بما أن المواصلات الموجودة في سوريا والتي تقتصر على سيارات الأجرة (التكسي) وسيارات نقل الركاب الصغيرة (السرفيس) وباص النقل الداخلي (الغراندايزر) لا يمكن تطويرها رغم كل الوعود التي سمعناها، والتي لطالما نلنا منها ما يكفي لإشباعنا، علينا في بادئ الأمر أن نحدد فئتنا كراكبي (تكاسي) أو راكبي (سرافيس) أو راكبي (غراندايزرات) ثم نبدأ باختلاق الدعاء لننهي معاناتنا بأنفسنا ونزيد دعائنا لكي نصل إلى أعمالنا دون الانتظار الممل الذي اعتدناه والتأخير الدائم الذي لم نعد نستطيع احتماله.
وهنا سأذكر دعاء ركوب السرافيس كونها الأصعب في هذه الأيام.. اللهم إنا وقفنا بين يديك صفاً واحداً، قلوبنا واحدة، وهدفنا واحد، اللهم اجعلني من أول الواصلين إلى بابه، واغفر أنانيتي اللهم يا رحمن يا رحيم.. اللهم إنا وقفنا بين يديك وقفة ذل اعتدناها في كل صباح ومساء.. ونرجو أن تنظر بعينك الرحيمة وتأمر (سرفيساً) بأن ينهي معاناتنا ويحملنا جميعاً إلى أعمالنا يا ودود ياغفور.. اللهم اجعله كرسياً مريحاً وابعد عنا الجلوس على الجانب يا علام الغيوب.. اللهم إنا نرجو من لدنك أن تجعل في قلب السائق رحمة ليأخذنا ولا يقطع علينا نصف الطريق، (المقصود من هذه الفقرة ألا يقطع السائق الخط الذي يجب أن يمشي عليه ذهاباً وإياباً وكمثال حي عندما يقول بعض السائقين – ع الكراجات – أو ع ساحة شمدين بس)..الخ اللهم اجعل في قلوب الصغار رحمة تجعلهم يفسحون المجال للحريم والمسنين، (عمر الصغار ما يصلوا) اللهم إن هذا (السرفيس) عدو مبين فأرنا به عجائب قدرتك وعذب سائقيه المخالفين فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنا مللنا الانتظار والوقوف الطويل، وقد سئمنا انتظار (السرفيس) ومرورها بجانبنا دون أن تحملنا (الصبح مو طالع والضهر مو طالع والمسا مو طالع) – (مدارس، موظفين، تصوير تلفزيوني، وأعمال خاصة) اللهم إن المسؤولين قد سئموا شكاوينا الملحة وبدءوا تسجيلها على ألواح الثلج فلا تسمح لها بالذوبان يا حنّان يا منّان..
اللهم لقد كان السائقين يخافون من شكاوينا واليوم باتوا يعرفون بأنها لا تقدم ولا تؤخر فانصرنا عليهم يا واسع المغفرة واجعل لنا فرجا قريباً يا مجيب دعوة المظلومين..
اللهم عطل الراديو في سياراتهم وأبعد عنهم كل ما يتعلق بهيفاء وهبي وفارس كرم ونانسي عجرم وأنزل على مسامعهم محاضرات محمد راتب النابلسي لتكون عبرة لهم يا رب العالمين.. اللهم لقد صبرنا على هذه (السرافيس) صبر الجمال ليعيدوا إلينا باصات (الغراندايزر) وكأنها الحل يا مولانا يا مفرج الكروب.. اللهم لقد أعادونا قروناً إلى الوراء وأنت العليم إن كانوا يخططون لإعادة ركوب الخيل وأنت أعلم بعجزنا عن ركوب الخيل يا علام الغيوب.. اللهم بعد أن وقفنا هذه الوقفة الطويلة لم نعد نريد (السرفيس) فهون طريق أحد (التكاسي) إلينا يا ذو الجلال والإكرام.. اللهم نرجو أن يكون فيه عداداً وأن تأمر السائق بتشغيله يا ذو العفو العظيم.. اللهم لا تسمح له بطلب الزيادة على الرقم الظاهر على العداد بحجة غلاء البنزين.. اللهم أنت الوحيد العالم بنا.. وأنت الوحيد السامع لشكوانا.. اللهم انظر إلينا بعينك الرحيمة وأنهي ما نعانيه فقد مللنا وعود المسؤولين يا رب العالمين.. اللهم لقد مللنا قراراتهم الحكيمة والتي تتمثل في إعادة الباصات وفي إحداث كراجات بعيدة (ككراج السومرية) وفي رفع أجور (السرافيس) وإجبارها على الذهاب إلى هذه الكراجات.. اللهم أنت أدرى بحالنا فاغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على المسؤولين (فقط المسؤولين الذين يملكون السيارات التي توفر عليهم عنائنا الدائم).
أخيراً
بمثل هذا الدعاء عزيزي المواطن ربما تتحقق أحلامنا باقتناء مجموعة من السيارات التي تليق بالقرن الحادي والعشرين، فإما أن يستجاب دعاؤنا ونصل إلى مطلبنا، وإما أن يعود زمن ركوب الحمير لتكون فخوراً بشراء حمار صغير تركب عليه متى شئت.
