عبر  التاريخ ، ومنذ دبت قدما سيدنا آدم عليه السلام على أديم الأرض ، ونحن نجد أن الأساس في كل العلاقات والممارسات الانسانية : المرأة ! ومع ذلك تتهم المرأة في أكثر من نقطة ضعف ، ومنها أنها : بنصف عقــــل ؟!

حواء ، هذه التي أغرت سيدنا آدم فأكل من الشجرة المحرمة ، فكان أن أنزلهما الله سبحانه الى الأرض ، والسبب حــــواء !!

وحواء هذه ، طالما كانت السبب المحرض في الكثير من الحوادث والمتغيرات .. والحروب ، والتي غالبا ما يكون وقودها الرجال ذوي العقول الراجحة كما يحلو لهم أن يقولوا ، ومع ذلك فهي  في نظرهم : ناقصة عقل .. أو بنصف عقل ؟!

اليوم نجد في البيت ، وفي المدرسة ، والوظيفـــة ... حتى في خيــام البدو ، المرأة هي أساس المتغيرات واتخاذ القرارات ! الرجال يقومون بالعمل ، لكن مرجعياتهم بشكل أو بآخر: النساء !! ومع ذلك فهن في نظره ، بنصف عقل !

فالمرأة ، هي الأرض والغذاء والحماية والمحفز والمنشئة والأساس ، والرجل مجرد زارع عابث ، لا يعرف سوى القاء البذرة ، وعلى النساء الباقي .. ومع ذلك فالنساء بأنصاف عقول ؟!

وإذا ما أحب رجل أن يعبر عن أهمية المرأة بعد كل ذلك ، قال ساخرا : ناقصات عقل وديــن ؟! وكأن الأفندي مصدر الحكمة والتعقل ، وهوأمام المرأة ، أداة أكثر من طيعة ، للحظة عبور !

لا يكتمل بناء الأسرة ومن ثم المجتمع دون امرأة ونساء ، واذا كان الرجل عمود المنزل ، فالمرأة سقفه وحيطانه ودفئه وحياته ، بل تعتبر المرأة بنظري مخلوقا معجزا أكثر من الرجل بكثير ، فهي التي خبأت خلف كل تلك المظاهر من الدعة والنعومة والضعف والحنان ، مكامن قوة لا يقوى عليها أعتى الرجال ، وأقوى من كل ما يتمتعون به من ميزات !! فميزات المرأة من حيث الفطنة والدهاء  ، أقوى من كل عضلات الأرض اذا أحسن استخدامها !

وغالبا فإن المرأة تحقق المعجزات ، سواء في المفاوضات أو الصفقات ،ولكن ينسب أي نجاح اذا تحقق ،الى الرجل وللأسف ؟!

ان مجتمعنا مجتمع ذكوري وللأسف ، ومنذ خلقت الدنيا ! ومع أن الرجل من صنع المرأة ، إلا أنه يعتبر ذاته سيدها ، ويتباهي بإمكانياته وهو منها ، لذلك يمارس حقا تعسفيا في القيادة في كثير من الأحيـــان !

ان أكثر الشرائع التي منحت المرأة حقوقها : الاسلام . وقد رفع الاسلام من منزلتها ووهبها مكانة لا تضاهى ، لكن العادات والتقاليد واصرار الرجل على القيادة الأبدية ، جعلت منها في نظره ونظر المجتمع ، مجرد حريــمــة !ولذلك ، نجد الرجل يافعا أم شابا أم كبيرا ، وصيا على النساء ، ويسيرهن وفق ارادته وحقه المكتسب ، وان كن في الأصل يقدنه ، دون أن يعلم ؟!

المرأة أقوى من الرجل

المرأة أكثر قدرة منه على التحمل

المرأة ، تقوم بالمعجزات التي لا يمكن للرجل أن يقدر عليها

المرأة : هي المحرك والأساس لدفة الحياة ، وان لم تكن في المقدمة .. ومع ذلك فهي في درجة أقل .

نعظم المرأة الأم ، ونعتبرها حريمـــة!

نرفع من شأنها كأخت وابنة ، ونعتبرها : حريمــــة ! واذا ما اتحنا الفرصة لها نجدها تتفوق على كثير من الرجال ، وتثبت ذاتها في كل المجالات ، لكنها تبقى في نظر الرجل والمجتمع عامـــة : حريمـــة !

تكاد تقتلنا العادات والتقاليد ، والعيب والحرام والنامــوس ... وفي ديننا أمثلة لا تعد عن نساء قائدات ، وعالمات ...

حتى من تركن بصمات على صفحات التاريخ ، ونزورهن ونتغنى بذكرهن .. وبعضهن مقدسات ، ولكن ومع كل ذلك ، حريمات أساسا .!

لماذا كل هذا الاضطهاد الذي نمارسه بحق النساء ؟

لماذ حصرنا الحكم على مكانة المرأة من خلال مفهوم ضيق للغاية : الجنس !؟ولماذا حملنا المرأة عار كل ذلك إن ارتكب مخالفا للشرع ، مع أن الطرف الآخر دائما : رجل ؟

لماذا لا ينظم ذلك وفق الشرع ، من خلال اعتباره غريزة وجدت مع الانسان تلبى وفقا لذلك ولكن بدون كل هذه التعقيدات ، ثم لا يكون سبة أو منقصة بحق المرأة لوحدها دون الطرف الآخر ؟!

في بلدنا والحمد لله وزيرات وطبيبات ومهندسات ومعلمات ومن كل الشرائح .. وفي شوارعنا عدد لا يحصى من اللواتي يقدن السيارات بكل حرية .. ومثل هذا حلم يداعب كثيرا من نساء دول عدة ، ولكن ما تزال المرأة عندنا لم تأخذ فرصتها الحقيقية ، كإنســــان ؟!

وبرأيي ، متى أخذت المرأة فرصتها العادلة ، وتمت معاملتها كإنسان وليس كأنثـى .. سيصبح بلدنا واحدا من أهم دول العالم طاقة بشرية خلاقة ، وسنكون قدوة ومثالا يحتذى فعــــلا .