syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
عزيزي فصل الصيف ... بقلم : عادل الكزبري
مساهمات القراء

لقد كانت مفاجأة لنا أن حللت باكراً علينا هذا العام، فمنذ بداية شهر آذار وأنت بيننا ترتع وتلعب، حتى وصلنا لمرحلة التخمة من قيظك الذي لا يطاق، ولو كان الأمر بيدي لأعطيتك إجازة السنة القادمة، ولكنه بيد عليم خبير، ولكنني أود أن أذكرك ببعض الأمور الهامة المتعلقة بحضورك المميز في سوريا ؟


أولاً: عادة يبدأ فصل الصيف بالتدريج في نهاية شهر أيار أو منتصف شهر حزيران، بينما يبدو أنك في هذا العام اشتقت إلينا كثيرأ لدرجة أنك منذ وصولك باكراً كما ذكرنا، وأنت تبرز عضلاتك، حتى ظننا لشدة الحر والرطوبة أننا نعيش في بلد استوائي، وربما وجدت أن الفلاحين العام القادم قد بدؤوا بزراعة الموز والمانجا والببايا، أو أن نجد في حدائقنا بعض الحيوانات  التي لم نألفها وقد قررت الانتقال لتعيش في ربوع بلادنا مثل قرود الشامبانزي وأفعى البوا الشهيرة وطيور الطوقان ذات المناقير المميزة.

 وأخشى أن تتحول قطط شوارعنا (الأليفة نوعاً ما) إلى قطط بريّة لأن هذا مالا يمكن تحمله وذلك لكثرتها، ثم نجد أن أحد رجال قبائل المايا قرر أن يبني بيته في حديقة تشرين ليتسنى له أن يصطاد كما يحلو له، وأن يعيد لحضارته المنقرضة أمجادها القديمة، ولكنه لم يأخذ موضوع انقطاع الكهرباء بعين الاعتبار، وعندما رأي أن الحر شديد قرر أن يضحى بأحد رواد الحديقة قرباناً للشمس التي يبدو أنها شربت أحد مشروبات الطاقة، ولكنه لم يجد أحداً طبعاً بسبب الحر.

ثانيا عزيزي فصل الصيف إن مما يثير الرعب في النفوس، والهلع في القلوب، كلمة لها مدلولات عميقة: إنها كلمة التقنين، تجدها في المواقع الإخبارية بين إشاعات وحقائق، بين مكذّب ومصدّق إلى أن تبدأ الكهرباء بالانقطاع، حينها تبدأ المأساة الحقيقة، لأن حضورك المميز هذا العام أضفى إلى قلوبنا الدافئة( من غلاء المازوت) دفئاً آخر أشد وطأة، ولأن حرارتك مرتفعة بامتياز يستحق الثناء، فإن مكيفات الهواء (التي يغلب عليها الصناعة الصينية) لم تعد تعمل كما يجب، فوقع الناس بين مطرقة الحرارة الشديدة وسندان التقنين، والمضحك بالموضوع أن وزارة الكهرباء تتفاجأ وتندهش من زيادة استهلاك الكهرباء، وتظهر تصريحاتها المستنكرة بأن الاستهلاك أكبر من قدرة محطات توليد الكهرباء، وتلوح بعصا التقنين وكأننا نستعمل المكيفات من باب الرفاهية الزائدة، ولا أفهم لماذا يكون الحل بالتقنين وليس بإنشاء محطات جديدة لتوليد الكهرباء؟!!! وأني لأقترح على وزارة الكهرباء تأليف كتاب اسمه (التفنين في التقنين)، أو التقنين المهين.

ثالثاً عزيزي فصل الصيف، فإن كثيراً من فتيات مجتمعنا (الشرقي)، قد جعلن من حرارتك التي دغدغت مشاعرنا، ذريعة لأن يلبسن ما شف وخف وكشف ورفرف، وأن يتنافسوا في إظهار أجسادهن ، وأني لأعجب من أهالي أولئك الفتيات!! ألا يرون الحال التي يخرج عليها بناتهم؟ والغريب أنه إذا تعرضت أي فتاة للأذى نتيجة عريّها، يتهم الشاب بأنه الذئب البشري الذي اعتدى على عفة هذه الفتاة البريئة الطاهرة التي حصّنت نفسها ببعض الخرق التي لا أجد لها تسمية، ولم يكن لها حول لها ولا قوة إلا أنه لم يكن لديها خبر أن الشبان لديهم ميل غريزي نحو الفتيات (ياللمفاجأة), وهي لم تقصد بكل الأحوال لفت الأنظار إليها، و لم تدر (لبراءتها) أنهم سيأكلونها بنظراتهم في زمن أصبح الزواج فيه ضرباً من الخيال لشدة صعوبته، ولا أرى تفسيراً لهذه التصرفات وهذا العري إلا أنه يعبر عن خواء هؤلاء الفتيات، ويكون التعويض بلفت الانتباه إليهن بأجسادهن، وأنني أذكرهن بأن هذه الأجساد ليست من إنجازهن، فليجدن شيئاً ينجزنه أفضل من التعري.

وفي الشهر الكريم تذرع بعض ضعاف النفوس بحرّك الشديد كي لا يؤدّوا فريضة الصيام، وأنا لا أقصد هنا الحالات الخاصة التي يجوز الإفطار فيها، وإنما أقصد من لا يريد أن يتحمل الجوع والعطش، والكارثة الكبرى بالذين يدخنون علناً جهاراً دونما استحياء، أو خجل من أن يؤذوا مشاعر الصائمين الذين يقدسون هذا الشهر الفضيل.

فيما مضى كانت الشرطة تلقي القبض على من يجدوه مجاهراً بإفطاره، ويتم توقيفه لمنتصف الليل، حتى لا يعود إلى هذا العمل الذي لا يحترم به شعائر ومقدسات الآخرين، أما الآن فالحياء طلّق عند البعض طلاقاً بائناً.

ولقد سمعت قصة مضحكة عن امرأة لا تصوم، ولكنها سمعت أن بعض العلماء أجازوا للصائم أن يشرب ماء، أي أن شرب الماء لا يفطر، وأني لأعتقد أن هذه المرأة هي صاحبة هذه الفتوى المضحكة.

وفي ختام كلامنا نقول لك عزيزي فصل الصيف أننا في أشد الشوق إلى فصل الشتاء الذي تهدأ به النفوس، وتجيش فيه المشاعر، ننتظر هطول المطر، فإذا بردنا لبسنا ما يقينا البرد، وصحيح أن لفصل الشتاء ميزاته التي تجعلنا في حيرة من أمرنا كغلاء المازوت، وغلاء الكهرباء، وظهور مسابقات مضحكة كمسابقة من سيربح الكوبون، إلا أنه سيظل أرحم من حرك الذي لا يطاق.

والسلام


2010-09-25 10:00:00
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
احمد2010-09-28 00:20:21
الى اسامة
اول شي المقال كتير حلو و بعبر تمامن عن الوضع الصيف للي لا يطاق تاني شي يا سيد اسامة نحنا فعلن عم نعاني من الانحلال الاخلاقي يعني انا ما بعرف كيف واحد بخلي اختو طالعة مو لابسة شي بحجة انو و الله انا اختي مشوبة او نحنا متحررين و سبور
-سوريا
أسامة2010-09-26 09:02:50
الى ميمو
ما عم قول لحدا أنو ما يعبر عن رأيو عم قلو بس يطبق تعاليم دينو ويغضض بصرو هو وغيرو ويتركو الناس بحالها وانت وهو أحرار
-سوريا
مغتربة2010-09-26 00:49:17
يسلم تمك
كلامحلو بالخليج ماحسينا بحر الصيف لان المكيفات والكهرباوالمياه متوفرة دائما والجو بلش يتلطف برا بس والله خايفة من يوم الرجعة لسورية على اد مو متحمستلو
-الإمارات
ميمو2010-09-26 00:40:01
الى أسامة
إنت بيزعجك موضوع الدين و عم تعبر عن رأيك و ماحدا ماسكك ... ليش مابدك الطرف التاني يعبر عن رأيه ؟؟ إنت مابيعجبك اللي بيحث عالدين و أنا مابتعجبني تعليقاتك ... كل واحد حر بحاله .. بس لا تمنع حدا يعبر عن رأيه
-الإمارات
ميمو2010-09-26 00:37:55
مقالة رائعة
كتير حلو و مشوق أسلوب الطرح الممزوج بروح السخرية الفكاهية و النقد اللاذع ...
-الإمارات
معجب بالمقال 2010-09-25 17:03:54
بالفعل تكلمت عني
ما اريد ان اذكره فلقد بت اكره الصيف بالفعل و اضف يا سيدي تقنين المياه العجيب الذي لا يكاد يفارقنا صيفا او شتاء مع ان لدينا الفرات و لكنهم يقولون ان هذه هي طاقة محطات التنقية بالفعل يمكنني ان اكافح البرد بلبس المزيد ( مع ان ظهري كان يؤلمني من ثقل الالبسة
-سوريا
أسامة2010-09-25 17:02:59
مجددا قضية الدين
لك يا اخي مشان الله حلوا عنا وعملوا اللي بدكن ياه بس لا تقلي صوم ولا تدخن ولا تقول للناس تلبس عزوقك ما حدا عم يقلك كيف تلبس انت واهل بيتك بدك تنقبهن ولا عمول اللي بدك ياه لك الاسلام يا عمري قلك غض بصرك واحترم الناس ما قلك تحرش باللي مو محجبات ولا بأي امرأة عيب قرفتونا عيشتنا يعني انت بيزعجك اللي ما بيصوم وانا بالعكس ما بيعجبني اللي بيصوم وبيأذيني منظر المرأة المحجبة
-سوريا
أسامة2010-09-25 15:31:46
مجددا قضية الدين
لك يا اخي مشان الله حلوا عنا وعملوا اللي بدكن ياه بس لا تقلي صوم ولا تدخن ولا تقول للناس تلبس عزوقك ما حدا عم يقلك كيف تلبس انت واهل بيتك بدك تنقبهن ولا عمول اللي بدك ياه لك الاسلام يا عمري قلك غض بصرك واحترم الناس ما قلك تحرش باللي مو محجبات ولا بأي امرأة عيب قرفتونا عيشتنا يعني انت بيزعجك اللي ما بيصوم وانا بالعكس ما بيعجبني اللي بيصوم وبيأذيني منظر المرأة المحجبة
-سوريا