2007-11-12 18:20:48
ÇáãÓÇåãÇÊ Ýí åÐÇ ÇáÈÇÈ áÇÊÚÈÑ ÈÇáÖÑæÑÉ Úä ÑÃí ÇáãÑßÒ
البيت الشــامي

حيث أنني بدأت بتصوير هذا البيت من بيت المـونـة ( أهم وأروع غرف البيت الشامي بالنسبة لي على الأقل ) في موضوع سابق .. فسأُتابع الآن التصوير الكامل له .. معتمداً على ما بقي في الذاكرة .. ومن هون وهون .. وبمساعدة أصدقاء لهم من الشام روحها وقلبها ..


فمن يمر بحارات الشام القديمة ويشاهد منازلها من الخارج فإنه يرى بيوتاً لا شكل لها ولا زينة - مثل قلة(جرة) مصر لا رقبة ولاخصر ) ..

 فالطابق الأرضي لانوافذ فيه .. وقد طلي بالكلس فوق جدار حجري لا يرتفع أكثر من متر .. وفوقه طابق له شبابيك مغطاة بشبك من الخشب يدعى ( الخص ) وغالباً ما يكون بارزاً عن البيت .. يطل كشرفة صغيرة بحيث يرى الناس من حيث لا يرونه ( ودستور من خاطرنا ) ..

 هذا كل شيئ .. هذا هو البيت الشامي من الخارج .. ؟

 ندخل الآن من باب البيت الذي قد يكون باباً كبيراً يتضمن باب صغير ( يا دوب نفوت منو ويسمى باب خوخة ) .. يؤدي الى ( دهليز ) صغير ننفذ منه الى فسحة يبدأ معها التصوير العجيب ليتحول الى اعجاب وسكينة طاغية .. فسحة ( أرض الديار ) أرضها من الحجارة المرصوفة الملونة أو الرخام تتوسطها البحرة وتمتلئ بالنباتات وأكثر من شجرة منزلية وغالبا ما توجد فيه فتحة تسمى ( الليوان ) وهي شبه غرفة لها ثلاثة جدران وسقف ومفتوحة من جهة ( أرض الديار ) بمدخل مقوس الشكل غالبا .. هذا الليوان هو المجلس الصيفي لأهل البيت ولزواره يقي من أشعة الشمس والتي هي بالأصل تكاد تصل الى أرضية ( أرض الديار ) لما فيه من نباتات وأشجار تغطيه بشكل محبب وجميل وممتع ..

 سأعود للكتابة عن هذه النباتات بعد أن اصور ( قدر الامكان ) الهندسة الشامية لهذا البيت الذي تعرض للقتل المتعمد والابادة المنهجية ..!

 ومن ( أرض الديار ) نشاهد القاعات والمربعات وهي غرف واسعة وكبيرة معدة للاستقبال وتمضية أوقات أهل البيت وهي تتوضع على طرفي ( الليوان ) ونرى سلماً إما حجريا أو خشبيا يصل بنا الى ( العلالي ) والمشرقة .. وهي غرف النوم والمعيشة والمشرقة مساحة مكشوفة بين الغرف غالبا ما يكون بها ( دالية عنب ) وفيها مجلس لأهل البيت فقط واذا تابعنا الصعود وجدنا الاسطوح وفيه غرفة واحد فقط وهي ( الطيارة ) التي كانت غرفة التأملات والراحة النفسية حيث تطل على كامل المدينة ويتسع لها الافق بالنظر وتحيط النوافذ بها من كل جانب أما الاسطوح فكان لنشر الغسيل وكثيرا ما كان السبب في النظرات الاولى التي تنتهي في معظمها بالزواج أو تتدرج في مراحل الحب والعشق ولذلك كانت ( الطيارة ) ضرورة وليس ترفاً ..

 والآن لنمضي معا في التنقيب عن أساس البيت الشامي ..

 كيف يبنى هذا البيت ..؟ ومن أي مواد ..؟ لماذا هو صغير المساحة ( بالغالب ) حيث يشبه ( المطبئية أو السفرطاس ) .. حيث يتكون من القبو والأرضي والعلالي و المشرقة و( الطيارة ) .. وهذه الطيارة لها ما لها من الأسرار والذكريات  وكل ذلك ضمن مساحة صغيرة والسبب في ذلك ضيق المساحة ضمن سور المدينة فيضطر السكان للتكيف ضمن هذه المساحة المحدودة .. وعجز مواد البناء على تأمين أكثر من هذا الارتفاع الشاقولي بالنسبة لطابقين مع طيارة ..

 أما المهندس .. فقد كان نجار عربي إذ لم يكن في البلاد مهندسين الا في مصالح الجيش العثماني .. فالدار الشامية القديمة تتكون كلها من الخشب الا بعض الجدران الحجرية في البيوت الكبيرة .. وهي تبنى أول ما تبنى هيكلاً من أعمدة الحور كالقفص .. وكانت عملية بناء الهيكل وحسن توجيهه وتوازنه واحكام شد أجزائه بعضها الى بعض ببراعة ودقة بالغتين .. وتسمى هذه العملية ( صَلْب ) في تعابير النجارين .. فإذا تم بناء الهيكل من الخشب الرومي أو الحور حشيت فراغاته فيما بين الأعمدة لُبناً .. وغطيت السقوف من فوق بالخشب والتراب .. ومن الأسفل بالواح مصقولة من الخشب تسمى ( الطوان ) ولم يكن الاسمنت مستعملاً .. ولا ضرورياً .. أما الطينة فكانت من الكلس المقوى بقشر القنب أو من الطين مع التبن ..

 أما الأرضية .. فكانت من ( العدسة ) وهي مزيج من الكلس و ( القصرمل ) الناتج عن احتراق مواد تدفئة الحمامات العامة .. و ( الكتكت ) وهو من خيطان القنب المندوفة .. ثم تدق حتى ترص وتصبح ناعمة .. أما الطبقة المتوسطة والغالبة في ذلك الوقت فكانت تستعمل البلاط الملون .. أما الأغنياء فكانوا يستخدمون الرخام ..

 البيت الشامي يتفق مع الاقليم الشامي القاري والرطب .. أي عازلاً للحرارة في الصيف ومانعاً للبرد والرطوبة في الشتاء .. وقد كان البيت ( مشتى ومصيف ) بنفس الوقت .. فقاعاته و ( مربعاته ) والمياه المتدفقة فيه تجعل الدار في الصيف ببرودة ( الراوند ) .. وقصوره وعلاليه ومخادعه دائرة شتوية كاملة .. ( سأكتب عنها في أحاديث قادمة ) .

 كان توجيه البيت الشامي يتم دائما نحو الجنوب ( القبلة عند المسلمين ) لتدخل الشمس الى غرفه شتاءً ولا تدخل في الصيف .. وبهندسة الأرض وميلانها ليتم دخول الماء الى البيت من نظام المياه العجيب في دمشق ومنه ( الطوالع في الحارات ) والذي يجعل بردى يتوزع بالانسياب الحر في كل المنازل على الاطلاق ..

 هذا ما لدي الآن .. أنتظر منكم اضافة .. تذكير .. أي شي .. أي شي

وكمان شوي رح كمل السيران عن النباتات بأرض الديار .. وأولها الياسمين لكل الموجودين .

 

 

ابن الشام


ابن الشام 2007-11-16 11:00:13
قلبت المواجع يا مهندس ياسر
الخصوصية واستقلال الاسرة والكثير من المزايا كان يوفرها ذلك البيت..هم أبدعوا لأنهم كانوا أحرارا في مدينتهم ونحن قلدنا لأن سكينة القوانين ذبحت الياسمين وشرّحت الفل والزنبق وقطعت الكباد .. إلا أنهم أبقوا لنا السفرجل..
-بلاد آرام
م.ياسر بكداش 2007-11-15 01:32:23
عزيزنا ابن الشام الاصيل
البيت العربي مدرسة معماريه فريده ابدع فيها الاجداد فكانوا حقا-معمارجيه ومعلمين ونجارين وحدادين و..-كانوا فلاسفة وسادة العماره والبعض يظن خلاف ذلك ابدعوا وتفننوا واستمتعوا اما الاحفاد...فاه ثم اه ظنوا ان بالعمارة العالميه -التي لاتنتمي لبيئتنا هي التطور والحداثه صناديق خرسانيه نار في الصيف وزمهرير بالشتاء لاخصوصية ولاسكينه ولاوردة ولاياسمينه
-ونحن قلدنا فضعنا
م.ياسر بكداش 2007-11-14 22:38:59
اضافات-3-
اما صحن الدار-الحوش- فهي الروضة الغناء وهي مرتع الطفولة والذكريات هي الالتقاء مع الطبيعة والسماء حيث الفصول الاربعه تعيشها الاسره ولكل فصل له طعم خاص وصحن الدار تقام فيه معظم النشاطات الاسريه والاجتماعيه بكل خصوصيه مع توفر الحريه حيث البيوت تمتد افقيا والجار يراعي حرمة جاره فلايتطاول بالبنيان بل يراعيه بالاضافة لذلك له دور هام في التهويه بسبب فروقات
-وكذلك لدخول اشعة الشمس
ابن الشام 2007-11-14 18:52:58
منى يا طيرنا الحر
لا يا منى .. هذه المرة اخالفك الرأي .. الشتاء في البيوت الاسمنتية جاف وغير ممتع .. أما في تلك البيوت فقد كان صوت ارتطام المطر بالأشجار وبأرض الديار له (رنة) المتعة الطاغية مع رائحة اختلاط حبات المطر بالجدران تلك الرائحة العبقة بالشام .. وكثيرا ما ذهبنا تحت المطر من والى الحمامات .. هرولة .. اتحاد عجيب لكافة العناصر لكي تعطي بيت الشام بروحه الحية..
-بلاد آرام
ابن الشام 2007-11-14 18:49:49
TAREK
باب سريجة وحارة المغاربة واسمك طارق .. لا بد أن هنالك روابط تجمعهم عندما نعلم أنهم جميعا شاركوا بتشكيل ( نوعا ما ) الشام .. أما السبع طوالع فله حديث خاص .. شكرا طارق
-بلاد آرام
ابن الشام 2007-11-14 18:46:57
م.ياسر
نعم .. هذا البيت يلبي كل متطلبات الحياة وخاصة في هذه المنطقة التي استوحى وجوده منها .. بتنا نشعر أكثر فأكثر أن هذا البيت لازم وضروري وخاصة في هذه الأيام التي أصبحت متباعدة بين الانسان وقابليته للحياة ببهجة وامتاع
-بلاد آرام
ابن الشام 2007-11-14 18:44:05
GHOST
بدأ ابن الشام يشعر بالحنين لمدينته ولو لم يغادرها .. نعم .. فيه لوعة وفيه حنين
-بلاد آرام
ابن الشام 2007-11-14 18:40:19
براغماتي
الزخارف والعجمي والمقرنصات والفسيفساء له بحث طويل ولكنني لم اتممه بعد .. أما الأثاث فلابد أن يكون له بحث فهو أيضا يحتاج لذلك .. شكرا براغماتي
-بلاد آرام
mona 2007-11-14 11:42:29
بالصيف فقط
اهلا ابن الشام ومن جهتي بحب البيت الشامي كتير وحتى المطاعم يلي بتفتح ببيت شامي بشوفها مميزة, بس بصور العيشة فبه صعبة خصوصي بالشتاء مع البرد وجئجئة المطر والطلعة من غرفة لغرفة بالبرد اما بالربيع والصيف فما بتصور في احلى من سكنته
-
TAREK 2007-11-13 12:42:45
شكرا" أبن الشام
على الرغم من أنني لما أعيش في بيت عربي أبدا".ولكنني أعشق هذه البيوت و أشعر بالراحة و الطمأنينة عندما أتجول بين حارات دمشق القديمة.بدأ" من بيت جدي بمنطقة باب سريجة مرورا" بمدحت باشا و العمارة وأنتهاء" بباب توما.ذكرتني بالبحرة ببيت خالتي و كيف كنا نشطف أرض الديار ونتراشش بالمياه.يا سيدي السبع طوالع كانت الناس يشربون من المياه التي تمر من بيوتهم
-الله يرحمك يا شام
م.ياسر بكداش 2007-11-13 10:00:44
اضافات-2-
البيت الشامي نموذج رائع للبيت العربي حيث توجهه للداخل نحو الصحن-الدار-وليس للخارج فالفتحات -الشبابيك- الخاصه بالغرف تشرف على الصحن وهذا يعطي الخصوصيه لساكنيه ويسمح للضوء والشمس والهواء بدخول الغرف فالدور الارضي المطل على الحاره-الواجه الرئيسيه-يكون مصمتاوالدور الاول فيه اطلالة نحو الحاره بفتحة شباك او -مشربيه-مصنوعة من الخشب غالباممكن التحكم بالرؤيا
-بالاضافه للتهويه
م.ياسر بكداش 2007-11-13 01:58:42
اضافات
البيت العربي تحفة معماريه يدرس في اعرق كليات العمارة في العالم فهو الوحده التي تتكون منها الحاره ومن ثم المدينه العربيه المسوره والتي لها ابواب. وهو يلبي كافة المتطلبات لساكنيه نفسيا واجتماعيا ودينيا بكل انسجام وتوافق فريد من نوعه فالبيت هو فردوس الدنيا حيث السكينه والطمانينه وحيث الراحة الجسديه بكل مسبباتها شمس ونور وتهوية وظل وماء وخضرة وورد وياسمين
saudia syria aleppo
ghost 2007-11-13 01:18:47
شآم أنت المجد لم يغب
مع إني أقمت بالشام في فترة الدراسة الجامعية فقط شعرت كما يشعر كل السوريين أن الشام لي فكيف إذن يشعر إبن الشام ؟ وصف جميل فيه شوق ولوعة وحنين ... الله يخلي الشام للسوريين ويخلي الشوام لسوريا ...
سوريا ياحبيبتي
البراغماتي 2007-11-12 20:17:20
3
وإذا عدنا وصلنا إلى الأسقف رأينا الزخارف الجميلة بكل أنواعها ( الكتابية والنباتية والحيوانية والهندسية ) وإذا ما تصفحت أثاث المنزل لن تقف عن الوصف من السرير النحاسي مرورا بالخشب المطعم بالصدف والمرأة المائلة عن الجدار وصولا إلى الزجاجيات الصمدية النادرة وأغطية الأطقم الحريرية ذات الألوان الشرقية البديعة وفاتني في الحمامات السيراميك العربي
-شكرا ابن الشام
البراغماتي 2007-11-12 20:12:14
2
ونوافذ البيت كانت خارجية ( خص) وقليلة التزيين بعكس الداخلية والتي تطل على صحن البيت ( منخفضة ) ولإضاءة الأسقف ( عالية ) ويظهر هذا في بيت ( أجقباش ) بحلب . أما الباب الخارجي فحكايته ياصديقي كبيرة وخاصة إذا ما كان مصفح بطبقة رصاصية مثبتة بالمسامير لتزيد متانته . واجمل مافي الغرف الخزائن ذوات الدرفتين والنقش التناظري وخاصة إذا أكمل النقش على
-syria
البراغماتي 2007-11-12 20:04:48
إضافة كما طلبت 1
وتتميز الأسطح ( المشرقة ) بأنها مسورة لأمسيات الصيف الحار أو أحيانا للنوم وترتفع الجدران الخارجية للبيت العربي محافظة على صفة العزل عن البيئة الخارجية للبيت والدرج يحمل أحلى الزخارف الخشبية ويربط بشكل متناظر بين الدور الأرضي ( المعيشة ) والدور العلوي ( قسم النوم ) عبر صحن البيت وكانت البيوت الكبيرة تحتوي على المشربية كما الخص ولكنها أكبر
-
copy rights © syria-news 2010