سافرت يوما على زورق خشبي تحيط به الماء من كل اتجاه تدفعه رياح خريفية رائعة تتناقله الأمواج على الرؤوس والأكتاف كعرش ملك يعشقه شعبه إلى أن وصلت إلى جزيرة صغيرة جميلة فيها أشجار عالية تتعانق وتهتز رقصاً مع الهواء أوراقها صفراء تلمع في السماء أغصانها تتمايل بغنجٍ وحياء وأزهار تحيطها صفراء حمراء زرقاء عطورها فواحة

ألوانها براقة أنهار تجري وشلالات تتدفق جبالٌ شامخة سماء ٌصافية غيومٌ ككرات ثلج في حضن السماء غافية شمسٌ خجولة عصافيرٌ تزقزق تغني جو بديع طبيعةٌ ساحرة متميزة بالعطاء تتجلى صورة جمالها بمظاهرها الغناء لكن شيئاً جوهرياً ينقصها فجمالها يذوب وروعتها تضيع في وحدتها وعزلتها إلى أن طيفاً جميلاً مر وصوتاً رائعاً حل إنه محبوبي كالبدر أطل يناديني مبتسماً فاتحاً ذراعيه جريت مسرعةً إليه لفني بقوة ضمني بلهفة جعلت رأسي على صدره سمعت دقات قلبه تغازلني ونبضاته تناجيني وهمساته تلاطفني ويداه تعانقني بالحنان تغمرني شعرت بدفء حبه وحرارة عشقه أحسست للحظة أن الدنيا صارت ملكي وكل ما فيها طوع أمري وددت لو أبقى في حضنه ألامسه واستمد قوتي منه رفعت رأسي ليصبح وجهي مقابل وجهه كنت انظر في عينيه فأرى صورتي فيهما وارى لمعة شوق جذابة تشدني إليه وكم كنت خجلة من عيناي فهما لم تكونان قادرتين على إخفاء نار شوقي ولهفتي بل كانتا على استعداد لإعلان حبي وغرامي في كل الدنيا تمنيت لو أصرخ بأعلى صوتي ويسمعني كل الوجود وأنا أقول أحبك وأحب الحب لأجل حبك أحب الأرض التي تمشي عليها والسماء التي تخيم عليك بظلها أحبك وأغار من نسمة الهواء التي تداعب شعرك وأغار من أشعة الشمس تلمس وجنتيك فتترك لونا أحمر يزيدك جاذبية أغار من حروف اسمي تخرج من شفتيك أحبك نعم أحبك وأتمنى أن تكون حياتي معك برفقتك لا يفرقني عنك إلا الموت وليكن موتي أولاً فأنا لا احتمل بعدك ولا أطيق حياتي بدونك ولكن يافرحة ما تمت ما لحقت اتهنى بهالجزيرة و بمحبوبي حتى سمعت صوت يناديني فتحت عيني لأجد نفسي بغرفتي بسريري وأمي تناديني تخبرني بأني تأخرت على عملي وأن المنبه يكاد ينتحر وهو يرن والحق بصراحة علي أنا حاطة رنته بصوت عصافير الجزيرة وكل ما يرن كنت قول حتى العصافير حسدتني حلى حبي بس ياحسرة طلع كله منام فانتفضت مسرعةً لأبدأ نهار جديد ولم أخبر أحداً عن رحلتي لجزيرة الأحلام أما أنتم أعزائي فلستم أحد بل أنتم أغلى من روحي وأحب أن تشاركوني أفراحي أحزاني وحتى أحلامي