قبل أن تبدأ منافسات كأس العالم في جنوب افريقية لهذا العام ، كان كل فريق ومن حقه
يحلم بالكأس العالمية ، أو تحقيق تواجد ملفت على الأقل !!
وثمة منتخبات لم يكن لها أكثر من شرف المشاركة في النهائيات ،
وغيرها تطاول حلمها أكثر حتى بلوغ الأدوار النهائية ، وأخرى لم تكن تتصور سوى أن
تعود بالكأس الغالية الى بلادها !! وكان كل ذلك بسبب ما لدى هذه الفرق من كوكبة من
النجوم ، يمكن من خلالها ان تحقق احلامها وأحلام بلادها معا . لكن حساب السوق لدى
معظم أولئك لم يتطابق مع حساب البيدر ، فقد ثبت مرة أخرى بأن اللعب الجماعي المنظم
هو الحل السحري لتحقيق النتائج !
فمن شاهد الدوري الاسباني للعام الفائت وما قبله مثلا ، تصور ان
ميسي الارجنتيني لا عب برشلونة الذي صال وجال ، سيكون السبب الرئيس كي يحقق منتخب
بلاده كأس العالم لا محالة ، لكن ميسي لم يكون الا شبه ميسي برشلونة ولم يقدم ا لا
القليل القليل ، لدرجة ان محبيه لم يصدقواان ما كان يقدمه هذا اللاعب هو ما عرفوه
عنه وكانوا يمنون النفس مباراة بعد اخرى ان يعود الى مستواه المتميز، دون جدوى !!
كريستيانو رونالدو البرتغالي ولاعب الريال ، هو الآخر بدا عاجزا
عن تقديم شيء يذكر ، بل بالعكس فقد ابدى مستوى اخلاقيا سيئا وهو يترجم عجزه هذا ،
وخرج منتخبه من المنافسات التي كان يعتقد انه احد فرسانها المهمين !!
كاكا البرازيلي ولاعب الريال ايضا فشل في تقديم مستوى يليق به
وبتاريخه ، وبالعكس فقد قدم مستوى وأداء فيه الكثير من الخشونة مما ادى الى طرده
والتسبب في خروج منتخب السامبا من المونديال دون نتيجة مرضية ، وغيرهم كثير!!
وحقيقة فإنه اذا كانت هولندة قد ابتكرت سابقا أسلوب الكرة
الجماعية ، فإن اسبانية ابتكرت اسلوب الكرة الذكي ، فقد وجدنا ان اللاعب الاسباني
لم يكن يتلقى الكرة الا اذا كان يعرف تماما اين سيحول الكرة الا ماندر ، كما ان
تمركز اللاعب الاسباني كان محددا سلفا بحيث يستفيد من الكرة بالشكل الأمثل ، وهذا
اسلوب لعمري يبين مدى تطور التدريب والطرق العلمية التي تسيره مع توفر كل العوامل
الأخرى الضرورية للتفوق الرياضي ، وبالتالي فليس النجوم وحدهم يمكن لهم حسم النتائج
، بل التدريب الصحيح المبني على الطرق الحديثة والتي من شأنها استثمار كل ما في
الفريق من امكانيات بالشكل الأمثل .
ترى هل يتحقق حلمنا ونشاهد فريقنا الوطني يشارك في النهائيات
ويقدم المستوى المأمول ، من خلال اسلوب كهذا ، امان ذلك سيظل حلما يدغدغ
آمالناومخيلاتنا على مدى عقود قادمة كثيرة ؟
اقول وبكل اسى ان كرتنا حتى الآن لم تتخلص عمليا من عصر
الارتجال ، وعلى مبدأ : يارب تجي بعينو .. فهل يحق لنا ان نحلم ولو مجرد حلم ؟
عندما يستعد منتخب ما كالسعودية مثلا في اوروبة ويلعب مع بطل
اوروبة نتوقع منه ان يحقق كأس آسية ، اما اذا كان يتدرب في الحسكة ويفوز على فريق
الجزيرة ونريد منه ان يحقق كأس آسية ، فنعتقد اننا نتجنى على الفريق ، والأهم أن
ذلك ما يزال يتكرر منذ نحوقرن من الزمان ، ولا ندري الى كم من القرون سيبقى ؟؟!!