2008-03-13 18:20:48 | ||
ÇáãÓÇåãÇÊ Ýí åÐÇ ÇáÈÇÈ áÇÊÚÈÑ ÈÇáÖÑæÑÉ Úä ÑÃí ÇáãÑßÒ | ||
حدث في سوريا (26).. حكاية حارة الورد... بقلم : ن. الحموي |
||
كل أهل الحي يعرفون ذلك المنزل الواقع في منتصف حارة الورد.. تلك الحارة الهادئة من حارات الشام العريقة المعروفة بأزقتها الضيقة , و شرفاتها المتعانقة, و محلاتها القديمة الصغيرة , و رائحة الياسمين التي لا تزال تعبق بها باحات أرض الديار .. الكل يعرف ذلك البيت الواقع ما بين منزل أبو هاني العرقسوسي و أبو سمير الحلبي إنه بيت الحجي أبو رامز رجب.. اعتدنا رؤية الحجي أبو رامز يجلس على كرسيه المدولب أمام باب البيت بعد صلاة المغرب إلى أن يحين موعد صلاة العشاء و اعتاد أهل الحي على دفع كرسيه من و إلى المسجد القريب.. الحجي أبو رامز.. وجه أبيض مريح يشع نوراً و هدوءاً و يجعلك تبتسم في وجهه مهما كنت منزعجاً أو غاضباً.. يداعب بأصابعه مسبحة حباتها من المرجان الأحمر.. عروق خضراء بارزة غطت ظهر كفيه كما غطاهما النمش البني.. لسانه يلهج بعشرات الأدعية و بطانية عسكرية سميكة تغطي ساقيه على مدار العام.. كنت دائماً أشبه الحجي أبو رامز بجبل الشيخ فشعره الأبيض و لحيته البيضاء يشبهان الثلج الأبيض الناصع الذي يكسو جبل الشيخ على مدار العام..
منذ أن فتحت عيني على الدنيا و انا أعرف الحجي أبو رامز.. أراه و أنا في طريقي للعب كرة القدم مع بقية أولاد الحارة فيقول لي بصوته المرتجف (دير بالك على حالك) و في طريق عودتي يسألني عن النتيجة و عن أسباب فوزي أو خسارتي.. الحجي أبو رامز كان دائماً هناك.. كنت أشعر بالأمان لأنه موجود و كنت دائماً أشعر أنه بركة الحي و أن أدعيته الكثيرة التي يلهج بها لسانه في سر توفيقنا..
ذات مساء و بينما كنا نتناول عشاءنا سألت والدي عن السبب الذي جعل الحجي أبو رامز يصبح مقعداً فاختلف مع أمي على رواية القصة.. هي تقول أنه لم يحتمل وفاة زوجته و رفيقة دربه الحاجة أم رامز فجأة و والدي يقول أنه أصيب بالشلل حين علم أن ابنه رامز رفض أن يعود إلى سوريا بعد أن أنهى دراسته في الخارج.. حتى اليوم لازلت لا أعرف السبب لكن ما أعرفه هو أن الحجي أبو رامز مَعلَمٌ هام من معالم حارتنا كسبيل الماء.. كمصلبة الحارة.. كبائع العرقسوس..
لأبي رامز ولدان: رامز الذي سافر منذ سنوات بعيدة ما عاد أحد يحسبها لكثرتها و الذي ما عاد أحد يذكر شكله أو يعرف عنه شيئاً و الذي يعتبره معظم أهل الحارة السبب وراء إصابة هذا الرجل الطيب بالشلل و الثاني هو معتز.. معتز ذلك الرجل البسيط الذي تزوج ابنة عمه و أنجب منها ثلاثة صبيان و بنت يعيش مع والده و يعمل مع أفراد أسرته على خدمته برمش العين.. معتز يعمل نجاراً في ورشة للنجارة إذ أن مرض والده و تكاليف العلاج جعلته يكتفي بالمصلحة التي كان يتعلمها أثناء العطلة الصيفية و يترك المدارس و الجامعات لأصحابها كما كان يقول.. لم يسمع أحد من معتز كلمة تذمر واحدة.. كان يعمل على خدمة والده و تأمين كل ما يلزمه قبل أي شيء آخر و كانت تقشعر أبداننا و نحن نسمع دعوات الحجي أبو رامز التي تخرج من صميم قلبه بالرضى على ابنه مع دمعة حارة تسيل على خده لا نعلم إن كانت دمعة شوق لرامز أم دمعة حسرة بسبب بعد ابنه عنه.. بعد أن أجرى لوالده عملية القلب المفتوح ازدادت المصاريف عليه.. - مستحيل أعوذ بالله - يا معتز نحن أولاد حارة واحدة و الحجي أبو رامز بركتنا و كلنا أولاده و إنت أخونا - لألألألألأ أبداً أبداً.. الحمد الله مستورة - يا معتز نحن حابيين نشارك و لو بشي بسيط بقى كرمال النبي لا تكسفنا.. و الله الحارة كلها فرحت بخروج الحجي بالسلامة من المستشفى و اعتبر هالقرشين هدية للوالد بدل الورد و الشوكولاته.. أصلاً يا خجلتنا منك و الله ما في شي محرز و إنت مسبق مع الكل.. - بس.. - لا بس و لا شي.. مسيك من إيدي و لا تكسفنا.. شو بنا معتز شو نسيت إنو نحن عيلة واحدة؟؟
بصعوبة قبل معتز أن يأخذ المبلغ الذي جمعناه لوالده من كل أهل الحارة الذين لم يبخل صغيرهم و لا كبيرهم بدفع ما يقدر عليه.. كنا سعداء بعودة الحجي و ننتظر أن يجلس أمام باب المنزل من جديد بفارغ الصبر..
غالب.. فرد جديد انضم إلى الحارة الهادئة بعد شهر من خروج الحجي أبو رامز من المشفى.. علمنا أنه استأجر الغرفة على سطح بيت آل رجب مع منتفعاتها و بأن معتز هو من أجره الغرفة بعد أن ازدادت المصاريف عليه من جهة و ارتفعت الأسعار بشكل جنوني من جهة أخرى.. و بعد ثلاثة أشهر من انتقال غالب إلى حارتنا توفي الحجي أبو رامز..
كان مساءً صيفياً و كان يجلس أمام باب البيت بانتظار موعد صلاة العشاء كعادته.. جلابيته البيضاء، مسبحة المرجان، رائحة عطره الزخم و لحيته البيضاء.. هو كما هو.. كان يحكي قصة لأولاد الحارة منذ دقائق ثم ناول حفيده خمس و عشرون ليرة كي يشتري صحن مسبحة يناوله لوالدته قبل أن يذهب إلى الجامع مع جده و خلال تلك اللحظات الفاصلة ما بين دخول الحفيد إلى المطبخ و خروجه ليدفع كرسي جده انتقلت روح أبي رامز إلى بارئها..
ما عرفت حارتنا حزناً كذلك الذي عرفته يوم وفاة الحجي أبو رامز.. شعرنا أننا فقدنا تاريخ الحارة و بركتها.. شعرنها كما لو أن كل بيت قد فقد أباً و جداً..
بعد أن دُفن الحجي أبو رامز جلست مع أهلي حول مائدة العشاء.. لم يكن أحد منا يرغب بتناول الطعام أو حتى بالكلام.. جلسنا جميعنا بصمت كأن على رؤوسنا الطير.. و فجأة اجهشت أمي بالبكاء و هي تقول: \"الله يرحمه.. غربة ابنه رامز ضلت حسرة بقلبة لحتى مات.. رحمة الله عليك يا أبو رامز\"..
كنا جميعنا قلقين على معتز.. هالات سوداء حول عينيه، وجهه أصفر كالأموات.. شفتين متشققتين لا لون لهما و عينين زائغتين.. الحارة بأسرها كانت إلى جانبه فذاك قام بتأمين الطعام يوم الدفن و ذاك اهتم بطباعة أوراق النعوة و آخر اهتم بأمر الكراسي.. الحارة بأسرها كانت تعمل بكل طاقتها كي يحصل المرحوم على عزاء لائق بما في ذلك غالب الفرد الجديد الذي انضم إلى حارتنا..
\"الله لا يوفقك يا غالب!!\"
عبارة تسمعها في كل مكان.. في مقهى الحارة، أمام دكان أبو أنور السمان، في تجمعات النسوة أثناء الصبحيات، و كلما اجتمع اثنين من أهل الحارة تسمع ذات العبارة: \"الله لا يوفقك يا غالب!!\"
بعد وفاة الحجي ببضعة أسابيع علمنا أن غالب رفض أن يغادر الغرفة التي استأجرها.. بل الأكثر من ذلك قام بالذهاب إلى المخفر و ثبت حقه بالبقاء في الغرفة و رفع دعوى كي يحصل عليها بشكل نهائي و الأنكى هو أنه قام بتخصيص مدخل خاص به بحيث لا يضطر للمرور عبر أرض ديار بيت معتز..
حاول الجميع الوقوف في وجه غالب إلا أن دورية الشرطة التي \"شحطت\" ثلاثاً من شباب الحارة الذين عملوا على التصدي لغالب أثبتت و بالدليل القاطع أن غالب \"مدعوم\" و بأنه يجيد \"اللعب على المليان\" و بأنه يوم أقسم على أن يأخذ هذه الغرفة رغماً عن أنف الجميع لم يكن يتحدث من فراغ..
كان قد مر شهران على وفاة الحجي و ثلاثة أسابيع على مشكلة غالب يوم استفاقت الحارة على الخبر: \"عاد رامز\".. لم نكن مصدقين لما سمعناه!! اعتقدنا أنها مزحة سمجة أو أن معتز قد فقد صوابه و لكن السيارة الحديثة التي حلت محل كرسي أبي رامز أمام باب منزل آل رجب و الحقائب الكثرة التي كان أولاد معتز يعملون على نقلها إلى الداخل جعلتنا نصدق الخبر..
لم يكن يشبه معتز على الإطلاق.. قوي البنية.. ذو صوت أجش.. يمسك بيده مسبحة ثمينة، يرتدي ملابس ما رأى أهل الحارة مثيلاً لها حتى على المهندس جمال الذي يُعتبر ميسوراً و مضرب المثل في الثراء خصوصاً حين يركن سيارته البيجو 504 أمام باب بيته.. باختصار كانت أثار النعم واضحة عليه..
شعرنا يومها أن طاقة الفرج قد انفتحت أمام معتز خصوصاً حين راح رامز يرغي و يزبد و هو يسمع عن ما فعله غالب النذل الذي باتت تصرفاته المشينة تزعج كل أهل الحارة..
- لكن هالكلب عم يجيب بنات كمان.. الله لا يوفقه.. بيت الحجي أبو رامز صارت ترتكب فيه الفواحش؟؟ لا حول و لا قوة إلا بالله.. - و مو بس هيك عم يجيب رفقاته الشباب على البيت و طول الليل على موسيقا عالية.. لك ماعاد عرف حدا بالحارة ينام!! (قال المختار) - كماااان!! عم يجيب شباب!! عديم الأخلاق و الناموس مو عرفان انو هو ساكن على الأسطوح و إنو جيرانه عندهم حريم!! - من يومين حط زبالة على باب بيت هالمسكين أخوك معتز و قبل بكم يوم هو و كم واحد أزعر من رفقاته ضربوا أولاد أخوك و كم شب من الحارة و هالكلب ناول ابن أخوك ضربة سكين كان رح يروحه هاد غير إنو كل ما طلعت مرت أخوك و بنته على ارض الديار ليشطفوا و ينضفوا بيرمي عليهم هالواطي وسخ و زبايل و بيض معفن (أضاف المهندس جمال) - لااااااااااااااا هيك كتير!! القصة صار فيها دم كمان؟؟ يا باطل!! شو البلد ما فيها قانون؟؟ - هه هه هه ضحكتني يا رامز أفندي.. عن أي قانون عم تحكي؟؟ غالب مدعوم و بيقدر يحط القانون بجيبته الصغيرة شو مفكرنا إنت عايشين بسويسرا؟؟ (علق الأستاذ نضال) - فشر.. ما عاش و لا بدو يعيش يلي بدو يقرب على أخي و عيلته و يحاول يمد إيده على بيت الحجي أبو رامز الله يرحمه.. هالبيت من بابه لمحرابه كان من طول عمره بيت رجب و رح يضل بيت رجب مثال للأخلاق و الشرف..
كلمات رامز جعلتنا نشعر ببعض الاطمئنان فلم يكن أياً منا يرغب بوجود غالب بيننا و كنا نعلم جيداً أن معتز ما عاد يملك من أمره شيئاً فهو مسالم بطبعه لا يجرؤ على أن يؤذي حشرة و في ذات الوقت فهو قد تغير كثيراً منذ وفاة الحجي الأمر الذي أنهكه و قصم ظهره.. عودة رامز جعلتنا نطمئن.. فرامز قوي و ثري و كما يقولون الدراهم مراهم و كما استطاع غالب أن يشتري القانون يستطيع رامز أن يشتريه مرة أخرى..
مرت الأسابيع و نحن نسمع جعجعة رامز و لا نرى طحناً.. بل على العكس كنا نرى الطحين كله في جهة غالب الذي بسط سيطرته على السطح بأكمله الذي قال أنه سيحوله إلى بار!!
- على جثتي.. (قالها رامز بتحدٍ) ما بيتحول بيت الوالد الرجل الورع التقي لبار لو شو ما صار!!
مع مرور الأيام ما عدنا نهتم لما يقوله رامز الذي يبدو أنه يجيد الثرثرة أكثر من الفعل و هكذا صار كل منا يعمل ما بوسعه لإنقاذ ما يمكنه إنقاذه من بيت المسكين معتز..
- سماع مني و بيع هالبيت و عطي أخوك حصته و طلاع على بيت تاني - بس.. هاد بيتي!! هاد كل حياتي!! هون في شجرات الياسمين يلي الحجة كانت تدللها و تغني لها، هون شجر النانرج و الليمون يلي الحجي كان يعاملهم تقول ولد من أولاده.. هون صوت الحجة و هي عم تحكي حكاياها الحلوة لأولادي.. هون صوت الحجي و هو عم يصلي و يدعي بالليل.. هون بيتي!! هون عمري و حياتي و ذكرياتي.. وين بدي روح.. وين بدي روح؟؟ (أجهش معتز بالبكاء) - يا معتز الحي أبقى من الميت و بعدين بهون عليك هالأزعر يضل يتحركش بحريمك على الفوتة و الطلعة؟؟ يعني ما تواخذنا بهالكلمة عم يفوت لعنده أشكال ألوان و مرتك و بنتك ما عادوا أخدوا راحتهم ببيتهم هاد غير إنو عم يتعرض لأولادك كل يوم و التاني و أكيد لو الحجي الله يرحمه موجود ما كان هان عليه الشي يلي عم يصير و كان هو طلب منك تبيع و تترك البيت
بعد جولات طويلة اقتنع معتز أخيراً بفكرة البيع و استطاع أن يقنع بها رامز الذي ظل يرغي و يزبد و يتوعد غالب دون أن نرى شيئاً على أرض الواقع..
لم تكن عملية بيع البيت أمراً سهلاً فقصة غالب و مشاكل غالب التي لا تنتهي باتت سيرة على كل لسان مما جعل أي شارٍ ينفر من شراء البيت حتى لو كان جنة..
- أنا بشتريه.. (قالها غالب باستهزاء) - إنت؟؟ إنت يا جربان يا ........... (رد معتز بغضب و هم بالإنقضاض على غالب) - وينك أنا ما بسمح لك أبداً تحكي معي بهالطريقة (رد غالب مهدداً) - طول بالك لنسمع شو في عنده لهالـ.. آدمي (قالها رامز في محاولة لتهدئة أخيه المنفعل) - إيواااا هلق صار فينا نحكي.. ليك عيني رح ادفع بالبيت أربعة ملايين ليرة و هاد آخر كلام - بس بيت الراعي يلي برأس الحارة من شهرين انباع بستة ملايين و هو أصغر من بيتنا و يا دوب بشوف شمس.. (قالها معتز مستنكراً) - ليك عيني تلاتة و تسعمية و كلمة تانية بصيروا تلاتة و سبعمية مشان هيك رح اتركك تفكر من هون لبكرا و تذكر إنو بيت الراعي لقوا مين يشتري بيتهم بقى لا تتشرط على سماي.. إيه ما حدا رضيان يشتري بيتك و لا حتى بمليون بس أنا مو حابب خون الخبز و الملح و محترم ذكرى المرحوم.. - لا تجيب سيرة المرحوم على لسانك النجس يا .... (قالها معتز بعصبية و هو يهم كي يضرب غالب مجدداً في حين قام الحاضرين بتهدئته) نهض غالب و اتجه نحو الباب ببرود و بطء ثم التفت نحو معتز من جديد: \"معك من هون لبكرا متل هلق يا بتاخد التلاتة و تسعمية يا أما بترفضهم و ساعتها لو بتترجاني رجاء ما بشتري منك البيت بتلاتة مليون بقى فكر على أقل من مهلك و جاوبني.. سلام معتزو\" حتى ساعات الصباح الأولى بقيت المداولات جارية في منزل الحجي أبو رامز رحمه الله.. صد و رد.. أخذ و عطاء.. أصوات تعلو أحياناً ثم تعود و تخبو من جديد.. كانت تلك أطول ليلة مرت على معتز الذي اقتنع أخيراً بأن يبيع البيبت بهذا السعر البخس كي يتخلص من غالب و مشاكله أما رامز فبدا غير مبال حيث أنه كان ضد البيع من الأساس و كان يفضل ان يحارب غالب بذات سلاحه و لكن و بما أنه لا يعيش في هذا البيت أصلاً فقد ترك القرار لأخيه معتز (المتضرر الأكبر) و قال بأنه سيأخذ حصته و يعود من حيث أتى.. في اليوم التالي اجتمع كل أهل الحارة في المكتب العقاري.. داخل المحل جلس معتز، رامز و غالب و اثنان من الشهود أحدهما كان المهندس جمال و الآخر من طرف غالب.. تم توقيع الأوراق و استلام المبلغ على مرأى من كل أهل الحارة الذين تجمهروا أمام باب المحل يشهدون بأم أعينهم نهاية منزل آل رجب الذي سيتحول إلى مطعم و بار بعد أن كان (بيت الحجي)..
عاد الجميع إلى بيوتهم في ذلك اليوم يفكرون بالمسكين معتز الذي بدأ في اليوم التالي بنقل أغراضه و حاجياته إلى البيت الجديد الذي استأجره مؤقتاً ريثما يجهز بيته.. علمنا يومها أن رامز أعطى شقيقه مئتا ألف ليرة إضافية من حصته باعتباره تضرر بشكل أكبر من بيع البيت و بعدها لم نعد نسمع شيئاً عن رامز أما معتز فظل يتردد على الحارة التي تسكن روحه.. و ظل يمر بالقرب من باب بيته القديم حيث حلت أكياس الرمل و مواد البناء محل كرسي والده ذو العجلات و في كل مرة كان يمر من هناك كان يبكي بحرقة كطفل صغير..
خلال أربعة أشهر أصبح منزل آل رجب مطعماً و باراً كما أراد له غالب أن يكون و في يوم الافتتاح فاجأنا رامز بكونه أول الواصلين إلى حفل الافتتاح يحمل محل المسبحة الثمينة سيجاراً فاخراً و يرشف بضع رشفات من كأس كريستالي يحوي المارتيني و يستقبل ضيوفه من أهل العزوة و السطوة و أصحاب المقام الرفيع و أما إلى يمينه فقد وقف غالب..
عرفنا يومها أن رامز تآمر مع غالب، اشترى البيت بسعر بخس.. باع شقيقه المسكين بسعر بخس، دنس ذكرى والده و أسس مشروعه القذر على أنقاض ما بقي من منزل و ذكرى آل رجب في حارة كانت على مر الزمان فواحة بالورد و الياسمين..
لا أعرف لماذا لم نستغرب كثيراً ما حصل و لا أعرف لماذا تجدون نهاية قصتي عادية و لا تحمل أي مفاجأة ترى هل اعتدنا على سماع قصص يتآمر فيها الأخ على أخيه و يبيع بيته، أرضه، مبادئه و أخلاقه للشيطان في سبيل تحقيق مصلحته؟؟ هل بات من الطبيعي أن يأكل الأخ أخيه؟؟ هذه القصة لم تحدث في سوريا و أي تشابه بينها و بين أي قصة مماثلة قد تخطر في بالكم فهي من صنع خيالكم.. |
||
KAPSOON 2008-03-16 18:56:49
!!!!!!!!
ها انت تطلين من جديد متألقة كقمر تشريني...نون يا رفيقة:تحياتي لقلمك العنيد ..دمت ياسمينة في وطن الياسمين-أنغولا
شوية مطر صيفي 2008-03-16 11:41:44
سرطان
ياسيدتي ....هذا الغدر المتفشي كالسرطان ....ينخر في جسد الاسرة ...في جسد الوطن ...في جسد الامة.... موجود ياسيدتي موجود سوريا
sad syrian 2008-03-15 11:25:33
ما لحا ينشرولي هاتعليق
سيدتي...اكتشفت الآن عبقريتك في الكتابة السياسية...التاريخية...الجغرافية...غالب و رامز معروفين كتير...! الله يحميكيسوريا
م.ياسر 2008-03-15 01:28:20
التحليلات
لاول امرة اقرا المساهمة بصوت عال بحضور الاسره ليتعملوا منها ويناقشوها فكانت الاراء كالتالي- ابو رامز وصفه رائع بكل التفاصيل -العلاقه بين غالب ورامز مبهمة وغير واضحة وكيف تمت ومتى؟-هل ممكن في حي طيب يفوح منه الياسمين ان يتم عمل بار ومطعم على السطح؟احب الجميع الحي واهله الطيبون وترحموا على ابو رامز-لم يتقبلوا شخصية رامز ودوره تشكري على قلمك سوريا
د\ملاك 2008-03-14 21:02:24
العبرة في القصة والأسلوب جميل
شكراً لعراقتك وأصالتك وحبك للناس الطيبين الذين نفتقدهم مهما غابوا وكم أعطوا حياتنا قدسية -السعودية
حسام سلمان بركي 2008-03-14 17:30:41
هذه الحياة ..
قصص الحياة شائكة ومعقدة كما هي الحياة ...شكرا على مساهمتك .سوريا
مجرد إحساس ..؟؟ 2008-03-14 04:13:54
ن.الحموي..اليوم غلبت على أمري وقرأت والإطالة
عليها تغلبت طبعا بالقراءة..تهت..تهت بمتاهات وليس بمتاهة بماض أنصح حتى التغني به غدا مضيعة للوقت وليس للخوض بعاني قيمه والامتثال لها بمطابقة الحياة ومما يحمل من معاني القيم ..غدت تلك ليس بخبر كان وإنما أنعم الله على البشرية بطلاء ظاهره إيمان حتى الإدمان وفجأة ببعض التعرق عند أول توقف للتكيف يظهر الجوهر للملأ كما أنت رويت..عذرا سيدتي .؟؟ -سوريا
ثبت الجنان 2008-03-13 22:31:12
اللهم عفوك ورحمتك
وحين قال :( لا تقوم الساعة حتى يكون الولد غيظا ، والمطر قيظا ، ويفيض اللئام فيضا ، ويغيض الكرام غيضا ، ويجترئ الصغير على الكبير ، واللئيم على الكريم) ، الغالية نعمت الحموي كل مرة تتحفينا بابداع مميز أيتها الرائعة تحية لك من القلب .سوريا
ثبت الجنان 2008-03-13 22:29:01
يا رب أجرنا برحمتك
هل إلى هذا الحد تحول المحسوبيات الحق باطلاً ، أي سحت يأكله هؤلاء ، أي جور وأي ظلم ، أي خيانة وأي غدر ؟؟!!!أتراها أشراط الساعة التي أخبرنا عنها المصطفى عليه الصلاة والسلام ، نعم وربي هي بذاتها :الفحش والتفحش وسوء الجوار وقطع الأرحام وأن يؤتمن الخائن ويُخوّن الأمين و أن يُصَدق الكاذب وأن يُكذب الصادق ،سوريا
ثبت الجنان 2008-03-13 22:27:04
يا إلهي أجرنا يا رب
هل من المعقول أن يبيع الأخ أخاه مقابل دراهم قذرة تجنى ، مقابل جرعة من خمر وقضاء وطر من مومسة ، هل من المعقول أن يتحول مالك البيت إلى غريب بسبب قانون الإيجار الظالم ؟؟ هل من المعقول أن يترتب على صاحب البيت أن يدفع الملايين للسيد المستأجر فقط من أجل يتكرم حضرته ويخلي البيت أو الدكان لصاحبهما الذي جناهما بعرق جبينه وبجهد عمره ؟؟ سوريا
ابن الضيعة 2008-03-13 21:11:35
ليش غالب 00
الله لا يوفقك يا رامز000إذغ رامز باع اخوه لاعتب على غالب 00سيدتي كثيرا ما يحدث هذافي مجتمعنا وعندما تدخل الفلوس تضعف النفوس 00وحدثت معي قصة مشابهة تقريبا من اخوتي المغتربين 00المهم شكرا لسردك الرائع والسلس سوريا
Rima Aflak 2008-03-13 20:56:50
نعم صديقتي
من يبيع نفسه للشيطان، يفعل أكثر من ذلك في زمن باتت المبادئ بالإندثار، ,والانسان الشريف بات عملة نادرة هذه الأيام أجمل ما في قصصك واقعيتها -سوريا
البراغماتي 2008-03-13 19:59:48
انحدار عام
هذه القصة وكثير من مثيلاتها حدثت وتحدث بسوريا . وهذا ليس بغريب مع التحرك نحو اختلاف المعاني وتقزيم القيم التي كنا عليها من الفرد مرورا بالعلاقات الأسروية إلى المجتمع ككل . وربما في المستقبل سنرى أن ماكنا نسمع عنه - الأخلاق - القيم - الترابط الأسروي - الأحترام م - كلها ستختفي تبريرا لما يجب أن نكون عليه . نون الحموي أشتقنا لما يحدث في سوريا -سوريا
Safa 2008-03-13 19:06:33
!!!!.....
عم قول هالعمليات ماغريبه ووقت قال معتز... جربان ..عرفت انه ابنه لابو غالب عيلة جربانه ...ياه يامدام حموي هيدا ماشي اذا الولد عم يبيع بيو مابيبع خيو مابعرف لسا شو بدنا نشوف معقول الواحد قينا صار رخيص هيك ياعدرا بس على الوردبات والياسمين وكل حجرة عم تنكسر من انسانيتنا يسلمو دياتك يااحلا قلب حنون واحلا ياسمينة سورية بحديقة syria news...-ألمانيا
economist 2008-03-13 18:50:17
معقول لهالدرجة
كتير هيك يا ست نعمت ، معقول بهي الطريقة في أخ بيعامل أخوه!. بس بتعرفي : كلشي معقول.الإمارات
Nada 2008-03-13 00:49:28
آه
السلام عليك يا نور بعد كم يوم غياب عدت لنا بهذه القصة ... والله "بتقمط القلب" بس معك حق من وحي الواقع. سلامات -سوريا
|
||
copy rights ©
syria-news 2010 |