syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
مسرحية أبو غريب ... بقلم : فراس الراعي
مساهمات القراء

صوت تفجر في قرارة نفسي الثكلى : عراق

الريح تصرخ بي : عراق


و الموج يعول بي : عراق ، عراق ، ليس سوى عراق 

البحر أوسع ما يكون و أنت أبعد ما يكون

و البحر دونك يا عراق......(( بدرشاكر السياب))

لقد توافد اليوم إلى المسرح الكثير من الناس ومن مختلف الطبقات والشرائح ليشاهدوا عرض إحدى المسرحيات.

وعندما حانت ساعة العرض خيمت ظلمة دامسة على المكان كله وبدأ صوت جوليا بطرس يصدح من مكبرات الصوت بأغنيتها الشهيرة (( وين ...وين وين ...الشعب العربي وين ...وين الملايين ...الشرف العربي وين ... )).

لقد شحنت هذه الأغنية نفس الجمهور بأحاسيس يغذيها العزيمة والعنفوان والصلابة تجاه أمتنا العربية وقد دبت نيران الثورة فيهم لشدة ماتأثروابهذه الأغنية وإنك لتخالهم بأنهم سينتفضون بشكل لا يصدق ساعة خروجهم من المسرح .

وبقية الظلمة هي السائدة على حضرة المكان لتمر بضع دقائق فقط فتخترق العتمة بقعة ضوء دائرية قطرها لا يتجاوز المترين وهي تركض في أرض المسرح جيئة وذهاباً كما الحائر في أمره بأحثة عن وجهة أو مكان لتستقر فيه وإنك سترى الجمهور في تلك الساعة قد أصابتهم  دوخة في رؤسهم وهم يلاحقونها بأبصارهم ثم سرعان ما أستقرت على يمين المسرح مسلطة ضوئها بالكامل على تلك الفتاة العشرينية الجالسة على الأرض وهيئة البؤس تلبس وجهها الشاحب الخائف مع أنها تبدو جميلة جداً بشعرها الأسود المسترسل وبشرتها السمراء وعينيها الواسعتين وإنك لتخالها خليفة ملكات بابل القديمات التي قرأنا عنهن في كتب التاريخ   لقد كانت تندب حظها العاثر الذي أودى بها إلى هذا السجن اللعين .

وهنا تعطيك مكبرات الصوت صوت مشي أقدام تخبط على الأرض لن تحتاج إلى كثير من الإصغاء لتعرف بأنها خبطة حذاء عسكري وفي نفس الوقت يسمع  صوت باب يفتح لتوه .

فترتعد الفتاة البائسة عندما ترى الجندي يقترب ناحيتها وكأن به وحش يريد إفتراسها وتنتقل مساحة الضوء على الجندي الذي دخل عليها بنبرته الصاخبة واشمأزازه المرسوم على وجهه صارخاً بها : تحركي هيا معي

وتنتقل مساحة الضوء إليها فتنظر إليه بخوف ووجل وكأن بها لم تفهم لغته التي يحدثها بها .

وهنا تغطيهما مساحة الضوء معاً فيصرخ مرة أخرى ممتعظاً جداً :

-هيا أنهضي.   ويومأ لها بيده موضحا .

فتفهم حركة يده وتنهض وهي تجهش في البكاء فيمسكها من شعرها بيده ويجرها أمامه وهي تصرخ وتولول.

- إلى اين تأخذني..... إلى أين

ثم تختفي بقعة الضوء لتحل العتمة على المكان مرة أخرى ويعم صمت صغير وبعدها يسمع صوت باب يفتح وتعود بقعة الضوء للظهور على المسرح من جديد وتتسع قليلاً ليظهر تحتها الفتاة التي يمسكها الجندي والضابط مدير السجن في مكتبه.

يتكلم الضابط معها بلغة إنكليزية ذات لهجة أميركية وهو ينظر بتكبر وتعال عليها وفي ذلك الموقف قال لها بقرف:

- أجثي على الارض أيتها العاهرة

ولم تفهم الفتاة التي كانت ترتجف خوفاً ما كان يقوله لجهلها باللغة التي يتحدث فيها.

ويصرخ الجندي بها أيضاً وهو يلكمها برجله لتجثوا على الارض فتجثوا عنوة .

ويقترب الضابط بضع خطوات منها ويقول :

- جميلة هذه العراقية لابد أنها خليفة ملكات بابل ولكنني سأشوه هذا الجمال كما شوهنا صورة العراق كله وسرعان ما فك حزام بنطاله وأسدله على الارض ليتعرى نصف جسده السفلي فارتعدت الفتاة كثيراً وكأن بلسانها قد تلعثم ولم تدري بما ذا ستعبر أو تقول  فاقترب الضابط منها ليلتصق بها والجندي يمسكها من شعرها وهو يضحك  وهي تصرخ بقوة الزلازل وترفض قائلة :

- لا ..... لا ...

ثم ينقطع الضوء مرة أخرى لتخيم العتمة من جديد فتختلط عدة أصوات  في المكان من بكاء وصراخ وضحكات الضابط الأمريكي والجندي اللذان يلهثان ككلب جائع وراء شهواتهم ليهتكوا شرف الفتاة البريئة .

ثم راح الصوت يضعف ويتلاشى حتى أختفى تماماً...

والجمهور في هذه اللحظات تلبسه صمت رهيب وكأن الأنفاس قد قطعت تماماً فلا همسة تسمع ولا تعليق يذكر.

وبعد دقيقتين تماماً تظهر بقعة الضوء لتتوهج من جديد شاملة المسرح بأكمله فتظهر إحدى الراقصات العاريات التي راحت تتلوى على جانبيها بجسدها الممتلىء فانشد الجمهور لها بكل حواسه وراح يصفق ويزغرد معها دون أن يفوتوا متعة النظر على الأماكن الملتهبة من جسدها وقد تعاطف الجمهور معها فراح الناس يرفعون جوالاتهم ليصوتوا لها عبر رسائل الجوال ليساندونها بالفوز في مسابقة الرقص التي ستسطر اسمها في سجل العاريات العاهرات .......وقلوبهم  تنبض معها ناسين مصائبهم الحقيقية. 


2010-07-11 13:00:43
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
أسماء2010-07-11 21:14:51
أحييك
سلمت يداك سيد فراس كتبت فأبدعت،تقبل مروري والله الموفق.
سوريا
إياد2010-07-11 20:25:24
آسف
كل مرة بقرأ شي عن العراق بصيبني نفس الشعور المزعج، بس المباراة النهائية بعد ساعة ...
-ألمانيا