2007-06-17 22:10:29
العنف يهز الشرق الأوسط وسياسة الولايات المتحدة تترنح

الشرق الأوسط يلتهب بألسنة العنف. فخلال الأسبوع الماضي اندلعت الحرب بين الفلسطينيين وانهارت حكومتهم. وفي العراق تم تفجير أحد المزارات الشيعية- وكالعادة لم تظهر إستراتيجية الولايات المتحدة العسكرية أي مؤشر على قيامها بتقليص أعمال العنف هذه. واليوم يعاني لبنان من بروز عصبة جديدة من عصابات القاعدة وفي بيروت بالتحديد تم اغتيال أحد العناصر القيادية السياسية.


وأخيراً كانت تلك الانتخابات المصرية التي أعيقت فيها الجهود المبذولة لممارسة الديمقراطية.

والسياسة الأمريكية في هذه المنطقة لا تجدي نفعاً حسب رأي الكثير من المحللين الشرق أوسطيين والأمريكيين.

قالت ايلين ليبسون، التي تشغل منصب رئيس مركز هنري ستيمسون ومستشار أسبق في مجلس الاستخبارات الوطني، قالت في حديث معها عبر الهاتف من دبي "أن هذه المسألة أصبحت أشبه بكابوس للإدارة. لم يعد لديهم فرصة حتى لالتقاط أنفاسهم.

إن ما يحدث يجعل وزيرة الخارجية الأمريكية كوندي رايس تشعر بالإحباط والخوف.

فما هي الاحتمالات التي لديها اليوم بعودة الأمور إلى مسارها الفعلي؟".

وعلى الرغم من أن جميع قادة تلك الدول – محمود عباس، نوري المالكي، فؤاد السنيورة، وحسني مبارك- هم من الحلفاء المحوريين للولايات المتحدة إلا أن أنهم محاصرون على رأي بروس ريديل العضو الزميل في معهد بروكينكيز حيث قال "إن هؤلاء الأشخاص اللذين نعتمد عليهم لمساعدتنا محاصرون مثلنا تماماً". وأضاف "ثلاثة من أصل أربعة من هؤلاء القادة قد يجدون أنفسهم خارج دائرة الحدث إذا لم يتمكنوا من السيطرة سياسياً مع نهاية هذا الصيف".

ويرى باول سالم من مؤسسة مانيجي انداومينت للسلام في العالم أن الخطر المحيق الأكبر هو انهيار الدول التقليدية وتلك النزاعات التي حددت سياسات الشرق الأوسط منذ السبعينات من القرن الماضي. فاليوم هناك ازدياد في الأماكن التي يشتعل فيها العنف – العراق، لبنان، والأراضي الفلسطينية- وذلك بسبب كثرة المتزاحمين على السلطة اللذين يمتلكون جيوشهم الخاصة.

فهذا الشرق الأوسط الذي قسمه الصراع العربي الإسرائيلي، أضحى اليوم ساحة حرب لثلاثة من المتنافسين: الولايات المتحدة وحلفائها المتصدين للتحالف السوري الإيراني في حرب بالوكالة تبتلع المنطقة بأكملها، الحكومات العلمانية التي تتصدى لمتطرفي القاعدة، والأنظمة الديكتاتورية التي تتبنى التكتيكات القاسية لقلع الحكومات الحديثة العهد الساعية لنشر الديمقراطية.

ولكن المتطرفون هم من يفوزون بالنقاط، حيث يرى ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية والمدير الأسبق لتخطيط السياسة في الخارجية الأمريكية أن "غزة هي الدليل الأخير على أن معظم النزعات تسير في الاتجاه الخاطئ. وهي حتى الآن تعتبر الكسب الأكبر للقوى الراديكالية، وهي كسب أخر لإيران، وعقبة أخرى في وجهة أمريكا، إسرائيل، والأنظمة السنية". ويضيف "ولكن الولايات المتحدة لم تثبت حتى الآن أن الاعتدال يعادل أو مثمر أكثر من العنف".

والخطر الثاني الاكبر أيضاً هو تداخل تلك النزاعات. حيث يقول رامي خوري من الجامعة الامريكية في بيروت "لا يمكنك أن تنظر الى لبنان أو العراق أو فلسطين أو سوريا او ايران وتحاول التعامل مع كل واحدة على حدا بعد اليوم. كان ذلك ممكناً قبل عشرة سنوات ماضية. ولكن هذه الدول مرتبطة اليوم ببعضها البعض سياسياً وبنيوياً". ويقول السيد خوري إن الولايات المتحدة تستحق اللوم الأكبر على تقاطع تلك المصائب الكارثية التي تبذر التشاؤم وتزرع الغضب عبر الشرق الأوسط.

وفيما يخص الانهيار الحاصل في الحكومة الفلسطينية يعلّق السيد خوري قائلاً "من الصعب معرفة من هو أكثر سخرية... هل هي قيادات حماس وفتح التي تسمح لمقاتليها بالاشتباك في شوارع غزة والضفة الغربية، أم هي الإدارة الأمريكية التي تقول إنها تدعم المعتدلين الفلسطينيين اللذين يرغبون بالتفاوض مع إسرائيل بشأن السلام".

وفي العراق يعكس الاعتداء الذي نفذ على جامع سامراء وفشل خطة الأمن في بغداد في إنقاص معدلات القتلى أن النفوذ الأمريكي يتضاءل تماماً حسب رأي ليبسون.

أما هاس فيرى أن "أفضل ما نطمح أن يحصل في الخريف القادم هو أن تكون الإدارة الأمريكية قادرة على حث الكونغرس على دعم قرار لتقليص الوجود الأمريكي في العراق وتجنب حدوث مجرد الانسحاب". وأضاف "إذا تمكنا من تحقيق ذلك، فإن العراقيين على الأقل سيكسبون المزيد من الوقت للعثور على هوية سياسية وطنية، وستتناقص فرصة ظهور العراق على أنه كارثة سببتها السياسة الخارجية لأمريكا".

وفي لبنان تواجه الحكومة المحاصرة تهديداً متضاعفاً. فقد انخرط قسم كبير منها للأسبوع الخامس على التوالي مع مئات من عناصر حركة فتح الإسلام المتطرفين.

ومؤخراً تم اغتيال النائب وليد عيدو، ومن جهة أخرى هناك حزب الله الذي ما يزال يعيق حكومة السنيورة عملياً وسياسياً.

يقول ريديل "إن ما هو راسخ حول هذه التهديدات هو أنها تهدف جميعها إلى التخلص من حكومة السنيورة، رغم أنها لا ترتبط ببعضها البعض".

حتى المسؤولين السابقين في إدارة بوش يلقون باللوم على واشنطن في كل المصائب التي ألمت بمنطقة الشرق الأوسط ويقول هاس "إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية ما قامت به، خاصة في العراق، وتتحمل مسؤولية ما لم تقم به أيضاً، خاصة فيما يتعلق بعملية السلام". وأضاف "إن الرئيس الأمريكي لم يطور أبداً من أفكاره بشأن دولة فلسطين. ولم يستخدم نفوذه لمساعدة مصر في إطلاق المزيد من الانفتاح".

أن الولايات المتحدة وجدت نفسها ناشطة جداً في مسارح الشرق الأوسط ولكنها لا تمتلك القدرة على السيطرة على الأحداث فيه، حسب رأي روبرت مالي العضو في جماعة الأزمات الدولية. حيث قال "إنها اليوم تتعرض لتلاعب كبير جداً في أماكن كانت تظن في يوم من الأيام أنها قادرة على التلاعب بها".

بقلم روبن رايت - واشنطن بوست

ترجمة هدى شبطا - سيريانيوز


ابو المعارف 2007-06-20 11:07:19
السبب الحقيقي
ياجماعة ليش نحنا دائما منظلم امريكا السبب الحقيقي بتصرفات الامريكيين هو الصورة الغلط اللي عم تصلهم من الاعلام اضافة لانو بوش عم يتصرف بتوجيه من فئة معينة مسيطرة على الاوضاع بامريكا ولو الامريان بيعرفوا شي عن وضعنا لوقفوا معنا واكبر دليل المظاهرات اللي طلعت وقت احتلال العراق
-syria 4 ever
سورية 2007-06-18 09:01:08
أميركا السفاحة المجرمة
الله يلعنك يا بوش المجرم السفاح، خربت العالم خلال سنوات قليلة. ولكن الحق ليس عليك فقط، بل على الحكومات المتعاونة معك، وفي مثل بيقول "يافرعون مين فرعنك، قال: ما حدا ردني". والله يستر من الآتي ويحمي سورية أولا وأخيرا.
-سورية
copy rights © syria-news 2010