هذه حال كل من أدعى
يوما انه من المخلصين الأحرار , لكنه بصريح العبارة حتى الآن لا يعلم سيخلص من؟ ممن ؟ ربما هو شعار أطلقه على نفسه فقط ليتحرر من قيود المجتمع التي تحد من فلتانه ونشوزه , ودائما سيتم الهروب إلى قلعته المنيعة ... ( حرية الخيار ) ....
يترك معالجة حال التعليم المتدهور في بلادنا وبقاتل ضارباً لنا أمثلة عن المدارس المختلطة بأنها هي من جعل الغرب ناجحا ولامعا في كل المجالات . يترك المئات يموتون كل يوم في حوادث الطرقات وتحت أخطاء العمليات الجراحية وأخطاء الأطباء ,
ويأتي ليقول لنا بأنه الوحيد
الذي يقاتل لمنع جرائم الشرف التي تستهدف النساء ( وكأن من يموت على الطرقات وفي دهاليز المشافي التي باتت أشبه بالمسالخ هم فقط من الرجال الأشرار !! ) يحق له أن يعبر عن رأيه الشاذ بكلمات وتصرفات وأقراط (( ربما هذه القطعة من القطع المفقودة لدينا لإكمال نقص عقولنا )) وعندما تقول رأيك يجابهك بالكثير من التهجم الذي بعرفه مباح , مهدداً إياك بتقطيع اللسان فأنت عدو الحرية وصاحب نظرة أحادية عوراء !! وعندما تفحمه بالنقاش يرشفك بكثير من التهم الأصولي , متشدد ) جوفاء ( بربري , وهابي ,
أصولي , متشدد )
تتكلم عن الماضي المشرّف فيجيبك مشككاً بكل المعلومات , فتقول له : فماذا فعلت أنت , فيجيبك بأنه استورد الكثير من المعليات !!!! معلبات !!! نعم يا سيدي معلبات رماها لهم عدونا القابع هناك .. معلبات تحتوي على كل أنواع الأقراط والحلقات وكتب عن حرية الخيار في فن الحب في الجامعات والطرقات ( لكنها لا تحتوي عما يدّرس هناك في الجامعات ) .. وكتب عن حقوق الشذوذ تحتوي على أسماء ملفقة لأكبر علماء العالم متهمة إياهم بالشذوذ ... وتقول هذه الكتب لولا هذا الشذوذ لما صار الغرب في سدة الدول المتطورة ...
وتبدأ المقارنات
بالطب والعلم والهندسة والصناعة التي صنعها الغرب بفضل حرية الخيار وحقوق الشاذين الأخيار . أما الزواج فيبدو أنه العائق الأكبر لمسيرة التطور التي ينادي بها مخلصنا الذي سيدفننا وأفكارنا في التراب . فمع الزواج تكثر المسئوليات والهموم ويُرهق التفكير الذي يسعى لإنعاش العلم الذي لم يرفع الأربعة ( كما كان يقولها أحد الأحرار ) فتسأله ما البديل عن الزواج وكيف ستستمر الإنسانية بالتكاثر والنمو .. فيقول لك الجواب موجود في الكتب أيها الجاهل القادم من صفحات التاريخ المتخلف طبعا يعني الكتب
التي وجدها في المعلبات
والجواب يتكلم ويشرح المساكنة من الباء إلى الياء , وابتدأ الجواب من الباء لأن الإيدز يبدأ بحرف الألف الذي لا تحتويه أبجدية هذا الكتاب , وعندما تقول له ماذا عن الأمراض التي تنتشر من جراء قذارة هذه الممارسات .. فيجيبك باستهزاء : ألا تعلم أن المعلبات احتوت على كل المنتجات الوقائية .......أما الشرف فيربطه كله بمعادلة بهلوانية ويقول لك يجب أن ننساه مع ما فقدناه من أراضٍ عربية , والمطالبة بالحفاظ على ما تبقى منه ضربٌ الهلوسة الهستيرية ...وعندما تسأله عن الحريات الحقيقية هناك , يؤكد لك أنها ستأتي
نتيجة للإباحية المنظمة .
انتهى وضع الخطوط العريضة لحريتهم , الكثير من الغثيان والفلتان , والكثير من القشور , والكثير من الفضلات , والشعارات الجوفاء يطلقوها في عميق أقبيتهم الرطبة . وعند الحديث عن الحريات الحقيقة تبدأ الصفرة تعلو الوجوه , ويبدأ الرجفان , وعند الحديث عن الفساد وضرورة مجابهته . بقولون لك هذا ليس عدونا .. التاريخ هو عدونا .. آدم أنزلنا إلى الأرض مرغمين ... وقابيل قتل هابيل والمأمون قتل الأمين . متناسين عدد المقتولين كل يوم بالملايين , ويلصقون فشلنا بأسباب ما ورائية عقائدية .
