syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
ماذا سأقول للسفير الأمريكي  ..  بقلم: خالد ديوب 
مساهمات القراء

عندما كان السيد خالد العظم رئيساً لمجلس الوزراء ومسندة إليه وزارة الخارجية التي شكلها في 7 كانون الأول من عام 1949 وأثناء وجوده في القاهرة لحضور اجتماع مجلس جامعة الدول العربية، فوجئ وهو يتصفح الجرائد المصرية بتصريح السيد معروف الدواليبي الذي كان يشغل منصب وزير الاقتصاد الذي تناول فيه علاقة الدول العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا النص الحرفي لإحدى فقرات التصريح.


يعلن الأستاذ الدواليبي بصفته الشخصية لا بصفته وزيراً مسؤولاً في الحكومة أنه إذا استمر ضغط الحكومة الأمريكية على البلدان العربية لجعلها تسير في سياسة لن تنتهي إلا بتهويد بقية أبناء الشعوب العربية فإنه يرجو إجراء استفتاء في العالم العربي ليعرف الملأ إذا كان العرب يفضّلون ألف مرة أن يصبحوا جمهورية سوفييتية على أن يكونوا طعمة لليهود.

يقول السيد خالد العظم: إنني لأول وهلة غضبت كثيراً من الدواليبي على هذا التصريح الخطير المساس بسياسة حكومتنا الخارجية دون أن يخبرني بصفتي زميلاً له ووزيراً للخارجية ورئيساً لمجلس الوزراء الذي هو فيه وزير. وخطر بباله أن يستدعيه ليلومه ويطلب منه تكذيب التصريح أو تصحيحه..

 لكنه تملك أعصابه وفكر ملياً وقال لنفسه: ماذا سأقول: إذا سألني الوزير الأمريكي المفوض لدينا عن رأيي في هذا التصريح فيكون ردي: أنكم معشر الأمريكيين تتبعون سياسة مساندة اليهود وتقفون في وجه العرب، وليس غريباً أن يصل ساسة العرب إلى ما وصل إليه الدواليبي، ولا غرابة في أن يكون شعور الأمة العربية معادياً لكم وسائراً في طريق غير طريقكم. وإذا أردتم أن لا يكون العرب في واد وأنتم في واد فما عليكم إلا إصلاح ما أفسدتم وتقويم سياستكم والكف عن مساعدة اليهود.

فنحن لا نطلب منكم مساندتنا في السرّاء والضراء شأنكم مع اليهود، لكننا نطلب إليكم أن تقفوا إلى جانب الحق كلما اعتدي عليه.

 أما أن تطلبوا منا أن نكون إلى جانبكم وأن نناصب الروس العداء لا لسبب سوى مسايرة أهدافكم ثم تعادوننا وتدعمون اليهود، فهذا انحراف صارخ عن المنطق وابتعاد عن الصواب، وأما الخوف من تفشي الشيوعية في بلادنا فإن الفرق بين تفشي الشيوعية وبين استيلاء اليهود على بلادنا هو أن الأول مذهب اجتماعي جوهره توزيع الأراضي والثروة بين أهل البلاد، ولكنه لا يقضي عليهم بالاستعباد والذل تحت نير شعب غريب كالشعب اليهودي يستولي على مقدرات البلاد ويمتلك ثرواتها ويقصي أهلها عنها.

فهل يُستغرب والحالة هذه أن يفضل أي مواطن سوري أن توزع أملاكه على سائر أبناء بلده بدلاً من أن يحرم هو وأبناء بلده منها كي تصبح ملكاً لليهود الغرباء، وها هي حالة أبناء فلسطين، فالذين نزحوا إلى البلدان العربية استولى اليهود على أملاكهم، والذين بقوا في فلسطين أصبحوا أذلاء ضمن مجموعة معادية سيقضى عليها عاجلاً أم آجلاً.

ولا تقف أطماع اليهود عند حدود دولتهم فمطامعهم كبيرة في جميع الأراضي الواقعة بين النيل والفرات عندما يشتد بأسهم.

هذه الحقائق يجب عليكم معشر الأمريكيين أن لا تدعوها تفوتكم، وإذا رغبتم بإخلاص في مصادقة العرب وسألتموني عن طريق الوصول إليها فأوجزها لكم بثلاث:

1ـ الوقوف موقف الحياد في أي نزاع عربي يهودي وإتباع الحق في حل الخلاف.

2ـ الحول دون اعتداء يهودي يقع على أي فريق عربي.

3ـ السماح للدول العربية بشراء السلاح دون قيد وتحديد من بلادكم ومن سواها لدفع أي عدوان مسلح يقوم به اليهود ضد بلادنا.

هذا هو ثمن صداقتنا نحن العرب، فلا تضيعوا الفرصة فالزمن يسير في غير مصلحتكم. وإذا انتشرت في البلاد العربية الفكرة التي صرح بها معروف الدواليبي فلن يكون بالمستطاع قمعها

 واسترسل في الحديث مع نفسه بما جال فيه خياله.

فهل خطر ببال رؤساء وملوك الدول العربية التي أطلق عليها اسم الدول المعتدلة ماذا سيقولون للسفير الأمريكي إذا سألهم عن غضبة شعوبهم على أمريكا؟

فهل يجول في ذهنهم ما جال في ذهن السيد خالد العظم المفعم بالوطنية الصادقة، ويُفهمون السفير الأمريكي لماذا شعوب بلدانهم غاضبة على أمريكا، أم أنهم سيستمرون في إعطاء الأذن الطرشاء لهدير غضب شعوب بلدانهم إرضاءً لأمريكا وتجنباً لغضبها؟

ليتهم يعرفون أن إغضاب أمريكا أسهل كثيراً من إرضائها.

الحادثة والحديث: من مذكرات خالد العظم

خالد ديوب

 


2010-09-28 00:35:21
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
معتصم2010-09-28 10:40:06
صدام حسين هو السبب
فلو لم يقع بأفعاله المجنونة من حرب مفتوحة على إيران ومن غزو لدولة الكويت بحجة أن أمريكا طمئنته لنتيجة عمله لما تمادت الولايات المتحدة وتوسعت في بلادنا .. فقل لي رجاءً لو لم تقم الولايات المتحدة بإخراج صدام وجيوشه من الكويت من كان ليخرجه؟؟؟ .. فالولايات المتحدة كانت عبارة عن قواعد عسكرية صغيرة في منطقتنا ولكنها توسعت عسكريا وسياسيا واجتماعيا بعد حرب الكويت حتى أصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية وأحسسنا أن ديبلوماسييها هم من السياسيين العرب لكثرة تواجدهم في منطقتنا وسماعنا لأسمائهم في أخبارنا
-سوريا