syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
كلما يزداد الحب ... بقلم : فراس الراعي
مساهمات القراء

هل تعرفون من هو عبد المجيد؟

ربما سمعتم باسمه صدفة في إحدى المحطات الفضائية أوقرأتم عنه في إحدى الصحف العربية.....على كل أنا أعرفه تماماً منذ سبعة عشر عاماً لقد كنت في المرحلة الابتدائية عندما قدم يومها إلى بيتنا مع أمه طالباً يد أختي منيرة كان وقتها شابا وسيماً أسمر أنيقاً وإنك لتخاله مسؤول مهم أو بطل تلفزيوني لما له من حضور قوي وليس شاباً يدرس في السنة الرابعة بكلية الحقوق بدمشق.


كانت تربطه مع أختي علاقة زمالة كونها طالبة في ذات الكلية وعلى مايبدو تصعدت العلاقة بينهما حتى وصلت إلى مرحلة الحب.

أتذكر في ذلك اليوم أن أمي لم تخرج لإستقباله  فقط والدي وأختي وأخوايا الكبيرين وأنا طبعاً الذي كنت جالساً بينهم غير مكترث في ذلك الوقت إلى أهمية حضوره  أو لمعرفة سببه ......عموماً مجمل ما أتذكره أن والدي ترك الحاضرين بضع دقائق وذهب إلى الغرفة الثانية في منزلنا حيث تجلس أمي منفردة ومشحونة بعصبية مبدية عدم رغبتها لملاقاة الشاب وأمه والتعرف عليهما وعندما رجع والدي إلى المجلس كان الحوار طويلاً بين أبي والشاب وأمه وكنت ألاحظ في وجه أختي وجوم وحزن وأخالها أنها ستبكي وبعد إنتهاء الحوار الذي لم أكن في ذلك الوقت أستطيع تقديره وفك الشيفرة الخاصة به نهض الشاب وأمه وكانت وجوههم غاضبة وتكلم الشاب جملة أو جملتين مع أختي فصارت تبكي ثم غادروا المنزل وأختي ذهبت إلى غرفتها لتكمل بكائها وما أن سمعت أمي صوت إغلاق الباب ورائهم حتى خرجت من غرفتها وفتحت مذياع صوتها على آخره في وجه أبي موجهة له عباراتها التأنيبية وتعالى الصراخ بينهما لدرجة أحسست بها بأن كل مافي البيت من طاولات وكراسي ومزهريات وتلفاز ومرآة وأواني ومدفئة وسجاد قد إلتصق في سقف المنزل هرباً من شدة الصراخ الذي ألم بالمكان وعلى الفور إنسحب أخوايا الكبيرين  إلى غرفتنا الخاصة واقتادوني معهما وراح أخي الكبير يقول لأخي الأصغر:

-أمك معها حق

 فرد عليه أخي الأصغر:

- يا سيدي ما معها حق

 وأنا بينهما سألت:

- ماذا يحدث أخبروني..

نظرا إلي بغضب ثم حملني أخي الكبير بين يديه ورماني على سريري وغطاني باللحاف وصرخ بي :هي إلى النوم ولا أريد أن أسمع منك همسة.

نعم كنت أخاف أخي الكبير كثيرأً لأنه كان يضربني ولكن بعد أن صحوت من نومي وكبرت أكثر وصارت الأيام تفسر لي الوقائع والأحداث خطوة خطوة ومرحلة مرحلة إلى ان وصلت لهذه المرحلة التي أرى فيها اختي الصبية الجميلة في صغرها

 

قد أصبحت في الأربعين من عمرها وإلى الآن  لم تتزوج بعد. وفاءً منها للحب الذي كانت تكنه لذلك الشاب الوسيم الذي رفضته أمي في ذلك اليوم ولم ترضى إستقباله رغم محاولة والدي الذي دخل غرفتها وقال لها : ياسمية عيب الجماعة جايين

يطلبوإيد بنتك ومبين عليهم ناس أوادم ومنيحيين.

جاوبته أمي ممتعظة بعرف أنهم جايين يطلبوا إيد بنتك بس يا منصور أنا ما بجوز بنتي لواحد فلسطيني.

 إشتد لهيب والدي بعد سماعه هذا لجواب وطبعاً والدي لم يكن له تلك السيطرة أو الإجبار الذي يستطيع فرضه على أمي صراحة لأن أمي تملك ثلاث محلات حلويات يديرها والدي فسلطة المال في منزلنا بيد أمي ويخاف والدي إن أجبرها على شيء أن تصدر بحقه قرار تعسفي يؤثر على عمله لذا فهو يمشي مع كلامها دائماًومع ذلك جاوبها والدي:يعني إذا كان واحد فلسطيني عار عليه.

 توضح أمي بسذاجة بالغة: ياحبيبي الفلسطينية على عيني وراسي ما تفهمني غلط لكن بكرا إذا تحررت فلسطين هو راح يرجع على بلده وراح يأخذ بنتك معه يعني راح تتغرب وانا ما بجوز بنتي غريبة .

 -  ياستي هي تتحرر فلسطين وإنشاء الله بنتك بتروح عالهفا .

وتتابع أمي نثر سذاجتها :

وبعدين يا روحي هالسنة عنده تخرج وراح يطلع على هولندا ليشتغل مع واحد من أقاربه هيك خبرتني بنتك المصون وأنا ماني موافقة ماني موافقة.

-  يحاول والدي مراراً:

-  لك يابنت الحلال الولد ذكي وله مستقبل كويس وبنتك بتحبه حرام نضيع هل الفرصة على بنتك.

  بحزم وجزم والدتي المعهود:

-  خلاص ..خلاص بقى .....إفهمنا  موافقة ماراح أوافق لوبتطلع عينه

 أخذ والدي حسبه وخرج وقتها ليشرح للشاب وأمه وجهة نظر أمي ناحية فكرة الخطوبة والشاب حاول جاهداً إقناع والدي ولكن والدي ليس بيده حيلة.

نهض الشاب من على الأريكة وقال جملة لأختي:

- شايفة مين عم يحط العصي بالعجلات يا منيرة.

 وخرج هو ووالدته مغادرين .

لفترات لاحقة عرفت أن هذا الشاب قد عرض على أختي الهرب معه إلى هولندا  لكن أختي رغم كل الحب والوله الذي تكنه له لم ترضى وأكبر دليل على هذا الحب أنها اصبحت في الأربعينيات من العمر ولم تقبل أن تتزوج وبالتالي هي تريد أن تنتقم من أمي بطريقة غير مباشرة كردة فعل على رفضها لحبيبها على الرغم من أن أختي قد تقدم لها أفضل الشبان.

لقد كانت أختي بالرغم من القطيعة التي حصلت مع حبيبها متابعة لأخباره حيث كان يكتب في إحدى الصحف العربية التي تصدر من هولندا ويظهر في بعض المقابلات في البرامج السياسية حيث  كان يعمل كمحلل سياسي ...وفي الفترة الأخيرة قالت لي أختي أنه عاد إلى فلسطين ليعمل في منصب رفيع في حركة  حماس

 

لم أتوقع أن أ رى قصة حب على أرض الواقع كما هي قصة حب أختي مع عبد المجيد وأنا القارىء للكثير من قصص الحب في الروايات والأشعار.

ذات مساء رن هاتفي الجوال فكانت أمي قالت لي بإضطراب :بني تعال شوف أختك تضرب وتلطم على وجهها وكأنها جنًت وعلى جناح السرعة  وصلت المنزل كانت تبكي بشدة وتصرخ باسم عبد المجيد إحتضنتها بين يدي لكي لا أدعها تلطم على وجهها ورحت أهدىء من روعها قليلاً علني أفهم ما الامر صارت تصرخ اتركني إتركني أموت لألحق به لقد مات عبد المجيد مات.......

فاجأني الخبر انا المتابع الدائم لحال أختي وأخبارعبد المجيد.

-  من قال لك انه مات ....وكيف ؟

قالت لي: اليوم إسرائيل نفذت هجوم على قطاع غزة وقتلت سبعة وعشرون شهيد من بينهم عبد المجيد يلي فخخو ا سيارته..   لقد شعرت بأن جسدي قد تكهرب من هول الخبر انا الذي يعرف جيدا بأن  الشيء الوحيد الذي يربطها بالحياة هو عبد المجيد .

تعبت حال أختي كثيراً من المرض وقلة التغذية فاستقالت من وظيفتها لتجلس في البيت باكية ونادبة حظها صرنا نخاف عليها كثيرا وخاصة أمي التي كانت كل مات حاول الإقتراب منها تصدها أختي  في أي شيء تقوله أو تفعله معها وامي اليوم قد كبرت وهرمت وأصبحت بحاجة لعناية فائقة هي الأخرى.

 وفي إحدى الأيام إتصلت بي أمي فزعة لتخبرني بأن أختي خرجت من البيت دون أن تخبرها إلى أين رغم توسلها لها أن لا تخرج بسبب حالتها المتعبة وكالبرق كنت في البيت فحاولت الإستفسارمن أمي أكثرو نزلت إلى الشوارع  لأبحث عنها  ولكن أين أجدها ودمشق كبيرة جداً.. ياربي  ....ياربي ....

ثم لمحتها من بعيد  نعم إنها أختي تمشي مع المسيرة التي نظمتها مدينة دمشق وهي تهتف مع الجماهير منددة بأعمال العنف التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي المحتلة كنت أراها تصرخ وتبكي  إقتربت منها رأتني أخذتها في حضني ثم إقتدتها من يدها وخرجنا من بين الزحام متوجهين إلى جبل قاسيون حيث أخذت تنظر إلى دمشق من فوق وهي تبوح لي بأجمل الذكريات التي قضتها مع عبد المجيد أيام الدراسة الجامعية ومن يومها إستعادت أختي منيرة نشاطها وقد تبنت في ضميرها وقلمها القضية الفلسطينية حيث أصبحت لها زاوية ثابتة في إحدى الصحف السياسية لا تعبر من خلالها إلا عن القضية الفلسطينية وعن حبها لعبد المجيد من خلال هذه القضية ..

في الشهر الماضي ذهبت أختي مع والداي إلى مكة لتعتمروعندما عادت

 قالت لي بشغف :

-لقد رأيت عبد المجيد في مكة.

إبتسمت مسايراً لهاومستفسراً

-  ماذا تقولين ؟!

أجابتني  كمن يقول كلام صدق:

 -  والله لا أكذب لقد رأيته يطوف حول الكعبة وقد تبعته ولكنه ضاع بين الزحام والله كانت صورته ....صرخت باسمه ولكنه لم يسمعني.

إبتسمت عندما سمعت منها هذا الكلام وعرفت وأيقنت عمق الحب الذي تكنه لعبد المجيدالذي يشغل كل بالها  حتى عندما تكون في أقدس الأماكن وفي لحظات التواصل مع الله.


2010-07-17 13:00:43
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
رغم كل شئ...لسه متفائلة2010-07-20 13:21:44
الله يجمعها فيه بالجنة
والله بكيتني و أنا لسه بشغلي و عم فكر يا ترى شو كان صار لو أختك تجوزت عبد المجيد؟؟ مو هو انسان شريف و عندو نخوة و شهامة؟؟مو هدول الصفات اللي عم ندور عليهون بجوز المستقبل؟؟يمكن لأنو الحلو ما بيكمل و مستحيل يكمل مرات لازم نضل نستنى و نقول انشالله خير
-الإمارات
reeem shikha2010-07-18 15:30:04
متابعة
قصة جميلة وبغاية الروعة دمت بكل خير ودام الحب بين الجميع .......تقبل مروري بين سطورك التي تحمل أجمل المشاعر
-سوريا
الحمامة البيضاء2010-07-18 12:23:09
الله يفرج عن فلسطين وأهل فلسطين
قصة رائعة بكل ما فيها من مشاعر الحب والوفاء وموقف الأخ الحنون والعاقل
-سوريا
فراس الراعي2010-07-18 11:17:50
شكر وإمتنان من كاتب القصة
((صن النفس واحملها على مايزينها..........تعش سالماً والقول فيك جميلُ )) تحية طيبة لكل من شارك بالتعليق على هذه القصة/سلمى ،اسماء،هلا،إبن سورية،هيا ،جهينة/أعزاء دائماً على قلبي ودمتم بخير .
سوريا
جهينة2010-07-17 22:40:48
قصة حلوة كتير ومؤثرة
بصراحة اكثر مااعجبني في القصة موقفك الراقي والمحب لاختك وهكذا يجب ان يكون كل الاخوة وهذا يدل على رقيك ووعيك وتفهمك للحياة تحياتي لك
-سوريا
هيا2010-07-17 21:25:06
ابغى سوري وبس
أناسعوديةمن منطقة قريبة من مكةأحب الشاب السوري مرة واموت علية لانه لذيذ يجنن يذوبني ياخذ عقلي انا ابغى اجوز سوري بليز ساعدوني ابغى سوري مش مهم قديش معه فلوس بس الاهم قد ايش معه عاطفة
السعودية
ابن سورية2010-07-17 18:30:40
ليس الحب
اشكرك من اعماق قلبي لأنك بقصتك هذه انهارت ثلوج غربتي لقد اشعلت عواطف ومشاعر كانت مدفونة تحت تراب من جليد ياصديقي هذا ليس حب انه الوفاء الذي اصبح نادر الوجود حالياشكرا لك
الكويت
هلا2010-07-17 17:03:30
حب حقيقي
والله بكيت من هالقصة اللي ما بعتقد انو في متلها بالوقت الله ايعوضها بالجني ويجمعها مع حبيبها بالجنة
-سوريا
أسماء2010-07-17 15:34:30
الكاتب المبدع
صديقي المبدع فراس، سلمت يداك على هذه المساهمة الرائعة، فقد تركت أثراً واضحاً في نفسي،حقاً إنك كاتباً مبدع،وفقك الله .
سوريا
سلمى2010-07-17 13:42:43
....
مشاركة رائعة والله انك أبكيتني
-سوريا