syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
الرسالة بالحفظ و الصون... بقلم :داعي السلام
مساهمات القراء

سافر أب إلى بلد بعيد تاركاً زوجته وأولاده الثلاثة.. لقد سافر سعيا وراء الرزق وكان أبناؤه يحبونه حباً جماً ويكنون له كل الاحترام.


 أرسل الأب رسالته الأولى لعائلته التي لم ينساها أبداً إلا أنهم لم يفتحوها ليقرؤها بل أخذ كل واحد منهم يُقبّل الرسالة ويقول أنها من عند أغلى الأحباب..و فرحوا بها كثيراً لأنها من رائحة أبيهم المسافر. وتأملوا الظرف من الخارج ثم وضعوا الرسالة في علبة فضية خاصة و عرضوها في مكان بارز بالبيت لكي يتذكروا أباهم كلما نظروا إليها.. وكانوا يخرجونها من حين لآخر لينظفوها من الغبار ومن ثم يعيدونها ثانية مكانها.. وهكذا فعلوا مع كل رسالة أرسلها لهم أبوهم

 

ومضت السنون ... وعاد الأب الحنون ليجد أسرته لم يبق منهم إلا ابنا واحداُ فقط فسأله الأب: أين أمك؟؟

قال الابن : لقد أصابها مرض شديد, ولم يكن معنا مالاُ لننفق على علاجها فماتت

قال الأب: لماذا؟ ألم تفتحوا الرسالة الأولى لقد أرسلت لكم فيها مبلغا كبيراُ من المال كما فعلت بالرسائل الأخرى أيضاً.

قال الابن: لا.. فسأله أبوه وأين أخوك؟؟

قال الابن: لقد تعرف على بعض رفاق السوء وبعد موت أمي لم يجد من ينصحه ويُقومه فذهب معهم و هو الآن يقبع بالسجن بعد أن زج معهم.

تعجب الأب وقال: لماذا؟ ألم يقرأ الرسالة التي طلبت منه فيها أن يبتعد عن رفقاء السوء.. وأن يأتي إليّ لأنني وجدت له عملاً كريما معي.

رد الابن قائلا: لا.. قال الرجل: لا حول ولا قوة إلا بالله.. وأين أختك؟

قال الابن: لقد تزوجت ذلك الشاب الذي أرسلت تستشيرك في زواجها منه وهى تعيسة معه أشد تعاسة.

فقال الأب ثائراً : ألم تقرأ هي الأخرى الرسالة التي اخبرها فيها بسوء سمعة وسلوك هذا الشاب ورفضي لهذا الزواج؟

قال الابن: لا لقد احتفظنا بتلك الرسائل في هذه العلبة الفضية.. دائما نجملها ونقبلها, ولكنا لم نقرأها... إنها تذكرنا بك يا أبي الغالي... نحن نحبك كثيراً.

حزن الأب و قال لابنه... لا يا بني... ما هكذا يكون الحب... أنتم قدستم الورق و القشور و تركتم الفحوى في الأمور فهلكتم... فماذا ينفعكم حبكم لي الآن.. و ماذا يفيدني و يفيدكم حبي لكم ... لماذا علي أن أحبكم و أنتم من خالف أمري و أوصلتم أنفسكم التي أحببتها إلى المهالك؟

لماذا تتنكرون بحبي... و أنتم من أساء لي قبل أن تسيئوا لأنفسكم.

فلا تلوموا إلا أنفسكم ...

 

تفكرت في شأن تلك الأسرة وكيف تشتت شملها وتعست حياتها لأنها لم تقرأ رسائل الأب الرؤوف إليها ولم تنتفع بها, بل واكتفت بتقديسها والمحافظة عليها دون العمل بما فيها.

 

كفانا تقديساً للدين من دون الالتزام به..فهو ليس من أجل التقديس.. و الله ليس بحاجة أن نقدسه و نترك تعاليمه و نفتك ببعضنا البعض. لقد شوهنا هذه الرسائل.. حتى وجد البعض أنها غير متكاملة و أنها قابلة للنقاش لأنها ناقصة. و لم يعلموا أن النقص ليس فيها بل فينا... نحن من يطبق بشكل ناقص.. نحن من نؤمن بالبعض و نترك البعض. نحن من حرف التفاسير و صاغها على مزاجه... المشكلة فينا ... لا تأخذوا عن الذين مالوا .. بل عن الذين استقاموا...


2008-02-25 09:20:25
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
داعي السلام2008-03-04 13:12:26
شكراً لكم
أشكر من أعماق قلبي كل من علق و أتحفنا بكلامه الجميل. أنا الذي أعجز عن شكركم جميعاً و أدعو الله تعالى أن يعيننا و إياكم على إظهار الحق.نعم ما يهمنا هو الجوهر و هو إدراك أن المشكلة بترك الرسالة لا بالاتزام بها. عذراً فقد تأخر ردي لأسباب يعلمها البعض. أرجو من الله تعالى أن يديم تواصلنا جميعاً بالخير. إنه سميع مجيب.
-سوريا
مهند2008-03-03 01:09:59
جزاك الله خيرا لمساهماتك
الموضوع جد جميل لدرجة أني أحببت أن أشكرك يا داعي السلام على هذه المساهمة وأنا أنتظر الجز التالي منها
-سوريا
احلام2008-02-27 03:28:30
شكرا لك يا داعي السلام
انت إنسان دائما تقدم لنا المواضيع الجيدة و الحكمة في نفس الوقت.شكرا لك
سوريا
د\ملاك2008-02-26 21:14:46
إذا الإيمان ضاع ....فلا أماني ولادنيا لمن لم يحيي
قصة رائعة ومعبرة عن سبب التخبط الذي يعيشه الكثيرون في هذا المجتمع.......والدواء بأيديهم ولكنهم جهلوه وزهدوا به وراحوا يلتمسون الأدوية المسكنة التي لاتشفي والمرض يستفحل........
-السعودية
كتكوت سوري2008-02-26 02:08:07
ولك أخخخخخخخ
أخ داعي السلام ولك أخخخخخخ على هاد الزمن ما عاد في ايمان اشو هاد يا عالم. ضايعة الطاسة يا أخي.متل ما قال الرفيق الادعشري اغلى من الروح واغلى من كل شيء
-سوريا
ميساء2008-02-26 00:35:30
السيد الكاتب: كل التقدير
المصيبة تكون أكبر عندما نقرأ تلك الرسائل ... تمر أمام أعيننا.... تخرج من شفاهنا ... تدخل في أذاننا ... ولكن للأسف دون أن تسكن قلوبنا أو تترك فيها أثرا؟!!
-النمسا
شوية مطر صيفي2008-02-25 18:54:04
واحسرتاه
اوجزت واصبت...حين أضاعوادينهم وغرقوا في لهوهم أضاعوا البلدان والسلطان.....وجلسوا يبكون كالنساء....هكذا ضاعت الاندلس....وهكذا تضيع العراق
سوريا
محمد أبو جاسم2008-02-25 17:54:15
حتى مقدساتنا لا نحترمها
يا ليتنا نقدس الدين ونحترمه بل اصبح بعضنا يسب الدين ويلعن المقدسات ...شكرا لك داعي السلام
-كندا
بسام البني2008-02-25 17:37:38
نهارك سعيد
كلماتك تلامس اكثر الأمور الإنسانية شفافة ،الدخول للعمق وعدم الحكم بما يبدو فقط .شكراً فقد ذكرتني بأهم قواعد الحياة.. تحياتي
روسيا الاتحادية
M r . HG2008-02-25 13:47:28
شكرا للكاتب
مساهمة قصيرة و لكنها تملك المعاني الغنية!. و كما قلت ( و لم يعلموا أن النقص ليس فيها بل فينا!)نعم في كل شيئ و ليس فقط بتلك الرسائل!!
النروج
خلدون شاويش2008-02-25 12:03:59
أصبت
والله هذه مصيبتنا نأخذ بقشور كل الأمور ليس فقط الدين , نأخذ الظواهر و ننسى الجوهر وان استمر بنا الحال هكذا فنحن الى هلاك وتدهور شكرا لك داعي السلام و أتمنى أن تكون مساهمتك ضمن المختارات ليقرأها أكبر عدد ممكن من القراء فقد بعثت برسالة غاية في الأهمية شكرا لك ثانية.
-سوريا
اخي الغالي2008-02-25 11:11:50
يسعد صباحك اخي داعي السلام
مساهمة جميلة ومفيده جدا ويسلمو ايديك لم اتوقع ذات اليوم ان اقرا مثل هذه المساهمة الرائعة في الموقع والله اجمل مساهمة قراتها في حياتي شكرا لك
-سوريا
الأدعشري2008-02-24 17:49:38
كيف سيأتي الخير إلينا؟
اخ داعي السلام لوكان احد منا يطبق جزء من تعاليم دينه لما وصلنا لهذه الحال المزرية التي نعيشها.. فالدين يحرم السرقة والرشوة والفساد و الغش و النميمة والزنا و القتل و و و و وغيرها من المحرمات التي اصبحت امور اعتيادية ما بيننا ..اخ داعي السلام العيب فينا و لكن لن نسمح لأحد ليعيب ديننا و يعيب معتقداتنا التي هي اغلى من الروح واغلى من كل شيء
-سوريا
عبد الله أنيس2008-02-23 05:15:20
تابع
يا أيها النبع كم أنا عطش لكنك بعيد بعيد , نظر إلى الماء بين يديه وقال : تباً لك أيها النبع لماذا لاتأتيني إنك سبب عطشي وبقي يشرب من الماء بين يديه ويسب النبع.أما الثاني فقد صمأذنيه عن كلام أخيه , وسار نحو النبع متشوقاً لكن النبع كان أقرب مما يتوقع وحينما اقترب ، وارتشف شيئاً يسيراً منه بكى كثيراً .. لأنه تأخر في المجيء إليه.
-سوريا
عبد الله أنيس2008-02-23 05:15:20
التعليق ليس لي لكنه أعجبني
كانا متجاورين قال الأول : ليس لي رغبة في الشرب منذلك النبع إنه بعيدٌ جداً، والوصول إليه شاقٌ وعسير، وأنا كسول , بينما هذا الماء بينيدي قريب . وتراءت له قطرات الماء عذبةً فشرب وقال : وكأن الماء ليس بماء ... إنه لايرويني.. إنه ماء أجاج بل إنه صديد و قيح ... ما هذا الذي أشرب .
-سوريا