أنا لا أكتب لتحتويني الكتب لكنني أكتب للبسطاء للذين يطلبون ماءً وقمراً

 (( بابلو نيرودا))

قصة رقم 1:

في عشية عيد الفصح دعا إلى بيته ثلاثة عشر رجلاً من الفقراء المعثرين الدراويش في مدينته فأطعمهم طعاماً فاخرا ً ثم أحضر طست الماء وغسل أقدامهم ثم جففها وقام بتقبيلها  وأعطاهم مالاً متيمناً بالسيد المسيح الذي قام بهذا العمل مع حوارييه في العشاء الأخير وطبعاً لم يقل للفقراء كما قال السيد المسيح لحواريه أحدكم سوف يسلمني الليلة بل قال لهم إحكوا وأخبروا كل من يصادفكم على ما فعلته معكم من خير ... في اليوم التالي خرج الرجل من بيته و أخذ يتمشى في حواري وأسواق المدينة فصار الناس يرمقونه بنظرات الاعجاب مقدمين له جل احترامهم وتقديرهم لما أبداه  من تواضع  وحسن تكريم وضيافة للفقراء الدراويش وقد كانت خطته هذه التي افتعلها أفضل وسيلة للدعاية من أجل النجاح في انتخابات مجلس الشعب  وفعلاً حصد أكثر الأصوات في مدينته وبعد أن أصبح عضواً في المجلس لم يعد يراه أحد. 

قصة رقم 2:

طوال عمره يشعر بأنه يداس تحت الأقدام ولا من مكترث بحالته واليوم سنحت له الفرصة أن يدوس ويدوس بقوة ويشمخ برأسه عالياً وكأنه فارس يمتطي صهوة جواد على قمة جبل ومن حوله الحشود تهتف باسمه فخراً واعتزازاً وبينما هو يعيش أحلام اليقظة قال له صاحب صندوق البويه : أبعد قدمك وهات الحساب......