصُّ بالذكر محافظة اللاذقية التي تم إنهاء مدتها بتاريخ 18 أيلول حيث تم تعيين 306 طلاب ليبكي عندها صاحب رقم 307 سوء حظه ... ولسوء الحظ كانت صاحبة رقم 308 أختي

و هي الضحية الثانية إذ أنها عانت في مسيرة حياتها الدراسية وقدمت على مسابقات عدة فكانت مسابقة وزارة المالية الأخيرة سببا ً في موت حلم ترسم من خلاله نافذة مشرقة تنير درب حياتها... ومثلها الكثيرين من الشباب... فما ذنبهم وهم من الناجحين حيث لم يتبقى سوى 199 طالب وطالبة من محافظة اللاذقية...

و نحيطكم علماً أنه تم الإعلان عن نتائج مسابقة وزارة المالية بتاريخ 18/3/2009 وبعد مضي عام كامل على نتائجها بتاريخ 18/3/2010 وانتهاء صلاحيتها حسب القانون مددت ستة أشهر لغاية 18/9/2010 على أمل تعيين جميع الناجحين بعد أن قدموا جميع الأوراق الثبوتية للتعيين وفي تاريخ 18/9/2010 انتهت مدة التمديد ولم يتم تعيين سوى 306 طلاب من أصل 505 طلاب وبقي 199 طالب دون تعيين ؟!..

و هنا السؤال الذي يطرح نفسه...

لماذا لم يتم إبقاء بقية الناجحين تحت تصرف الوزارة وذلك وقت الحاجة لهم أو من أجل إملاء الشواغر لحين صدور مسابقة أخرى بدلاً من قتل آمالهم و طموحاتهم في خدمة هذا الوطن ؟!!...

فهل من يسمع نداء ورجاء 199 صوت يناجي ليصل صداه إلى حكيم الوطن وإلى الجهات المعنية للنظر في الأمر وإعطاء فرصة أخرى لهؤلاء الشباب إذ طالما كان أحدهم ولداً من أولادهم.. فلترحموا من في الأرض ... يرحمكم من في السماء ...؟

مع جزيل الشكر لكل من يساهم في خدمة أبناء الوطن...