يتفق معظم الباحثين على ان جملة التحولات الكمية والنوعيةالتي
طرات على وسائل الاعلام والاتصال في الاونة الاخيرة وما ادت اليه هذه التحولات من
نتائج هامة على صعيد واقع الحياة الاجتماعية با شكالها المختلفة تعد من اهم الخصائص
التي يتميز بها عالمنا المعاصر
ولقد شهدت سورية كغيرها من اقطار العالم هذه التغييرات لاسيما
على صعيد الصحافة الالكترونية والدور الكبير الذي لعبته ومن هذا المنطلق يجب معرفة
حسن استخدام وسائل الاعلام والاتصال لتقوم بدورها في عملية التطوير والتحديث التي
اطلقها رئيسنا الشاب الدكتور بشار الاسد ولهذا كان هذا المقال السريع والمقتضب
والذي يشكل فاتحه في هذا المجال لانه مجال مهم يجب ان تمتد اليه يد الاصلاح
والتحديث والتطوير
الاعلام التنموي الاداري الاصلاحي
يعد الاعلام التنموي في عصر نا الراهن فرعا اساسيا وهاما من
فروع النشاط الاعلامي ويعود الفضل الاول في استحداثه الي العالم والباحث ويليبر
شرام الذي وضع كتاب عنوانه وسائل الاعلام والتنمية حيث بحث في دور الاعلام التنموي
واهميته في احداث التحول الاجتماعي والتغير والتطوير والتحديث وبشكل عام الاعلام
التنموي الفعال يعني وضع النشاطات المختلفة التي تطلع يها وسائل الاعلام في مجتمع
ما في سبيل خدمة قضايا المجتمع واهدافه العامة او بمعنى اخر هو العملية التي يمكن
من خلالها التحكم باجهزة الاعلام ووسائل الاتصال الجماهيري داخل المجتمع وتوجيهها
بالشكل المطلوب الذي يتفق مع اهداف الحركة التنموية ومصلحة المجتمع العليا .
خصائص الاعلام التنموي الاصلاحي
• هو نشاط اعلامي هادف يسعى بالدرجة الاولى الي تحقيق اهداف
وغايات اجتماعية مستوحاة من حاجات المجنمع الاساسية ومصالحه الجوهرية
• وهو اعلام مبرمج مخطط يرتبط بخطط التنمية ويدعم نجاح هذه
الخطط
• اعلام شامل متكامل الهدف منه مخاطبة الراي العام واقناعه
بضرورة التغير الاجتماعي الذي تقتضيه التنمية وعملية الاصلاح الجارية
• اعلام متعدد الابعاد بحيث يشمل البعد الاقتصادي والاجتماعي
والسياسي والتربوي والمالي والإداري حيث بدانا في سورية نشاهد صحافة مالية وادارية
واقتصادية ومجتمعيه جيدة جدا
• يجب ان يكون الاعلام التنموي واقعي في الاسلوب والطرح وان
يكون واضح وان يقول الحقيقة بصدق كما هي بلا تزويق ولا تجميل وان يستند على حجج
وبراهين منطقية في اقناع الناس عند ئذ يحظى بالقبول والاستحسان من قبل الناس بقدر
ما يلامس الواقع ويعبر عن هموم الناس ومشاكلهم وطموحاتهم الفعلية وهذا مافعله
الاعلام الالكتروني السوري
مهام الاعلام التنموي التحديثي
• مهمة توفير المعلومات للسكان عن التنمية وشرط نجاحها وكيفية
انفاق المال العام وشرح القوانين وتبسيط الاجراءات وذلك من خلال تنشيط وتوسيع
الحوار واتاحة الفرص امام الناس للتعبير عن ارائهم وافكارهم بخصوص كل مشاريع
الحكومة وكذلك الاستماع لاقوالهم والخذ بالاقوال والاراء الجادة منها
• اختيار المعلومات بشكل دقيق وجذاب واستخدام اساليب مشوقه من
اجل جذب كل شرائح المجتمع للتفاعل مع الوسائل الاعلامية
• تعليم الناس المهارات والاساليب اللازمة التي تتطلبها عملية
التحديث والتطوير لاسيما الجراة وانتقاد الخطا وانتقاد المسؤول الذي يخطا وعدم
الخوف من المدير والوزير واعضاء القيادة لان كل هؤلاء يخضعون للمساءلة وتعتبر وسائل
الاعلام اهم سلاح في مساءلة الخارجين عن القانون والنظام العام وذلك من خلال نشر
اعمالهم وافعالهم المخالفة للنظام العام
متطلبات نجاح الاعلام في تحقيق النطوير والتحديث
• توفير وسائل اعلام واتصال متطورة مختلفة سمعية بصرية – مقروءة
– مسموعة – انترنيتية ..... حيث من خلال هذه الوسائل يمكن تعريف الناس بحقيقة
مشاكلهم ونقل افكارهم لتحقيق التطوير المنشود
• دلت الدراسات على وجود ارتباط بين النمو الاقتصادي ونمو وسائل
الاعلام
• توزيع وسائل الاعلام المتعلقة بالتنمية بشكل جغرافي يتناسب مع
مساحة البلد بحيث تشمل كل المناطق والنواحي وحتى القرى ذات الكثافة السكانية
العالية وفي هذا المجال نقترح اصدار صحيفة طرطوسية محلية نقترح لها اسم عمريت
وسنعمل جاهدين مع المعنيين من اجل اصدارها لتكون ناطقة باسم المحافظة وترصد هموم
وقضايا ونشاطات المحافظة
• تامين الكادر الاعلامي المتخصص وذلك من خلال الاعتماد على
خريجي كليات الاعلام والصحافة وتقنيي الصناعة الاعلامية وتوفير الكادر الاداري
اللازم لاعداد البرامج الاعلامية
دور الاعلام في التحديث والتطوير
• دور اجتماعي من خلال تحويل وتعديل موقف الناس وتصرفاتهم ازاء
مسائل ومواضيع التحديث والتطوير لا سيما اصلاح الادارة واصلاح القضاء وتطوير
التشريعات ومحاربة الفساد والمشاركة بالراي وبالعمل بكل ما يخدم ويؤدي الي نجاح
المشروع التطويري والتحديثي لسورية
• توسيع الافاق الفكرية عند الناس من خلال منظور جديد يتطلب
منهم اعتماد وسائل جديدة اكثر عصرية واعتماد انماط سلوكية واساليب عمل اكثر تطورا
واشعارهم بان التحديث والتطوير وما يتضمنه من اهداف ومبادىء هو الكفيل لتلبية
حاجاتهم حيث توجد بعض الفئات التي تقاوم التحديث من حيث لاتدري
• ترويج الاساليب والمواقف والنماط السلوكية العصرية التي تلاءم
حاجات التطوير والتحديث كالمشاركة والحوار وقبول الاخر واالانفتاح على التجارب
المهمة وتجنب البدء من الصفر في اي مجال من مجالات الحياة
• تلعب وسائل الاعلام دورا تثقيفيا كبيرا من خلال رفع المستوى
الثقافي للناس وتعليمهم لكي يتمكنوا من المساهمة الجادة في تطوير وتحديث مجتمعهم
ومن الواضح والمعروف ان التحديث والتطوير لا ينجح في ظل مجتمع تصل فيه نسبة الامية
الي 5. % حيث لا يبدع الامي في عصر العلم والتقنية وكذلك لا تستطيع ادارة تاهيلها
منخفض المستوى ان تحقق التطوير والتحديث لذا لا بد من احداث تغير نوعي في بنية
الادارة والقوى العاملة بحيث نوظف كل المؤهلين تاهيل جامعي عالي ونتخلص من منخفضي
التاهيل حتى نستطيع ان ننافس في عالم اليوم
• تستطيع وسائل الاعلام ان تقوم بدور سياسي مهم وذلك من خلال
تقوية الاواصر بين القيادة والناس ومن خلال توسيع الحوار بين جميع افراد المجتمع
وبين المجتمع والدولة
هل نستطيع ان نطور الاعلام ونعيد الناس الى
شاشة التلفزيون السوري ؟
عند الحديث عن الاعلام السوري نرى الانتقادات من جميع
الاتجاهات للصحف للتلفيزيون للكادر الاعلامي وهذا ما يبرر اعادة النظر بكل وسائل
الاعلام السورية بحيث تعود الثقة بين وسائل الاعلام وبين الناس بحيث نقدم اعلام
حقيقي تنموي ناجح جذاب مقنع صادق سريع يواكب الحدث في كل المجالات وان نحرر
الاعلاميين من الخوف وان نستبدل غير المؤهلين وعبر رفد وسائل الاعلام بجيل متحمس من
الشباب وينتمي فكريا وسياسيا الي سورية والى مشروع التطوير والتحديث الذي اطلقه
القائد الشاب بشار الاسد في ثنايا خطاب القسم ولا بد من معرفة المواقف المتكونة
تجاه مواضيع الاعلام ولا بد من معرفة اللغة والمصطلحات والرموزالاعلامية المناسبة
للجمهور حيث ان لكل فئة اجتماعية لغتها الخاصة بها فقطاع الطلاب والشباب غير قطاع
الفلاحين والعمال ومن هذا المنطلق يجب عدم التوجه بالكلمات ذاتها الي فئات اجتماعية
مختلفة بل يجب ان نختار لكل فئة اجتماعية لغتها التي تلائمها من حيث الشكل والمضمون
كما لا بد من انهاء احتكار وسائل الاعلام من قبل الحكومة بل يجب
السماح لكل افراد المجتمع على اساس حر ومسؤول بان تمتلك وسائل الاعلام التي تخاطب
فيها الراي العام وتقدم وتشرح برامجها للناس
كما يمكن الاستفادة من خبرات وتجارب البلدان الاخرى التي
استخدمت وسائل الاعلام لاغراض التنمية والتحديث والتطوير
واعتقد ان هذا الامر سهلا وممكنا حيث نشرع التنافس بين وسائل
الاعلام العامة والخاصة لما فيه مصلحة البلد ومصلحة سورية من اجل انجاز تطوير
وتحديث سورية علينا ان نوظف الاعلام والثقافة والتعليم والادارة والقانون وووو
لذلك نحن بحاجة الى قانون اعلام الكتروني شفاف واضح