syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
هل نستطيع مكافحة التدخين ؟! ...بقلم : ابراهيم فارس فارس
مساهمات القراء

التدخين ، ذلك البلاء المقيم ، يقتحم فناءات حياتنا ودهاليزها ودقائق تفاصيلها . يملؤها أذى ومتعة كاذبة ! يدخل كياناتنا رغما عنا سواء رضينا أم لا ، فلا بد من التنفس وشم الهواء الملوث سواء كنا مدخنين أم جيرانا للمدخن ، وفي النتيجة ، كلنا يدفع الثمـــن !


والدخان ، وأقصد هنا التبغ ومشتقاته ، يبدو وكأنه أصبح واقعا مفروضا رغم ايماننا بضرره ! ونواظب على استخدامه بالرغم من معرفتنا بذلك !! تصوروا مثلا كم ندفع سنويا ثمن سكائر تحرق ، تخيلوا اننا جمعنا كلفة ما نستهلكه في سورية ، وهو بحدود ستة وعشرين مليار ليرة سنويا ، تخيلوا لو أننا وضعنا بدل الدخان على انواعه هذا المبلغ الكبير ، ليرات ورق ، ثم صببنا عليها الكاز ، وأحرقناها ! الن يقولوا عنا بأننا مجانين ؟!

اليوم ومنذ فترة قريبة صدر المرسوم 62 لعام 2009 ، والقاضي بمنع التدخين تحت طائلة اتخاذ الاجراءات الرادعة بحق المخالفين ، فهل سنستطيع تطبيق نص المرسوم وتعليماته التنفيذية ، ونكون بذلك قد حققنا انجازا تاريخيا غير مسبوق ، ام سيصير بنا كما يقول المثل : وكأنك يابو زيد ، ماغزيت !؟

لقد حددت التعليمات التنفيذة للمرسوم العقوبات الناتجة عن مخالفته ، حتى قد تصل الى تسريح الموظف مثلا !! تصوروا أن رجلا يقطع باب رزقه ومعيشة عائلته لأنه لا يستطيع البقاء دون دخـــان وتدخين !! والأنكى من ذلك ، أولئك الذين لا ذنب لهم ولا جريرة الا أنهم يشاركون المدخنين قسطا طويلا من حياتهم سواء في العمل او المنزل  ، ويشاركونهم مجبرين دخانهم المؤذي ، وأنفاسهم الملوثة بسحب الموت ، ولا حيلة لهم حيال ذلك ؟!

انني أقول وبصراحة ، وهذا ليس من قبيل اليأس ، اننا شعب تعودنا على التراخي في التخلص من عاداتنا السيئة ، ويرى البعض ان التدخين مسألة حرية شخصية ، ولا يحق للغير فرضه من طرف واحد ، كما ان المخالف عندنا اذا ما وقع ، فإن يدا ما تحاول انقاذه ، مما يشجع على المخالفة أكثر ، ولذلك استشرت لدينا مخالفات الفساد والسرقة والاحتيال والنصب والاعتداء على الملكية العامة !!

وثمة كلمة اود قولها وهي بخصوص كيفية معالجاتنا لمشاكلنا ، اذ غالبا ما تستفحل المشكلة ونشعر جميعا بآثارها السلبية التي ندفع ثمنها كل يوم ، ومع ذلك نتأخر في علاجها ، حتى اذا أصبحت لا تطاق ، اخترعنا نصا على عجالة أو استوردناه ، وطلبنا الالتزام به تحت طائلة العقاب الشديد !! لماذ لا ننتبه الى ذلك وندرسه دراسة معمقة دون استهلاك المزيد من الوقت ، فنخرج بتعليمات قابلة للتطبيق ، وفيها حل لهذه المشكلة ؟ الم نضطر الى تعديل قانون السير بعد فترة وجيزة من صدوره ؟

كذلك ثمة أمر آخر  هام جدا ، وهو أن من يكلف بتطبيق النص ، هو أول من يخالفه في الغالب !! جدوا لي مثلا سيارة شرطة أو أمن  يضع سائقها حزام الأمان ، فكيف سيطبق القانون والحال كهذه ؟

الحمد لله اننا لسنا من المدخنين ، ولكننا لسنا بمنأى عنه شئنا أم أبينا ، الا اذا نفذ القانون بعدالة ، واذا قلنا ان تطبيقه مستحيل فهذا هو المستحيل بذاته ، اذ ان كل سائقي بلدنا وحتى عهد قريب كان الالتزام بوضع الحزام اثناء قيادة السيارة عندهم  شيء مستحيل ، لكنه اليوم صار عرفا وأمرا لا يمكن نسيانه أو التهاون فيه !! وكذلك التدخين ، وأملنا أن (تظبط )هذه المرة أيضــــا .

2010-05-19 23:00:43
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
مدخن عتيق2010-05-20 13:17:40
لا اعتقد
والله يا صاحبي لا اظن انها ستظبط لا هذه المرة ولا في اي مرة ! نعم ربما تراجع التدخين بدرجة ما ولكنه بلاء عمره قرون .. فكيف تريد ان ينتهي بمجرد اصدار قانون ؟!
-سوريا