تحليل لـ جورج مالبرونو كبير مراسلي ومحللي القسم الخارجي في صحيفة لوفيغارو الفرنسية"

ليس هناك من أحد يعلم ان كان سيقوم جورج بوش بتوجيه ضربة عسكرية الى ايران لكن في لعبة التكهنات فان سيناريو الهجوم المحدد الاهداف مدعوم بعدة اشارات.

الغموض الذي يلف موضوع الغارة الاسرائيلية والمعلومات الغير واضحة من قبل تل ابيب ودمشق تعزز هذه الفرضية. فإن تحليلات الصور الاولية من الاقمار الصناعية كشفت عن السيناريو التالي:

ستة طائرات حربية اسرائيلية، طارت في محاذاة شاطئ المتوسط، قبل أن تعيد التخزين بالوقود ما بين قبرص وتركية، وبعدها دخلت الاجواء التركية وقامت بالتخلص من خزانات الوقود الاضافية لكي تستطيع التحليق بشكل أفضل في الاجواء السورية، اثنتان من هذه الخزانات وجدت في سورية واثنتان في تركية. هذا التخلص من الخزانات يسمح للطائرات بالطيران بسرعة تخرق جدار الصوت “Supersonic” فوق سورية لكي تستطيع الهرب من الدفاعات الجوية السورية.

برأي خبير عسكري فرنسي فإن الرسالة العسكرية الاسرائيلية كانت مزدوجة :" من جهة لكي تظهر للسوريين قدرة جيش اسرائيل على تدمير منشآت اخرى مشابهة، ومن جهة اخرى تقديم استعراض للقوة أمام الرأي العام العالمي". وفي هذا الاطار فإن عملية مشابهة تكون بتوجيه ضربة وقائية ضد المشروع النووي الايراني "ذو التقنيات الروسية" ليس أمراً بعيد الاحتمال.

و في تنبؤات عن رد ايراني محتمل على القصف الامريكي، تقوم اسرائيل بالتوازي، بـ "دفن" وزارة دفاعها في تل أبيب، حيث أعمال التحصين تحت الأرض Bunkerisation تتسارع بشكل كبير. الدولة العبرية التي تتحصن وتتخوف من طائرة مخطوفة يجري تفجيرها في مبنى وزارة دفاعها (على غرار ما جرى في البنتاغون) قد أخذت أيضا الدروس من حرب الخليج الاولى ومن صواريخ السكود العراقية التي سقطت فوق تل أبيب عام 1991.

و على نحو آخر، فإن هناك من هو موجود على بعد 100 كيلومتر أو أكثر، على حدودها الشمالية، فإن حزب الله يتحضر هو الآخر، ليس فقط في شمال الليطاني والجزء الغربي من سهل البقاع، حيث يتم رصد عملية اعادة التسلح منذ بداية العام 2007، ولكن – وهذا جديد- في منطقة عمل قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان. وفي الآونة الأخيرة، شوهدت عدة أرتال من الشاحنات ليلاً حيث تم رؤية أشجار نخيل مجوفة من الداخل "في اشارة للصواريخ" وأيضاً وجود عبوات ناسفة (مضادة للدبابات). دلالات كهذه تذكر بشكل غريب تحضيرات العام 2005 – 2006 حيث أن حزب الله الذي توقع صداماً مع اسرائيل قام بتعزيز وتقوية أنفاقه وقام بتقوية تحصيناته تحت الأرض وأمّن شبكة اتصالاته اللاسلكية، يضيف الخبير الفرنسي، " للأسف، فان الجيش اللبناني قد اُبلغ بالأمر لكنه لم يقم بأي شيء حيال هذا الموضوع"..

حسن نصر الله الذي تحدث في الصيف عن "مفاجآت كبيرة"، فإن زعيم حزب الله المح بأنه حزبه الحليف لايران وسورية، يملك صواريخ أطول مدى من تلك التي كان يملكها خلال حرب تموز ولم يستعملها الحزب، والتي تقول اسرائيل بأنها دمرتها في العام 2006، "زلزال" هي صواريخ تستطيع أن تصل الى تل أبيب بل حتى الى الحدود الجنوبية.

و في سياق الرد على ضرب منشآتهم، فقد يلجأ الايرانيون الى الرد عبر طرق غير مباشرة عبر امتداداتهم (حزب الله والأقليات الشيعية في دول الخليج) فضلاً عن امكانية مهاجمة منشآت نفطية أو قواعد عسكري أمريكية في بلاد الخليج، وتقوم بعض الدول الخليجية مثل قطر وبسبب قلها من عدم استقرار الوضع الاقليمي تقوم باستخدام علاقاتها الجيدة مع طهران من أجل تجنيب نفسها أو الحصول على حصانة ما في حال نشوب حرب، بعض البلدان مثل الامارات العربية المتحدة وبعض أركان السلطة في السعودية، قد وافقوا بالفعل على توجيه مثل هذه الضربة – بدون الاعلان عن ذلك صراحة بكل تأكيد – وقالوا بأن ضربة أمريكية ضد ايران ممكن أن تُبعد حسب قولهم "التهديد الفارسي المزمن".

"يبدو أن الأمريكيين قد صمموا على ضرب ايران" يقول للفيغارو أحد كبار المسؤولين في دولة خليجية، نحن نقوم في الكواليس بلقاءات مع مسؤولي البلدين (ايران وامريكا) كل على حدى، ولكن في كل مرة يغير الامريكيون ممثليهم في هذه الاجتماعات، هم ليسوا جادين في موضوع الرغبة في دفع العملية نحو المسار الدبلوماسي، وبكل أسف" يقول المسؤول الخليجي.

الادارة الامريكية تبدو مقسومة بين " النسور" خلف نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني والبراغماتيين الذين يتلاقون مع كوندوليزا رايس وروبرت غايتس المعارضين للقيام بضربة عسكرية، وجورج بوش لم يحسم خياره بعد، الاسرائيليون ممكن أن يميلوا الكفة لكن يبدو أيضاً بأن الاسرائيليين هم أيضاً منقسمين حول هذا الأمر.

أما ايران التي تبدو مقتنعة بأن اخفاق امريكا في العراق يمنعها من القيام بمغامرة أخرى، ويبقى الاعتقاد السائد في دائرة القرار الايرانية أنه لن تكون هناك حرب ضدهم. ولكن بنفس الوقت فان السلطة الايرانية ترسل رسائل واشارات استفزازية من شأنها تذكية نار الحرب. والا فكيف يمكن تفسير ما يجري من التقريب الحاصل الآن ما بين الجيش والحرس الثوري.

و يستنتج دبلوماسي اسرائيلي: بأن الاشارة الحقيقية على قرب حدوث عملية عسكرية، هو نشر اسرائيل لمنصات صواريخ باتريوت-السهم (بطاريات الصواريخ الامريكية المعدلة في اسرائيل) والتي تم نشرها من اجل إسقاط اكبر عدد ممكن من الصواريخ التي ممكن أن تطلقها ايران (او سورية او حزب الله) ونحن لا زلنا في بداية التحضير لنشر هذه المنظومات المضادة للصواريخ، يضيف الدبلوماسي الاسرائيلي.

http://www.lefigaro.fr/debats/20071017.FIG000000101_israel_le_hezbollah_et_les_monarchies_du_golfe_se_preparent_a_la_possibilite_de_frappes_en_iran.html